آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » لماذا استخدم لاريجاني الزائر للبنان “اللهجة اللبنانية” ساخِرًا ومَن قصَد وكيف حلّ “ضيفًا ثقيلًا” على خُصوم حزب الله و”خفيفًا” على أنصاره وهل تستطيع “سورية الشرع” استهداف طائرته وأي رسائل خلف تقبيله ضريح نصرالله؟

لماذا استخدم لاريجاني الزائر للبنان “اللهجة اللبنانية” ساخِرًا ومَن قصَد وكيف حلّ “ضيفًا ثقيلًا” على خُصوم حزب الله و”خفيفًا” على أنصاره وهل تستطيع “سورية الشرع” استهداف طائرته وأي رسائل خلف تقبيله ضريح نصرالله؟

رفعت إيران فيما يبدو سقف التحدّي الذي أظهره أمين عام مجلسها الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني خلال زيارته إلى لبنان الأربعاء قادمًا من العراق بعد توقيع اتّفاقات أمنية لافتة، حيث ذهب لاريجاني إلى “بلاد الأرْز”، بينما تعمل الحكومة اللبنانية حاليًّا على سحب أو حصر سلاح حزب الله، فيما تُعارض طهران ذلك، وأعلنت عن ذلك بوصفها نزع السلاح بالأحلام التي لن تتحقّق.

لاريجاني لم يكتف بالرسائل الصارمة غير المُعلنة للمسؤوليين اللبنانيين التي تُعبّر بطبيعة الحال عن دعم إيران لحزب الله، بل ذهب في إطار اعتبره خصوم حزب الله سخرية صريحة من سيادة لبنان، وذلك عبر تغريدة نشرها على حسابه على منصّة إكس.

وقال لاريجاني، وبشكلٍ لافت باللهجة اللبنانية مُتسائلًا: “كيف تتدخّل إيران بالشؤون اللبنانية. وكتب قائلًا بالمحلية اللبنانية: “تدخّل بشؤون لبنان؟! أنا مسؤول الأمن القومي بإيران، وبقولها بصراحة: إيران ما إلها أي نيّة تتدخّل بشؤون أي دولة، ومنها لبنان.. اللي بيتدخّل بشؤون لبنان هو اللي بيعطيكن خطّة وجدول زمني من على بُعد آلاف الكيلومترات. نحنا ما عطيناكن ولا خطّة!”.

ويقصد لاريجاني بتغريدته هُنا الولايات المتحدة، ومبعوثها توم براك الذي قاد حملة لنزع سلاح حزب الله، ضمن مهلة زمنية محددة، ويجري تنفيذها بيد الحكومة اللبنانية.

ودخل وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي “الغاضب” على خط زيارة لاريجاني، وأكد أن برنامجه ضيّق لذلك لم يلتق لاريجاني، وأضاف: “أنا حتى لو كان لدي وقت فلن أستقبله”، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن لاريجاني لم يطلب مقابلة الوزير المذكور.

الرئيس اللبناني جوزيف عون قال خلال اجتماعه مع لاريجاني أمس “من غير المسموح لأي جهة كانت، ومن دون أي استثناء، حمل السلاح والاستقواء بالخارج”، ما يُظهر أن رئيس لبنان قد اختار النهج الأمريكي الخالص في طريقة تعامله مع سلاح حزب الله، وسط تساؤلات حول قدرة الجيش اللبناني على حماية اللبنانيين، أو اللبنانيين أبناء المُقاومة حملة السلاح في وجه إسرائيل، وكيف يُمكن للجيش أن ينفذ خطّة أو يقدمها مع حلول بداية سبتمبر لجمع سلاح حزب الله، دون الذهاب إلى حرب أهلية طاحنة.

وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرّت، الأسبوع الماضي، حصر السلاح بيد الدولة، وكلّفت الجيش “اللبناني” بوضع خطّة لهذا الهدف بحلول نهاية الشهر الحالي، على أن ينتهي تسليم السلاح أواخر السنة.

وحُضور لاريجاني اللافت في بيروت، كان بمثابة استعراض، وإرسال رسائل أهمها عدم تخلّي طهران عن حليفها حزب الله وسلاحه، حيث اللقاء الأهم الذي جمعه مع أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الخميس، بحضور سفير طهران لدى بيروت مجتبى أماني، وجدّد في بيان الشيخ قاسم الشكر لإيران لدعمها المُتواصل “للبنان ومُقاومته ضد العدو الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب وحدة لبنان وسيادته واستقلاله”.

خُصوم حزب الله، والإعلام المُضاد لمحور المقاومة، ركّزوا على تسليط الأضواء بأن لاريجاني ضيف غير مُرحّب به في لبنان، لكنّ الضيف الإيراني التقى بالمسؤولين اللبنانيين (الرئيس اللبناني- رئيس الحكومة- رئيس مجلس النواب)، وقابلهم بصفته مُستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، فيما تجنّب لبنان الرسمي قطع العلاقات مع طهران، أو طرد السفير الإيراني إثر دعوات من بعض القوى اللبنانية المُناوئة لحزب الله، وتجنّبًا لإغضاب المكوّن الشيعي الكبير في البلاد.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني في موقف مؤيد لإيران، إن “المطلوب هو التمهّل والتفرّغ لجبهة إسرائيل ومخططاتها التي تستهدف كل لبنان”، وقال: “تمهلوا يا إخوان. إيران دولة صديقة للبنان، وستبقى”.

وعلى صعيد الصورة الإعلامية لزيارة لاريجاني، تجمّع مناصرو حزب الله على طريق المطار تزامنًا مع وصوله، وحملوا أعلام حزب الله وإيران، وصاحوا تأييدًا للمرشد الإيراني السيد علي خامنئي.

وكان لافتًا ترديد شعارات “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، و”هيهات منّا الذلّة”.

ولم يُفوّت لاريجاني، إرسال الرسالة الأبرز خلال زيارته للبنان، وحرص على زيارة ضريح الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، حيث وضع إكليلاً من الزهور وقبّل الضريح، وهُنا رسالة إيرانية صريحة من ضريح السيد الذي اغتالته إسرائيل، بأنها باقية على نهجه المُقاوم من بعده.

وصرّح لاريجاني قائلاً: “لقد فقدنا السيد حسن نصر الله، لكن أبناءه الذين تربوا في مدرسته ما زالوا أحياء”، وأضاف: حزب الله هو مبعث شرف وفخر للإسلام.

وتابع لاريجاني مُخاطبًا الإخوة كما وصفهم في حزب الله: “أيها الأخوة في حزب الله، من الممكن أن تتعرّضوا لجفاء وضغينة، وذلك بسبب أهميتكم وتأثيركم. لو لم يكن لحركتكم تأثير، لما حملوا لكم كل هذه الضغينة.

ودفعت زيارة لاريجاني لبنان، رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير للقيام جولة ميدانية في الأراضي التي تحتلها بلاده في جنوب لبنان وكانت ساحة مواجهات مع حزب الله، فيما وصف لاريجاني إسرائيل بـ”الحيوان المُفترس”، تعليقًا على اعتداءاتها على جنوب لبنان.

ومع سُقوط “سورية الأسد”، الأمر الذي تُريد طهران ترميمه ضمن محور المقاومة، ووصول هيئة تحرير الشام لحكم دمشق، قد لا يغيب عن أذهان حزب الله، الاحتفالات التي عمّت مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، وتوزيع البقلاوة، احتفالًا باستشهاد السيد نصرالله، الأمر الذي قد يشرح أو يُفسّر ما نقلته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في تقرير لها حول زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى لبنان، وكتبت أن الحكومة السورية رفضت السّماح لطائرة كانت تقلّه باستخدام المجال الجوي السوري، حيث اضطرّت الطائرة التي تقل لاريجاني إلى تغيير مسارها عبر المجال الجوي للعراق وتركيا.

وتُطرح تساؤلات ما إذا كانت حكومة حكام دمشق الجدد تُسيطر على مجالها الجوّي مع عدم امتلاكها قدرات دفاعية جوية، مع قصف جيش الاحتـلال الإسرائيلي جميع مُقدّرات الجيش العربي السوري السابق، وكيف كانت ستتعامل مع طائرة لاريجاني لو أصّر الأخير على استخدام أجواء سورية، والتي كان نظامها السابق أبرز حُلفاء بلاده قبل سُقوطه أو إسقاطه؟

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات ـراي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استمرار إغلاق طريق حلب- الرقة بالتزامن مع تعزيزات عسكرية تركية

    بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى مطار كويرس في سوريا، يستمرّ إغلاق طريق حلب- الرّقّة في منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي، ...