المهندس نضال رشيد بكور
الإنسان لا يستطيع العيش من دون نظام يحقق له الأمن والاستقرار ، ومن هنا ظهرت الدولة باعتبارها الإطار الجامع للجماعة في أرض محددة تحت سلطة واحدة.
غير أنّ هذه السلطة قد تُعتبر شرطاً ضرورياً لقيام الدولة ، لكنها قد تتحول إلى خطر يهددها إذا انقلبت إلى استبداد.
ومن هنا يطرح الإشكال : هل الدولة تقوم بفضل السلطة ، أم أن السلطة قد تهدم الدولة؟
الدولة لا وجود لها من دون سلطة ، فهي تقوم على ثلاثة عناصر : الأرض ، المواطنون ، والسلطة . والسلطة بدورها تتجسد في ثلاث هيئات : تشريعية تضع القوانين ، تنفيذية (الحكومة) تسهر على تطبيق التشريعات ، ورئيس الدولة الذي يمثل الوحدة والسيادة.
ومن دون هذه السلطة تفقد الدولة معناها ، فلا حماية للأرض ولا حقوق للمواطنين.
على نقيض ذلك
قد تتحول السلطة إلى تهديد إذا خرجت عن غايتها …
فإذا احتكرتها جهة واحدة أو استُعملت ضد المواطنين ، فإنها تصبح أداة قمع وتؤدي إلى زعزعة الثقة بين الشعب والدولة. وعندها تفقد الدولة استقرارها وتنقسم عناصرها ، فلا تكفي السلطة وحدها لضمان وجودها.
إذاً العلاقة بين الدولة والسلطة علاقة تكامل : لا دولة بلا سلطة تنظمها وتحميها ، ولا سلطة بلا دولة تمنحها الشرعية.
غير أن السلطة يجب أن تكون موزعة بين التشريع والتنفيذ ورئيس الدولة ، وأن تخدم الصالح العام لا المصالح الخاصة ، حتى تظل الدولة قوية وعادلة.
خلاصة القول :
يمكن القول إن الدولة كيان مركب من أرض ومواطنين وسلطة ، والسلطة وسيلة لتنظيم الدولة وحمايتها. غير أن نجاح العلاقة بينهما يتوقف على التوازن والشرعية ، بحيث تبقى الدولة إطاراً للعدل والحرية ، والسلطة وسيلة لتحقيق الاستقرار لا أداة للاستبداد .
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)