آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » لقاء سوري – إسرائيلي في فرنسا برعاية أميركية… خريطة طريق وتحدّيات

لقاء سوري – إسرائيلي في فرنسا برعاية أميركية… خريطة طريق وتحدّيات

 

جاد ح. فياض

 

تتواصل اللقاءات السورية – الإسرائيلية في محاولة لفتح صفحة جديدة بين الطرفين، وكان آخرها الاجتماع الذي حصل في باريس برئاسة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، وبالتالي برعاية من الولايات المتحدة لتسوية العلاقات، بعدما تدخّلت الأخيرة للتهدئة إثر ضربات وجهتها إسرائيل للقصر الرئاسي في سوريا ورئاسة الأركان.

 

براك أشار إلى أن الهدف كان “الحوار وخفض التصعيد”، وقد تم “تحقيق ذلك”، ووفق المبعوث الأميركي، فقد “جدّدت” الأطراف “التزامها بمواصلة هذه الجهود”، وإذ لم يكشف عن هويّة المسؤولين السوريين والإسرائيليين الذين حضروا، إلّا أن موقع “أكسيوس” الأميركي أفاد بحضور وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

 

بيان فرنسي – أميركي – سوري صدر عن اللقاء، شدّد على أهمية “نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا ووحدة وسلامة أراضيها”، وأكّد ضرورة ألا “يشكّل جيران سوريا تهديداً ولا تشكّل سوريا تهديداً لجيرانها”، ووفق تقدير مصدر مطلع لـ”النهار”، فإنها صيغة ديبلوماسية للمعادلة الإسرائيلية: “النظام مقابل الأمن”، أي ضمان مستقبل السلطات السورية مقابل الأمن عند الحدود الجنوبية.

 

 

 

 

 

الباحث في الشؤون القانونية والسياسية إبراهيم شاهين المقيم في باريس، يقرأ خلال حديث لـ”النهار” في البيان الثلاثي “توافقاً” إقليمياً دولياً على “إنجاح” المرحلة الانتقالية في سوريا، لكن بالتوازي مع التركيز على مسائل “الأمن والحدود والسيادة”، ولهذا السبب تطرّق البيان إلى علاقات سوريا ومحيطها، مواجهة التحديات الأمنية وإتمام ملفات المصالحات.

 

وبالتالي، فإن المسار يقوم على “التوازن” بين إعادة بناء الدولة وتطمين الدول المحيطة بسوريا، وفق شاهين، الذي يلفت إلى الرسالة التي وجّهها البيان الثلاثي لإسرائيل، ومفادها “التطمين” بأن المسار المذكور يصبّ في ناحية “تطبيع العلاقات”، وضمان عدم تشكيل خطر أمني على إسرائيل من المنطقة الجنوبية السورية.

 

دعم المرحلة الانتقالية هو دعم غربي، أميركي خاصةً، للإدارة السورية، وهو يتوافق مع ما قاله براك قبل أيام أن “لا خطّة باء ولا بديل” للرئيس السوري أحمد الشرع، لكن شاهين لا يرى دعماً مطلقاً، بل دعم مرهون بالتزام السلطات السورية الجديدة بخريطة طريق سياسية واضحة قائمة على البيان الثلاثي ونقاطه.

 

 

لكن الكرة ليست في الملعب السوري وحده، بل الإسرائيلي أيضاً، لأن لإسرائيل رأيها في سوريا، ولاعبين أيضاً قادرة على تحريكهم لزعزعة الاستقرار السوري، وبرأي شاهين، فإن تل أبيب “تحتاج إلى صمانات” من دمشق مرتبطة بالحدود الجنوبية وترتيبات أمنية، وهي تفاصيل “صعبة” قد تفشل المسار، وإذا عاد التصعيد للجنوب فإن “المسار قد ينهار”، وفق الباحث.

 

في المحصّلة، فإن العلاقات الإسرائيلية – السورية تمرّ بمرحلة حساسة ودقيقة جداً، وإسرائيل اللاعب الأقوى في المنطقة قادرة على فرض شروطها ورسم الاتفاقات والخرائط وفق مصلحتها، هذا ما أكّدته التجربة، لكن هذا التوجّه قد يطيح باحتمالات الاتفاق، خصوصاً أن تركيا، الداعم الأول للسلطات السورية الجديدة، في حالة تنافس محتدم مع إسرائيل.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اللقاء السوري الاسرائيلي في باريس تطرّق إلى إمكانية تفعيل اتفاقية فضّ الاشتباك و”احتواء التصعيد” ولم يُسفر عن “اتفاقات نهائية”.. ولقاءات أخرى ستعقد مستقبلا

أعلن مصدر دبلوماسي سوري السبت أن اللقاء الذي جمع في باريس وفدين سوريا وإسرائيليا بوساطة أميركية تطرّق إلى إمكانية تفعيل اتفاقية فضّ الاشتباك و”احتواء التصعيد”، ...