دينا عبد
خلال شهر نيسان وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد تقيم مؤسسة آمال فعالية حملة توعوية تستمر 20 يوماً لأطفال التوحد وللأطفال من ذوي اضطراب «طيف التوحد» الذي يعني وجود قصور بالتفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي وبالسلوكيات النمطية المتكررة، حيث يظهر في السنوات الأولى من خلال كلام الطفل وعلاقته مع المحيط الأسري، ومع الناس وحركاته الغريبة والروتينية.
الاختصاصي شحادة زغريني – تربية خاصة – في منظمة آمال بيّن أن الأسرة عادة لا تتعرف على هذا الاضطراب، إنما قد تجد غرابة في السلوك وأنه يختلف عن إخوته وأقرانه، والعلاج يبدأ بعد التعرف على طيف التوحد مع اختصاصي التربية الخاصة، وفريق التشخيص المكون من طبيب عصبية أطفال، وطبيب نفسي، واختصاص تقويم كلام ولغة، يقومون بتشخيص الاضطراب بالاعتماد على اختبارات ومعايير DSM-5، وبعدها يتوجه طفل «طيف التوحد» إلى التأهيل والتعلم من خلال صفوف أو جلسات فردية، وكلما كان التدخل مبكراً كانت النتائج أفضل.
وعن الإحصائيات بيّن الاختصاصي زغريني أنه من كل 54 حالة توجد حالة، ونسبة الذكور أعلى من الإناث، فتأهيل طفل التوحد يختلف عن بقية الإعاقات بسبب خصائصه، فنسبة قليلة من الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد يكونون قابلين للدمج ولا تتجاوز نسبتهم 20%.
وبالنسبة لمنظمة آمال فهي تعمل على فكرة دمج الأطفال بالمدارس من خلال فريق ضمن المنظمة ونسبتهم حوالي 15%، ويختلف أطفال «طيف التوحد» عن أقرانهم العاديين بأن نسبة كبيرة لا يستطيعون الكلام ولديهم تأخر ذهني مرافق وهم بحاجة لمراكز خاصة.
وفي ظل كورونا فإن معظم الأطفال من «طيف التوحد» لا يدركون الخطر، لذلك فهم بحاجة دائماً للمراقبة من قبل المختصين، بحيث نبعد عنهم عوامل الخطورة، ونقوم بشكل يومي بتعليمهم على النظافة الشخصية من خلال الروتين اليومي بالصور حتى يتقبلوا غسل اليدين.
ومؤخراً ومن أجل التوعية باضطراب طيف التوحد نفذنا في المنظمة معرض «مرايا» للأعمال الفنية، قام الأطفال بتنفيذها، وكل عمل كان يعكس نظرة الطفل لنفسه وللبيئة، وهدفه الأول التوعية ولفت النظر لمواهبهم وطريقة تعبيرهم عن أنفسهم.
والشيء الثاني الذي نقوم به في منظمة آمال هو 20 يوماً من الحملة التوعوية على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون، تتضمن لقاءات على الراديو والتلفزيون و(التلغرام وفيسبوك ويوتيوب) وللتوضيح فإن المحتوى هو للتوعية بالاضطراب والتأهيل، والخدمات الأخرى التي تقدم للطفل مثل العلاج النفسي والحركي والموسيقا والفنون والرياضة.
بدورها د. غانا حسن – كلية التربية جامعة دمشق اختصاص توحد – بينت أن اضطراب طيف التوحد يندرج تحته مجموعة من الاضطرابات، وتعامل حسب الشدة وطريقة الدعم المقدمة له، وتالياً عندما نريد أن نعرف طيف التوحد وفق DSM-5، وهو الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس والأخير الذي صدر في 2013 والذي يتحدث عن طيف التوحد من الاضطرابات النمائية الشاملة، وهي التي تصيب الطفل في مراحل العمر المبكرة، وتتجلى مظاهره في عرضين أساسيين، القصور في التواصل، والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وظهور السلوكيات الشاذة، ووجود النمطية والتكرارية والاهتمامات الغريبة، وتحت هذين المجالين لدينا معايير بناءً عليها يتم التشخيص.
وأضافت د. حسن إن الدراسات بينت أنه بكل 69 ولادة قد يأتي طفل لديه طيف التوحد.
وحسب د. حسن هناك إحصائيات تتبع لوزارة التربية فيما يخص الأطفال المدمجين في المدارس، وهذا مؤشر إيجابي جيد على الاهتمام بهؤلاء الأطفال، فإذا أردنا أن ننظر إلى مظهرهم الخارجي فهم لا يظهرون أي شيء يثير الشبهة، ولكن يمكن أن نستدل على وجود مشكلة لديهم من خلال السلوكيات، وهنا يظهر دور الأم والأسرة أو مقدم الرعاية، فإذا كانت على دراية بمثل هذه الحالات فإنها ستنتبه إلى أن طفلها في مراحل متقدمة، لا يوجد بينها وبينه تواصل بصري، أو أي علاقة روحية فيما بينهما، أي قد يختلف عن أخيه الأكبر أو عن أقرانه.
التدخل المبكر هو اختصار لكثير من المراحل بالنسبة للأطفال ذوي الاعاقة بشكل عام، وخاصة أطفال طيف التوحد لأن الشيء اللافت أن بعضهم قد يكون لديهم خلل في الجانب الإدراكي أو العقلي، ولكن بالمقابل هناك بعض الأطفال قد يكون لديهم قدرات عالية، فقد نجد لديهم قدرات إدراكية فائقة في مجال معين مثلاً: القدرة الفائقة على القراءة، ومنهم من يكون لديه ذاكرة بصرية قوية، وقوة العامل البصري مهمة جداً لهؤلاء الأطفال، وعملية استغلالها بعملية التدريب والتأهيل ضمن البرامج التي تقدم لهم حسب حالاتهم تكون ناحية مهمة جداً.
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين