بقلم :جهاد أيوب
الخبر الصادم…مع إن الموت حق…
النبأ المزعج…مع إن جسده انهك، فقرر الرحيل دون وداع…
الفراق الموجع…مع إن زياد عاصي الرحباني إبن فيروز لم يفارقنا، ولم يفارق الشباب، ولم يفارق الوطن بكل تناقضاته…
هو زياد الرحباني وكفى…!
إستطاع جذب الشباب العربي كل العرب إلى عالمه بكل جنونه وتميزه ومفرداته، والحانه، ومسرحياته، وقفشاته، وحواراته، وتمسخره على حالنا، ووضع نقاط البحث عن إنسان في وطن الكذبة…
استطاع أن يخطف الشباب إليه، وكبرنا معاً، ورغم كل خلافاتنا، وشجاراتنا، وتناقضاتنا، كان زياد الرحباني الفن الجامع، الشخصية الحاضنة رغم خصاماتنا الفكرية والعقائدية والحزبية والمناطقية…!
زياد ظاهرة محببة تشبهنا من لحم وفكر ودم! سرقت منه الحياة، فصنع حياتنا بوجوده، وسرق منه العمر، فأسعد أعمارنا بعمره، وسرق منه الطفل لكونه إبن المشاهير، فعمل على أن يكون الطفل فيه وفينا دون انقطاع، وسرق منه الوطن، فقام ببناء وطن زياد الرحباني كي نعيش فيه، وننتقد، ونضحك، ونصفع، ونكمل المسير…
عاش زياد يبحث عن ما سرق منه، وعشنا خلفه نطالب بالمزيد…
هذا الزياد كان وطن كل الأجيال العربية، ورحيله يعني الخنجر الذي زرع في الفكر ليزيد الهم العربي هماً، ويؤكد أننا أمة تقتل الأنبياء فيها!
زياد الرحباني هو الأمل الذي تبقى لنا في الفن والإبداع والفكر وبقايا أحزاب، ولكن الله يصر أن نتعذب من الطفولة إلى الكهولة إلى حين!
زياد الرحباني مات…زاد الفن العربي جهلاً، وتكالبت الجملة الموسيقية الصهيونية على تراثنا الذهبي، واحتل التنك الفكري مساحة كبيرة، وخسر المسرح أيقونة تثبيته وتحاوره وتجذب الجمهور إليه…
مات زياد الرحباني العبقري، فخسف النغم، واسود السطر، وخفت ضوء الصوت، وكان الله في عوننا…
(اخبار سوريا الوطن1-منتدى الفكر السياسي والأدبي)