آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » إيران تدين العدوان: هذا ما تطمح إليه إسرائيل

إيران تدين العدوان: هذا ما تطمح إليه إسرائيل

محمد خواجوئي

رسميّاً، ندّدت إيران، رغم الفجوة العميقة التي تفصلها عن حكومة سوريا الحالية، بالهجوم الإسرائيلي على دمشق، والذي اعتبرت أنه «كان متوقّعاً». وكتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر حسابه في موقع «إكس»: «المؤسف، أنّ هذا الحادث كان متوقّعاً بالكامل. ومَن ستكون العاصمة التالية؟ إنّ الكيان الصهيوني الوحشي والمنفلت من عقاله، لا يعرف أيّ حدود ويفهم لغة واحدة وحسب. إنّ العالم، بما في ذلك دول المنطقة، يجب أن يتّحد من أجل وضع نهاية لهذا العدوان المجنون». وأكّد أيضاً أنّ إيران تدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وستقف دائماً إلى جانب الشعب السوري.

في الجانب الإعلامي، سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة أمس، الضوء بشكل خاص على التطوّرات في سوريا. وكتبت صحيفة «إيران» الحكومية، في مقال حمل عنوان «التحديات الأمنية في الشام»، إنّ «هجمات المحتلّين الصهاينة على سوريا، اتّخذت أبعاداً جديدة منذ يوم أمس. ووسط الاشتباكات الطائفية في سوريا، نفّذت إسرائيل هجمات مدمّرة على سوريا، تحت ذريعة دعم الدروز، إذ يبدو أنها تتابع هدفاً أوسع، ألا وهو تحقيق الأطماع التوسّعية للكيان الصهيوني في تغيير خارطة سوريا والمنطقة».

وتابعت: «الكيان الصهيوني يَعتبر الحكومة السورية الحالية، ضعيفة ومهتزّة، إذ إنها يمكن أن تقدّم في ظلّ المزيد من الهجمات الإسرائيلية تنازلات أكبر، ومن جهة أخرى، يريد إيصال قدرة المغامرة المحتملة للجولاني ضدّ تل أبيب إلى الصفر، عبر تقويض البنية التحتية العسكرية لسوريا. كما تتابع إسرائيل بهجماتها العسكرية، هدفاً آخر وهو استعراض القوّة أمام تركيا. تل أبيب، وبحرّية تصرفها العسكري في سوريا، تسعى لاختبار ردّ فعل تركيا، فضلاً عن فرض معادلاتها الأمنية على حكومة إردوغان، لكيلا يَعتبر الأتراك، أنّ سوريا ما بعد الأسد، ملك لهم!».

يبدو أنّ هدف إسرائيل إضعاف بلدان المنطقة بمعزل عن الأنظمة التي تحكمها

أمّا صحيفة «جوان» القريبة من «الحرس الثوري»، فرأت، في تحليل حول الهجوم الإسرائيلي الأخير، أنّ «الأوضاع السورية تتحرّك على سكّة عدم الاستقرار، في وقت يقوم فيه الصهاينة بقصف سوريا أكثر من ذي قبل، بينما تمرّ شهور عدّة على تخلّي بشار الأسد عن السلطة، وخضوع البلاد لسيطرة الإرهابيين، وهذا يُظهر أنّ الكيان لا يميّز بين الأسد والإرهابيين، والهدف هو تقسيم المجتمعات الإسلامية وتدميرها».

واعتبرت صحيفة «فرهيختكان» الأصولية، بدورها، في تحليل للمختصّ في الشأن الدولي، مهدي طالبي، أنّ «بنيامين نتنياهو بلغ مرحلة بات يهاجم فيها الأصدقاء والمعارف. وإنْ كان يمكن فهم حربه ضدّ محور المقاومة، فإنّ تقويضه للسلطة الفلسطينية، وتهديده أراضي العربية السعودية، وهجومه المباشر على حكومة الجولاني والمصالح التركية، يبدو معقّداً إلى حدّ ما». وتابعت: «تأسيساً على رؤية الصهاينة، فإنّ إضعاف الحكومة المركزية في سوريا، يُسهم في تعزيز الأقلّيتَين الدرزية والكردية، وهو ما يسهّل تالياً تحويل البلاد إلى بؤر منفصلة. وعليه، وبمعزل عمّن يمسك بزمام الحكومة المركزية، فإنّ إضعافه، يمثّل سياسة ثابتة».

وتحدّثت صحيفة «شرق» القريبة من التيار الإصلاحي، من جهتها، عن حلم إسرائيل بتقسيم سوريا، إذ و«في أعقاب الهجوم على السويداء، فإنّ هجمات الأربعاء على دمشق، حيث القصر الرئاسي ومقرّ هيئة الأركان المشتركة للجيش، أظهرت أنّ نتنياهو لديه خطّة أخرى لسوريا. ويمثّل ذلك، وفق مراقبين، الجزء الآخر من أحجية التغييرات التي تصبو إليها إسرائيل في الشرق الأوسط. ووفقاً لهذه النظرية، فإنّ نتنياهو على الأرجح في صدد تطبيق خطّة تقسيم سوريا».

وفي الاتجاه نفسه، رأت صحيفة «كيهان»، في مقالها الافتتاحي لجعفر بلوري، أنّ «ما يجري في سوريا، هو محاولة رسمية للكيان الصهيوني لتقسيمها. إنّ الكيان الصهيوني يحتلّ من قبل، جزءاً من الأراضي السورية بما فيها الجولان، لكنه، وعلى مدار الأيام الـ221 الأخيرة، تقدّم عسكريّاً أكثر داخل سوريا، واستولى على مناطق حسّاسة وإستراتيجية. إنّ هذا الكيان، أنشأ خلال هذه المدّة عدة قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية، إذ يمكن اليوم فهم سبب ذلك بصورة جيدة! فالأرجح أنّ الصهاينة يسعون إلى تشكيل بلد للدروز داخل سوريا ذاتها، وأنّ تاريخ صلاحية نظام الجولاني قد انتهى».

وأضافت: «الجولاني كان خلال هذه المدّة، في خدمة الصهاينة بالكامل، ولم تكن لديه مشكلة مع هذا الكيان. لذلك، فإنّ الهدف من هجمات الكيان الصهيوني، الأربعاء، على سوريا والمباني والمقارّ الحكومية، يمكن أن يكون تقسيم البلاد، والذي يُعدّ جزءاً من خطّة عامّة تتمثّل ملامحها في تغيير الحدود وإعادة تصميم النظام الإقليمي».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

 

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عشرة أيام حاسمة أمام المفاوضات: «المرونة» الإسرائيلية… لفظية فحسب

    تتكثّف الجهود الدبلوماسية في محاولة للدفع قدماً بمسار التفاوض بين العدو الإسرائيلي وحركة «حماس»، بهدف التوصّل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في ...