منذ أكثر من نصف قرن تواصل الجمعية التاريخية السورية في مدينة حمص أداء رسالتها في حفظ الهوية الثقافية للمدينة وصون إرثها المادي واللامادي، عبر نشاطات علمية وثقافية وميدانية، تسلط الضوء على الأسواق القديمة، والفنون، والخط العربي، والعادات والتقاليد، والحرف اليدوية، وحتى الأمثال الشعبية التي تشكّل جزءاً من روح المكان.
وأوضح رئيس الجمعية التاريخية في حمص وأحد مؤسسيها عام 1971، أستاذ التاريخ ياسر البيطار في تصريح لمراسلة سانا، أن فكرة تأسيس الجمعية انطلقت من 23 مدرّس تاريخ اجتمعوا على هدف واحد هو المحافظة على تاريخ البلد وتراثها، مضيفاً: “باشرنا منذ التأسيس بتنظيم نشاطات متنوعة تُعنى بتاريخ المدينة ومعالمها، لكن المقر تعرض للدمار عام 2011، قبل أن يُعاد ترميمه وتأهيله عام 2018، لنستأنف نشاطنا من جديد”.
وبيّن البيطار أن الجمعية تضم حالياً نحو 200 عضو، ومقرها هو منزل تاريخي بُني في أواخر العهد العثماني من الحجر الأسود، وكان يوماً منزل الباشا عبد الحميد الدروبي، مشيراً إلى أن اختياره كمقر جاء نظراً لعراقة المكان وارتباطه بجذور المدينة.
من جانبها، أكدت الدكتورة أمية العزي، نائب رئيس الجمعية، أن إعادة افتتاح المقر بعد الترميم أعادت معه روح العمل الجاد للحفاظ على تراث حمص، موضحة أن النشاطات شملت تنظيم مسيرات تعريفية لأهم المعالم التاريخية مثل قصر الزهراوي وقصر مفيد الأمين، إضافة إلى المشاركة في فعاليات ثقافية وتراثية بالتعاون مع جمعيات وهيئات أخرى.
وأشارت إلى أن الجمعية تنظم سلسلة محاضرات متنوعة الموضوعات، تسعى جميعها لتعميق الوعي بأهمية الحفاظ على التراث.
بدوره، قال عضو الجمعية خالد خيارة: إنها تسعى لإلقاء الضوء على جميع الجوانب التراثية لمدينة حمص، سواء المادية أو اللامادية، بما فيها الأسواق، الخط العربي، الفنون، العادات، التقاليد، الحرف، والأمثال الشعبية، داعياً إلى دعم الجمعية بكل الإمكانات المتاحة.
في حين أشار عضو ومسؤول الإعلام في الجمعية خالد الفرج إلى أن أبواب الانتساب مفتوحة لجميع الأعمار، وبيّن أن الترويج للنشاطات يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموقع “عراقة وأصالة”.
كما لفت عضو الجمعية محمد غازي حسين آغا إلى أنها قامت بطباعة عشرات الكتب التاريخية والثقافية والمنشورات، إضافة إلى دراسات وأبحاث دورية في تاريخ وآثار المدينة، وجميعها لأعضاء الجمعية.
وتستمر الجمعية التاريخية السورية في حمص، والتي تتبع أيضاً لاتحاد المؤرخين العرب في بغداد، بأداء دورها كحارس لذاكرة المدينة، مستندة إلى جهود أعضائها وتعاون المجتمع المحلي، لتبقى حمص حاضرة في الذاكرة التاريخية والثقافية لسوريا والعالم العربي.