ايناس السفان
يشبه حلم رندة حلم الكثير من الفتيات بسنها فهي تريد أن تصبح مربية أطفال لكن وراء رغبتها هذه قصة مختلفة بدأت عندما وجدت نفسها في الشارع بعد تعرضها لعنف أسري أفقدها حقها في الحماية والأمان والتعليم لتجد كل ما ينقصها في دار لرعاية الفتيات فاقدات الرعاية الأسرية والذي احتضنها وجعل حلمها بالمستقبل أمر ممكناً.
رندة 13 عاماً تحدثت لسانا عن أجواء الأسرة الحقيقة التي وجدتها في مركز دفى لرعاية الفتيات فاقدات الرعاية الأسرية الذي احتضنها منذ أكثر من عامين وساعدها في العودة للدراسة مع أقرانها إلى جانب تعليم مهارات الخياطة وتلقي الدعم النفسي لمحو آاثار العنف الذي تعرضت له وقالت.. بات بإمكاني اليوم أن أحلم بمستقبل أفضل وأن أصبح مربية أطفال وأنسى كل الألم الذي اختبرته سابقاً.
ومثل رندة تعيش حلا 12 عاماً حياة جديدة في مركز دفى مع اختلاف تفاصيل القصة التي انتهت بوجودها في المركز الذي وفر لها العلاج من إدمان شم رائحة اللاصق وقدم دعماً نفسياً كبيراً وعالجها سلوكياً لإعادة دمجها بالمجتمع وقد عادت اليوم إلى المدرسة وتشارك في دورات تعليم الكروشيه.
ويحتضن مركز دفى الذي تأسس عام 2019 كما توضح مديرته فاطمة المحمد 36 فتاة بأعمار تتراوح بين 4 و 21 عاماً يقدم لهن كل أنواع الرعاية وخاصة الدعم النفسي والتعليم وأنشطة التدريب المهني مشيرة إلى إعادة 22 فتاة إلى المدرسة مبينة أن الفتاة تبقى في المركز حتى التأكد من وجود بيئة سليمة ومناسبة في منزلها وعدم إجبارها على التسول وغيره.
وفي دار الرحمة لليتيمات قصص مشابهة لجهود المجتمع الأهلي لخلق أجواء أسرية تساعد الفتيات على عيش حياة طبيعية والتعلم واكتساب المهارات والحصول على حقوقهن.
ومنذ أن كانت في الرابعة من عمرها تعيش سيما في دار الرحمة وتتلقى على حد تعبيرها كل الرعاية والاهتمام من قبل أمهات بديلات يساعدنها في التعليم والتحصيل الدراسي وهي اليوم في الثالث الثانوي وتطمح لدخول كلية التربية ولا ترى أي مانع من العمل بالدار مستقبلاً كأم بديلة.
سيما واحدة من 360 فتاة تعيش في الدار التي وجدت فيها مكاناً أسرياً بديلاً بعد وفاة والدها وزواج والدتها وسفر باقي أفراد عائلتها مبينة أنه منحها ثقة بالنفس وقوة شخصية وصبراً وقيماً إيجابية كثيرة وأنها ستعمل على أن تكون فاعلة في المجتمع ونموذجاً لنجاح دور الرعاية وكسر الصورة النمطية التي يكونها البعض عنها فهي ليست ملجأ بقدر ما هي أسرة كبيرة.
زهراء وجدت في الدار أيضاً الذي جاءت إليه منذ عشر سنوات بعد وفاة والدتها وسفر أبيها الأمان والحماية وجو الأسرة مع أم بديلة وشقيقات كن السند لها كما تقول مبينة أنها وإلى جانب تحصيلها الدراسي تطور مهاراتها في مجال الإعلام ضمن فريق مشروع بكرا إلنا التابع لمحافظة دمشق وتطمح لدراسة العلاقات الدولية.
وافتتحت دار الرحمة التابعة لجمعية الأنصار الخيرية وفقاً لمديرتها براءة الأيوبي عام 2007 وضمت فتيات من عمر سنة وحتى سن الجامعة وتقدم خدمات الرعاية عبر أمهات بديلات وفق نظام بيوت أسرية تختص كل أم بديلة برعاية عدد معين من الأطفال من الإقامة والدراسة والصحة والدعم النفسي لمختلف المراحل الدراسية بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية وثقافية ورياضية ورعاية المواهب.
من جانبها نوهت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق نازك رحمة بدور الجمعيات الأهلية كرديف لعمل وزارة الشؤون مشيرة إلى أن حملة أيام الأسرة السورية التي أطلقتها الوزارة بداية شهر آذار تحمل بجزء منها تسليط الضوء على الخدمات المقدمة للفئات الهشة بالمجتمع والتي زاد عددها بالمجتمع بسبب ظروف الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا