آخر الأخبار
الرئيسية » من المحافظات » من يرعى خروقات هدنة السويداء ويقودها نحو جولات قتال جديدة؟

من يرعى خروقات هدنة السويداء ويقودها نحو جولات قتال جديدة؟

 

خروقات يومية لوقف إطلاق النار تسجّل في الريف الغربي لمحافظة السويداء، لم ترقَ بعد إلى حد تطوّرها لاشتباكات مفتوحة، لكنها تنذر بأن الهدنة الهشة قد تنهار بمجرد توافر قرار محلي أو دولي لإشعال الحرب من جديد. وبات السؤال عن هذه الخروقات ضرورياً لمعرفة الجهات التي تقف خلفها وأسباب استمرارها رغم الوصول لوقف إطلاق نار، والهدف منها.

 

مصادر ميدانية في السويداء تتقاطع على معلومات مفادها بأن عشائر البدو ترتكب الخروقات من الريف الشرقي لدرعا بغطاء من القوات الأمنية الحكومية المفترض أنها مولجة مهمة ضبط الأمن عند الحدود بين المحافظتين، وتحاول تنفيذ عمليات الاقتحام والاقتراب من قرى في الريف الغربي للسويداء، لكنها تتوقف مع رد الفصائل الدرزية المحلية عليها.

 

ويتحدّث مصدر صحافي في درعا، لـ”النهار”، عن الوضع الميداني في الريف الشرقي لمحافظة درعا، ويقول إن تجمعات لعشائر من اللجاة، إضافة إلى بعض عناصر عشائر السويداء، تقيم على تخوم الحدود الإدارية بين المحافظتين، ويشهد هذا المحيط اشتباكات متقطعة، حيث تسجَّل خروقات متبادلة بين الطرفين، ما يجعلها ساحة مواجهة مفتوحة.

 

 

 

 

الأسباب المباشرة لاستمرار الخروقات، وفق المصدر الصحافي، تعود إلى غياب اتفاق ملزم لوقف النار، وضعف السيطرة الأمنية وغياب السيطرة الحقيقية للسلطات الحكومية، إلى جانب تراكم النزاعات السابقة بين الدروز والعشائر والقوات الأمنية الرسمية “دون حلول نهائية”، فيما ترى مصادر من السويداء أن السلطات السورية “تسمح باستمرار الانتهاكات عمداً لاستمرار حالة تهديد المحافظة”.

 

يتخوّف أحد المتابعين من تكرار المواجهات الدامية، ويرجّح هذا السيناريو في ضوء انسداد الأفق وإصرار بعض قيادات السويداء، بينهم الشيخ حكمت الهجري، على تصعيد المواجهة مع الحكومة من خلال المواقف التي صدرت في الأيام الأخيرة ضد السلطات السورية والتي تضمنت شكراً لإسرائيل، واحتمال رفض هذه القيادات حضور لقاء عمّان المفترض مع الحكومة للتهدئة والتوصّل لحل سياسي. ومقابل ذلك تبرز أيضاً “الانتهاكات التي تسمح بها القوات الحكومية وإصرارها على تطويع السويداء بالقوّة” كسبب رئيسي لهذه المخاوف.

 

وإذ ثمّة إجماع على أن قرار التوتير دولي مرتبط بإسرائيل وتركيا، إلّا أن العوامل المجتمعية متوافرة لإشعال الفتنة. وفي هذا السياق، يرى مدير تحرير “درعا 24” أن الأزمة مرشّحة للاستمرار ما دامت الأطراف “متمسكة بمواقفها الحالية”، وما دام الإعلام من الجانبين يساهم في “تغذية خطاب الكراهية ونشر الإشاعات”، بدل دفع الأطراف نحو التهدئة والحوار. وباعتقاده، أي انفراج سيكون مرهوناً بوقف هذا الخطاب وفتح “قنوات تواصل جادة” لمعالجة أسباب التوتر.

 

وعلى المقلب الآخر من درعا، التوغل الإسرائيلي مستمر في عمق القنيطرة، المحافظة المحاذية لدرعا من جهة الغرب. ووفق مدير التحرير المذكور، فإن القوات الإسرائيلية تواصل إنشاء قواعد في عدة مناطق جنوبية، ففي محافظة القنيطرة، تتوغل دوريات في مختلف المناطق، وتقيم حواجز، وتفتش المنازل، وتنفذ اعتقالات، إلى جانب توغلات في بعض المناطق الحدودية بمحافظة درعا.

 

في المحصّلة، فإن الشرخ بين السويداء وعشائر درعا صار عميقاً بعد الاشتباكات الدموية وحملات التحريض الطائفي والدعوات للإبادة والتطهير، وردم الفجوة يحتاج إلى إجراءات استعادة ثقة كثيرة لتتوّج بمصالحة “غير مستحيلة” سبق أن شهدتها صراعات أخرى.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكهرباء تغيب عن عدد من مناطق القطر وتتسبب بغياب المياه ايضاً 

  دمشق:سليمان خليل     ذكرت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء ان المنظومة الكهربائية تعرضت لتعتيم جزئي في المنطقة الجنوبية نتيجة لعدة عوامل منها سوء ...