آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » حلم نتنياهو وهوان العرب..!

حلم نتنياهو وهوان العرب..!

 

أحمد رفعت يوسف

ها هو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يعلنها بكل وضوح، بأنه في «مهمة تاريخيّة وروحية.. مرتبطة بإسرائيل الكبرى”.
هل هناك أوضح من هذا التصريح، لغوياً، وسياسياً، وعسكرياً، ودينياً؟.
هذا الموقف لنتنياهو ليس جديداً، وأعلنه بكل وضوح، في كلمة ألقاها أمام اجتماع الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر عام 2023، وأرفقها بخرائط، توضح أهدافه وأحلامه، وكرر ذلك، مع الخرائط أيضاً، في العام الماضي، وأمام الأمم المتحدة أيضاً، لكنها المرة الأولى التي يعلنها بشكل مباشر، بأنه يعتبر نفسه في مهمة روحية (إلهية) لتحقيق هذا الهدف.
سنقولها بكل وضوح.. إن مراقبة الوضع العربي، والنظام العربي الرسمي، منذ إنشاء الكيان عام 1948، وحتى اليوم، وخاصة بعد ما رأيناه مع موجات (الربيع العربي) وبعد طو.فا.ن الأ.ق.صى وتداعياته، وانتهاء بالتغيير الجيوسياسي الدراماتيكي في سورية، نقول بأن من حق نتنياهو، أن يقول ما قاله، لأن مهمته وأحلامه تتحقق، ليس بسبب قوة إسرائيل، ومن يساندها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما بسبب حالة الضعف والهوان، واستلاب الإرادة، الموجود عند العرب.
ومع كل هذا الوضوح، في أحلام وأهداف نتنياهو، ماذا كانت مواقف العرب؟.. وأجول على هذه المواقف، ليس من باب نقل الرأي، أو انتظار تحرك، أو مواقف، تحمل أي أمل، وإنما من باب السخرية المرة، التي تختصرها الحكمة الشعبية، التي تقول “شر البلية ما يضحك”.
فمواقف الدول العربية، كانت شبه معدومة، ومن أصدر مواقف، ينطبق عليه القول، ليته لم يتكلم واقتصرت على:
مصر “أم الدنيا” طلبت توضيحات.
الأردن .. أكدت رفضها لهذه التصريحات “التحريضية” ووصفتها بأنها «تصعيد استفزازي خطير، وتهديداً لسيادة الدول، ومخالفةً للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة” وشددت على أن هذه الأوهام “العبثية” ” لن تنال من الأردن، والدول العربية، ولا تنتقص من الحقوق المشروعة، وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وأطرف ما جاء في الموقف الأردني، بأن “هذه التصريحات والممارسات، تعكس الوضع المأزوم، للحكومة الإسرائيلية، وتتزامن مع عزلتها دولياً”.
قطر، أدانت واستنكرت تصريحات نتنياهو، واعتبرتها “امتداد لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة، وتأجيج الأزمات والصراعات، والتعدي السافر على سيادة الدول، والقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة”.
لكن بيان الخارجية القطرية، لم ينس تذكيرنا، بأن “الادعاءات الإسرائيلية الزائفة، والتصريحات التحريضية، لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية”.
وحتى لا تشغل هذه القضية “التافهة” بقية دول الخليج، ناب عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، باعتباره تصريحات نتنياهو، “انتهاك صارخ، لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي”.
أما الجامعة العربية، وأمينها العام (لا أعرف ما إذا كان لايزال أبو الغيط، أم أنهم غيروه بصنم آخر) فلم تعتبر أن القصة، تستحق حتى مجرد بيان، وهو موقف بقية الدول العربية.
المؤسف في هذا الموقف، أن كل الدلائل تشير، إلى أن نتنياهو، ماض في تحقيق هدفه وحلمه، وبات (نظرياً) في متناول يديه، ولا يقف أمامه، سوى تهيئة الظروف الداخلية والخارجية، لتحقيق ما قاله على أرض الواقع.
أما الحالة الأغرب، وغير المسبوقة في تاريخ الصراع، أن نتنياهو، يعلن مواقفه، وكيانه يعيش أوضح حالات ضعفه وهشاشته، منذ قيامه وحتى الآن، وفي وقت كانت فيه إسرائيل، منذ طو.فا.ن الأ.ق.صى وتداعياته، على وشك الانهيار، ولأكثر من مرة، ولا زالت في حالة تشبه بناء ضربه زلزال عنيف، فهز أركانه وأعمدته، وأصبح آيلاً للسقوط بضربة واحدة، لكن الغريب، أنه لا يوجد من يقوم بهذه الضربة.
بعد كل هذا البؤس، والخراب، والطاقات السلبية، وحالة الإحباط، التي باتت تتحكم بالنفسية العربية، سأختم بإعطاء رأي، ليس من باب رفع المعنويات، أو التمسك بأوهام، وشعارات باتت من أزمان بائدة، وإنما من قواعد، وقوانين، ومسلمات، في مسار حركات الشعوب والدول وأقول .. “هناك أمل.. وكبير” ولهذا حديث آخر…
(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سوريا: بشائر الأمل وبدايات التعافي …

  المهندس نضال رشيد بكور بعد سنوات طويلة من الألم والصراع والتشتت ، يشرق اليوم فجر جديد على سوريا يحمل معه بشائر الأمل وبدايات التعافي ...