آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » صنع الله إبراهيم

صنع الله إبراهيم

 

 

 

مالك صقور

 

رحل صنع الله إبراهيم عن هذه الدار الفانية ، وفي يقيني أنه غادر حزيناً ، غاضباً ، ساخطاً ، مثلما بدأ متمرداً . لأن ما كتبه وتمناه وحلم به وناضل من أجله ، لم يتحقق منه شيئا.والأسباب التي جعلته يرفض جائزة الدولة في ملتقى القاهرة الروائي عام 2003 : مازالت قائمة : ففي رأيه أن الجائزة صادرة عن حكومة تقمع الشعب وتحمي الفساد ، وسفارة الكيان الصهيوني قريبة ؛ وقد تفاقمت هذه الأسباب أكثر بعدم فتح معبر لتقديم المعونات لشعب غزة ، وعدم نصرته .

 

لقد رفض صنع الله إبراهيم الجائزة احتجاجا على الهوان والدونية تجاه الكيان الصهيوني الذي بدأ بعد التحاق عبد الناصر بالرفيق الأعلى ، ومجيئ السادات الذي أعلن استسلامه وأقام معاهدة كمب ديفد ، ومتابعة حسني مبارك لنهج السادات . عندما أُعلن الكبير الطيب صالح عن فوز صنع الله بالجائزة ، فاجأ الجميع برفضها في دار الأوبرا ، وارتجل كلمة مازلت أذكرها قال : ” في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا ، تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرد الآلاف . وتعمل لإبادة الشعب الفلسطيني . لكن العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان “.

…..

انخرط صنع الله في العمل السياسي مبكراً ، وانتسب للحزب الشيوعي المصري ، فاعتقل عام 1959 وبقي في السجن حتى عام 1964 ؛ ليخرج منهكاً محطماً .. فكتب عن تجربته في السجن ومعاناته ، وصدرت روايته الأولى ” تلك الرائحة ” عام 1966 . في بيروت ، نشرتها مجلة شعر . ففي حين رحب بها يوسف إدريس وكتب لها مقدمة حاء فيها : ” هذه الرواية القصيرة ليست قصة ، بل صفعة أو صرخة أو آهة منبهة قوية تكاد تثير الهلع …إن تلل الرائحة ليست مجرد قصة ولكنها ثورة ” .فقد هاجمها يحي حقي . رواية ” تلك الرائحة ” كانت شهادة ميلاد لكاتب أثار جدلا نقديا خلال نصف قرن ..وبعد هزيمة حزيران 1967 . كتب رواية بعنوان 67 ، لكنها لم تنشر إلا عام 2017 .. صور في هذه الرواية هزيمة العرب الكبرى بمعنى الهزيمة الشامل : الهزيمة العسكرية والثقافية والفكرية والنفسية والهزة العنيفة التي خلخلت المجتمعات العربية . عام 1974 صدرت روايته ” نجمة أغسطس ” في دمشق من منشورات اتحاد الكتاب العرب . يسرد في هذه الرواية مرحلة من مراحل مصر ، وهي مرحلة بناء السد العالي ، والتعاون بين مصر والاتحاد السوفييتي . أما في روايته ” العمامة والقبعة ” فقد تناول مسألة الشرق والغرب . و بقي هاجس الحرية ملحا عليه في كل ما كتب ، في روايته ” ذات ” و ” شرف ” و ” أمريكانلي ” و ” وردة ” .

كان صنع الله متمردا منذ بدايته ، وبقي محافظا على المبادئ الإشتراكية التي سُجن من أجلها خمس سنوات . وبقي نصيراً للفقراء ، وكافح وناضل من أجل مصر وفضح الفساد والمفسدين .

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيها المبدعون العرب..!

  مالك صقور أيها المبدعون العرب : من شعراء وكتاب وأدباء وفنانين ومثقفين أيضاً .. لن أقول : أين انتم ، وماهو دوركم ، وما ...