ارتفع عدد النازحين جراء أعمال العنف في جنوب سوريا إلى أكثر من 128 ألف شخص خلال أسبوع، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان الأحد.
وأفادت المنظمة “حتى اللحظة، نزح 128,571 شخصا منذ بدأت الأعمال العدائية”، مضيفة بأن “وتيرة النزوح ارتفعت بشكل كبير في 19 تموز/يوليو، إذ نزح أكثر من 43 ألف شخص في يوم واحد”.
هدوء حذر في السويداء
ساد هدوء حذر في محافظة السويداء السورية الأحد غداة إعلان وقف إطلاق النار عقب أسبوع من الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وفصائل مسلحة منافسة.
وأدت أعمال العنف التي اندلعت بين الدروز والبدو السنة في 13 تموز/يوليو في محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى مقتل أكثر من ألف شخص، وفقا للمرصد السوري لحقوق.
ورصد مراسلان لوكالة “فرانس برس” موجودان على مشارف السويداء قوافل مساعدات إنسانية تتحضر للدخول إلى المدينة، مؤكدين عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر.
وشاهدا انتشارا لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء.
وأكد المرصد حالة “هدوء حذر” تعيشها المدينة على جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت الأحد، محذرا من “تدهور الأوضاع الإنسانية والنقض الحاد في المستلزمات الطبية”.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا على تليغرام أنه “تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة”.
وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد لقناة الجزيرة مساء السبت “انسحاب جميع أبناء القبائل والعشائر من مدينة السويداء استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق الذي حدث حتى يكون هناك إفساح مجال للدولة ومؤسساتها”.
وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع السبت وقفا لإطلاق النار والتزامه ”حماية الأقليات” ومحاسبة “المنتهكين” من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء.
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك الأحد إن سوريا تمر “بلحظة حرجة”، داعيا إلى أن “يسود السلام والحوار”.
وكتب على منصة إكس “يجب على جميع الفصائل إلقاء أسلحتها”، منددا بـ”الأعمال العنيفة” التي تقوّض سلطة الدولة.
وجاء إعلان وقف إطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل.
قوافل إنسانية تستعد لدخول السويداء
كان الشرع باشر نشر قوات في السويداء الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعد أن قصفت إسرائيل أهدافا حكومية عدة في دمشق، معلنة عزمها على حماية الدروز ومعربة عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها.
وبينما أفاد مراسلا “فرانس برس” بأن قوافل إنسانية تستعد لدخول المدينة الأحد، إلا أن أي مساعدات طبية أو إنسانية لم حتى الآن، وفق طبيب محلي تم التواصل معه هاتفيا.
ولا يزال السكان المحاصرون في منازلهم محرومون من الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح. وقد نزح ما يقرب من 128 ألف شخص بسبب العنف، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وأظهرت مشاهد صورتها وكالة “فرانس برس” السبت مقاتلين من العشائر بعضهم ملثم يطلقون النار بأسلحة رشاشة في أحد أحياء المدينة.
وحض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السلطات السورية على “محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها”.
وقال روبيو في بيان على إكس “إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية (…) يجب عليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة من خلال استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم الدولة الإسلامية وأي جهاديين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب مجازر”.
وسيطر تنظيم “داعش”عام 2011 على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية، معلنا عام 2014 إقامة “دولة الخلافة” فيها، قبل أن يمنى بالهزيمة عام 2019 على يد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركيا وعلى رأسها المقاتلون الأكراد.
لكن التنظيم حافظ على وجوده بشكل رئيسي في البادية السورية الشاسعة.
وتقوّض أعمال العنف الأخيرة جهود الشرع في بسط سلطته على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة أشهر على إطاحته الحكم السابق، وتعيد طرح تساؤلات إزاء قدرة السلطات على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة خلال الأشهر الماضية، أبرزها العلويون.
في نيسان/أبريل، وقعت اشتباكات بين مقاتلين دروز وقوات الأمن قرب دمشق والسويداء، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وفي آذار/مارس الماضي، أسفرت مجازر عن مقتل أكثر من 1700 شخص، معظمهم من أفراد الطائفة العلوية التي تتحدر منها عائلة الأسد، بعد اشتباكات في منطقة الساحل (غرب)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار