آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أنغام… هل باتت قصة تُروى؟

أنغام… هل باتت قصة تُروى؟

 

عبد الغني طليس

 

 

ما يحدث في بعض بلدان العالَم العربي سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، منعَ الجمهور الفني، ربما، من الانتباه أنّ هناك نجمة غنائية ساطعة، صوتاً وأداء، هي أنغام، تعاني من مرض في البنكرياس، وتنتقل من مستشفى مصرية إلى أُخرى ألمانية طلباً للشفاء.

 

أخبار كثيرة وحادة في العالم العربي اليوم، لذا يبدو خبر أنغام، ثانوياً، وعابراً. لكنْ في هذا التصرف اللامبالي من الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، نموذج من العلاقة غير المستوية على مقياس، وغير المفهومة، بين الجمهور ونجوم الفنّ.

 

الإعلام والجمهور بين الشائعة واللامبالاة

هذا الجمهور على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل جاهز ليخترع أخباراً لا «تركب» على قوس قُزح عن موت فنان حي يُرزَق، ضارباً عرض الحائط عما يمكن أن يُبَلبل مُحبيه، وأصدقاءه، ويربكهم ويشغل بالهم.

 

أما أن يتابع بصدق واحترام أزمة صحية حقيقية وخانقة لفنان له شُهرةٌ واسعة، و«يدعو له بالشفاء» على الأقل، فذلك لا يدخل في نظرته أو نظريته في الإعلام!

 

مُحزن هذا التخلّي، ويستحيل أن يعتمده جمهور طبيعي أو إعلام طبيعي، ودور هذين الاثنين أبعد من تعابير «صادم» و«يصدم» و«صدّام» المنتشرَة بكثافة بشعة لوصف «سكوبات» مُختَلَقة جملةً وتفصيلاً!

 

صوتها يتميّز

بذكاء فطري وأسلوب أدائها مُحكَم

 

أنغام تحت الجراحات الصعبة، والمعلومات القريبة منها تقول إنها في الخطر الداهم، خطر فقدان الحياة بعدما فقَد جسمها مناعته الطبيعية. والمعالَجات مكثفة لمواجهة الانحدار السريع في وظائف أعضاء الجسم، أو أكثرها تقريباً.

 

صوت استثنائي في الفنّ العربي

كانت أنغام ولا تزال تُعدّ من نجمات الغناء العربي الجديد، وصوتها الذي يتميز بالذكاء الفطري والمُكتسَب، وأسلوب أدائها المُحكَم، هما استثناء كامل.

 

وفي حين كان غالبية زملائها وزميلاتها يتواطؤون مع «الموجات» الغنائية المتذبذبة، ويهرولون لاقتناص أغنية من هنا وأخرى من هناك، من «البِتاع» على قَولة المصريين، كانت هي، كحنجرة عالية المستوى ميّالة بل مكتفية باختيار الأفضل والأجمل من الكلمات والألحان، لا الأكثر انحناء للموجات والتقليعات. وحافظت خلال مسيرتها على ميزان مرهف في انتقاء الأغاني بما يعزّز حضورها أمام الآخرين، وهذا ما جعلَها شبه وحيدة في عالَم يشهد أُفول الجُودة.

 

علاقة شائكة مع الأب والملحن محمد علي سليمان

منطقيّ جداً، في وسط فني جاحد، ألا تجد بجانبها في نكبتها الحالية إلا والدها الملحن محمد علي سليمان الذي أطلقَها ورعاها، وأول ما ثارت، ثارت عليه، وقصتهما معروفة.

 

ومع أنها قسَت عليه كثيراً في كلامها للإعلام، وحمّلته مسؤولية عدم انتشارها كما تتمنى في البداية، كونه كان راغباً في «احتكار صوتها»، وأرجعَت انطلاقتها المدوّية بعد ذلك إلى اعتماد الحرية في اختيار أغانيها بحسب معاييرها هي لا معايير الوالد… الذي كان مثلاً ضد زواجاتها المتسرّعة التي انتهت بالطلاق، نقول مع ذلك عمِل محمد علي سليمان على لملمة خيبته، ومصالحة ابنته التي عاندَت المصالحة إلا بشروطها، وعادت بعض المياه العائلية إلى مجاريها الطبيعية.

 

وهو الآن رفيقها الأول والأخير في غُربتها المرَضية والعلاجية، ويُحكى أنه لا يتركها لحظة. في النهاية هو الأب وهي ابنته والدم لا يتحوّل… عصيراً!

 

هذه هي الدنيا. لا النجومية تنفع في استرداد الصحة إذا أصيبت باللعنة، ولا ننتبه في لحظات القوة أننا أضعف من جناح بعوضة.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحيل النجمة السورية إيمان الغوري صاحبة شخصية “خيرو أم الهنا”

توفيت صباح الثلاثاء 19 أغسطس 2025 الفنانة السورية القديرة إيمان الغوري، التي تركت بصمة فنية مميزة في الدراما السورية والخليجية. وأكدت نقابة الفنانين السوريين خبر ...