آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » الفرق بين النية..والإرادة..والقدرة

الفرق بين النية..والإرادة..والقدرة

 

 

 

 

يُعدّ التفريق بين النية والإرادة والقدرة من المسائل الدقيقة التي تمسّ جوهر الفعل الإنساني، سواء من زاوية أخلاقية، دينية، فلسفية أو حتى نفسية. هذه المفاهيم الثلاثة تتفاعل فيما بينها لتُشكّل تسلسلًا منطقيًا يبدأ من الداخل وينتهي بالفعل الخارجي، أو بعدمه.

 

أولًا: النية

 

النية هي القصد الباطني الكامن في القلب، وهي تعبير عن توجّه الإنسان نحو غاية معينة، سواء حصل الفعل أم لم يحصل. فهي لا تتطلب جهداً عضليًا أو ظرفًا خارجيًا، بل هي فعل قلبي خالص.

 

فمثلًا، عندما يقول الإنسان: “أنوي أن أزور صديقي غدًا”، فهو قد حدّد غاية داخلية، بغضّ النظر عن تنفيذها لاحقًا. والنية بهذا المعنى تسبق الفعل، وتكون الدافع الأول له. ومن هنا جاء القول النبوي: “إنما الأعمال بالنيات”.

 

ثانيًا: الإرادة.

 

الإرادة تتجاوز النية، إذ تعبّر عن الرغبة الواعية والجادة في تنفيذ ما نواه الإنسان. فالإرادة هي القوة النفسية التي تدفع نحو الفعل، وهي بذلك تمثل مرحلة وسطى بين. التصور الذهني للفعل (النية)، وبين تنفيذه الواقعي (القدرة).

 

فمن يصرّ على الذهاب إلى صديقه رغم التعب والظروف، فإن إرادته واضحة، حتى إن لم يتمكن من التنفيذ. الفرق بين الإرادة والتمني، أن التمني لا يستبطن قرارًا جادًا، بينما الإرادة تعبّر عن قرار داخلي حاسم.

 

ثالثًا: القدرة

 

القدرة تمثل الشرط الواقعي لتنفيذ الفعل، أي توفّر الوسائل الجسدية أو المادية أو العقلية لتحقيق ما نواه الإنسان وأراده. وهي ما يُميّز الإمكان النظري عن الإمكان العملي.

 

فمن ينوي ويريد زيارة صديقه، لكنه لا يملك وسيلة نقل أو يعاني من مرض يمنعه من الخروج، فإن القدرة غير متحققة، وبالتالي لا يمكن للفعل أن يتم، رغم اكتمال الدافعين النفسيين (النية والإرادة).

 

التسلسل المنطقي

 

يمكننا القول إن التسلسل الطبيعي لأي فعل بشري يبدأ بـالنية، ثم تُحرّكه الإرادة، ولا يكتمل إلا إذا توفّرت القدرة. فإذا اجتمعت الثلاثة، وقع الفعل. وإذا غابت القدرة، بقي الفعل في حيّز التمنّي أو العجز، لكنه لا يخلو من القيمة، خاصة في المفهوم الديني الذي يثمّن النية حتى في حال عدم التمكن من التنفيذ.

 

خلاصة تأملية

 

النية تُجيب عن سؤال: لماذا؟

الإرادة تُجيب عن سؤال: هل أريد حقًا؟

القدرة تُجيب عن سؤال: هل أستطيع؟

 

فإذا قال الإنسان: “أريد أن أصلي، وأعرف كيف، وأستطيع”، فسيصلي. أما إذا قال: “أنوي الصلاة، وأريدها، ولكنني مشلول”، فقد يُثاب على نيته وإرادته، وإن لم يقدر على الفعل.

 

(أخبار سوريا الوط1-الموسوعة البريطانية )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرقابة والتفتيش والبنك الدولي يبحثان تطبيق مشروع تدعيم وإدارة القدرات المالية العامة في سوريا

بحث معاون رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش علي مشكل وعدد من رؤساء المجموعات في الهيئة مع ممثلين عن البنك الدولي، سبُل تطبيق مشروع تدعيم وإدارة القدرات ...