آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » OpenEvidence: ذكاء اصطناعي غيّر حياة الأطباء!

OpenEvidence: ذكاء اصطناعي غيّر حياة الأطباء!

 

 

في زمنٍ تنهمر فيه الأبحاث الطبية كالسيل، بمعدل دراسة جديدة كل 30 ثانية، يجد الأطباء أنفسهم محاصرين بين ضغط متابعة أحدث التطورات الطبية ورعاية عشرات المرضى يومياً. ومن هنا، جاءت فكرة رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا، دانيال نادلر، لإطلاق منصة OpenEvidence، والتي وُصفت بأنها «شات جي بي تي للأطباء»، ولكن بدقة أعلى وسياق علمي موثوق، وفقاً لما نقلته مجلة «فوربس» الأميركية.

 

أسّس نادلر، الحاصل على دكتوراه من جامعة «هارفارد»، الشركة عام 2022 بالتعاون مع زاك زيغلر، واستطاع في وقت قصير جمع 210 ملايين دولار من مستثمرين كبار مثل GV (ذراع استثمار «غوغل»)، ما رفع قيمة الشركة إلى 3.5 مليارات دولار. وامتلاك نادلر لـ60% من الشركة جعله مليارديراً بثروة تُقدّر بـ2.3 مليار دولار.

 

كيف تعمل OpenEvidence؟

تعتمد المنصة على خوارزميات ذكاء اصطناعي مطوّرة خصيصاً لتحليل ملايين الدراسات العلمية المحكمة، من أبرز الدوريات مثل New England Journal of Medicine وJAMA، بهدف تقديم إجابات دقيقة وسريعة للأطباء خلال استشاراتهم، مع توفير المراجع الكاملة.

 

وما يميزها، بحسب مؤسسيها، أنها ليست أداة تشخيصية، لذا لا تحتاج إلى موافقة «هيئة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA)، كما إنها مجانية للأطباء وتعتمد على نموذج إعلانات موجّهة، مماثل لـ«غوغل».

 

تبنٍّ واسع وثقة متزايدة من الأطباء

منذ انطلاقتها، تمكنت OpenEvidence من اجتذاب أكثر من 430 ألف طبيب في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 40% من إجمالي الأطباء، ويُستخدم حالياً في أكثر من 8.5 ملايين استشارة شهرية.

 

وقد أصبحت المنصة أداة لا غنى عنها لدى عدد من الأطباء، مثل الدكتورة سوزان وولفر، التي استخدمتها لإنقاذ مريض على متن طائرة، أو الدكتور ترافيس زاك، مديرها الطبي، الذي أكد أن استخدامها يُقلل من الاعتماد على الحدس الشخصي للطبيب في اتخاذ القرارات العلاجية.

 

تكنولوجيا تتطوّر بسرعة

أخيراً، أطلقت الشركة ميزة جديدة تدعى DeepConsult، تعتمد على نماذج تفكير منطقي متقدمة «تربط النقاط» بين الدراسات المختلفة. وتساعد هذه التقنية الأطباء على إجراء أبحاث عميقة من دون الحاجة إلى التفرغ الكامل، كما لو كانت لديهم «فريق من حملة شهادات الدكتوراه» يعمل معهم في الخلفية.

 

 

بين المنافسة والنموذج الاقتصادي الفريد

رغم وجود منافسين مثل منصة UpToDate، إلا أن OpenEvidence تميّزت بأنها بُنيت على الذكاء الاصطناعي منذ البداية، وليس كإضافة لاحقة. كما إن استخدامها المجاني المدعوم بالإعلانات أثار اهتمام المستثمرين، في وقتٍ يُعدّ فيه الإعلان نموذجاً غير مألوف في عالم التكنولوجيا الصحية الذي يعتمد غالباً على الاشتراكات المدفوعة.

 

لكن المؤسس نادلر يؤمن بجدوى هذا النموذج، مشيراً إلى أن لديه حالياً أكثر من 350 مليون دولار من مخزون الإعلانات المحتملة، رغم عدم تحقيق كامل العائدات منها بعد.

 

مستقبل OpenEvidence

يرى مستثمرون كبار مثل توماس لافونت من Coatue أن OpenEvidence قد تصبح المنصة المحورية التي تتكامل فيها جميع أدوات الرعاية الصحية، من التحاليل إلى الأجهزة الطبية، لتصبح مركزاً موحداً للتشخيص واتخاذ القرار.

 

وحتى الآن، يرفض نادلر التوسّع إلى مجالات علمية أخرى، مفضلاً التركيز على الرعاية الصحية فقط، وخاصة في الدول ذات الوصول المحدود إلى الطب المتقدّم.

 

عبر الدمج الذكي بين الذكاء الاصطناعي والبيانات الطبية المحكمة، تمكنت OpenEvidence من تقديم حل عملي وفوري لأزمة المعلومات التي يعاني منها الأطباء. والأهم، أنها قد تكون حجر الأساس لتغيير جذري في طريقة اتخاذ القرارات السريرية عالمياً.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في دبي… الروبوتات بدأت بالركض!

  انتشر مقطع فيديو يُظهر روبوتاً بشرياً يركض عبر أحد شوارع مدينة دبي، ما أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.   تم تصوير الفيديو ...