آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » إرهاب وحبّ ومشاكل اجتماعية «لايت»: الدراما اللبنانيّة تصل منهكة إلى المنافسة الرمضانيّة

إرهاب وحبّ ومشاكل اجتماعية «لايت»: الدراما اللبنانيّة تصل منهكة إلى المنافسة الرمضانيّة

باللحم الحيّ! هكذا يمكن وصف عملية ولادة الدراما اللبنانية ومشاركتها في السباق الرمضاني 2021. الأزمة الصحية معطوفة على الأزمة الاقتصادية والمالية دفعتا هذه الصناعة، التي تعاني أصلاً من مشكلات وآفات وعقبات كثيرة تحول دون تطوّرها، إلى تقليص عدد المسلسلات التي تضعها في متناول المشاهد في شهر الصوم. الغد لا يبدو واعداً لسوء الحظ، مع عيش المنتجين على وتيرة الدولار المتصاعد بجنون. باختصار، حال هذه الدراما من حال المجتمع اللبناني الذي بات يُصلب كل يوم مئات المرّات!

لم تكن ولادة الدراما اللبنانية لشهر رمضان 2021، سهلة. شهدت العملية مطبّات عدّة كادت أن تخرجها من السباق، بدءاً من انتشار فيروس كورونا وتوقيف التصوير بسبب الحجر وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. إلى جانب تعرّض فرق تصوير المسلسلات للإصابة بكورونا، جاء الدولار لينهك المنتجين الذين وجدوا أنفسهم عاجزين أمام أموالهم المحجوزة في المصارف، وتخبّط في سعر الدولار في السوق السوداء، ما انعكس سلباً على جميع الأمور المتعلقة بالمسلسلات من طعام وملابس واستئجار مواقع التصوير. أمر أدّى إلى تغييب أعمال لبنانية أو مشتركة، وحضور خجول لمشاريع أخرى. ويجمع صنّاع الدراما اللبنانية على أنّه في حال بقي وضع الدولار على حاله، فإن الصناعة المحلية مهدّدة بالزوال، خصوصاً أنّه في العامين السابقين بات حضور تلك المسلسلات خجولاً من الأساس بسبب عناصر عدة، أولها دخول الدراما التركية المدبلجة إلى السباق الرمضاني أيضاً. كما وجدت شركات الإنتاج أن التركيز على الدراما المشتركة قد يكون باباً للحصول على fresh money في وقت تعاني فيه القنوات اللبنانية من أزمة مالية متراكمة.رغم كل هذه الصعوبات، خرجت الدراما من رحم المعاناة، لتقدّم محتوى عادياً ومتوقّعاً، يدور في فلك قصص الحبّ والمشاكل الاجتماعية التي تعالجها بطريقة سطحية. لا مفاجآت في المسلسلات اللبنانية، فالقصص ذاتها تتكرّر. حتى إنّ غالبية المشاريع المحلية بدأ عرضها قبل شهر الصوم في محاولة لجذب المشاهد. هذه الخطة تفعّلها الشاشات قبل أيام قليلة من حلول رمضان، كي تقول في النهاية بأنها حصلت على أكبر عدد من المتابعين.
في هذا السياق، قرّرت mtv عرض مسلسل «راحوا» (كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج وإنتاج نديم مهنا) الذي يجمع كارين رزق الله وبديع أبو شقر وباقة من الممثلين اللبنانيين. المفارقة أن القناة بدأت منذ الأربعاء الماضي عرض العمل، في خطوة رامية إلى جذب المشاهد لغاية انتهاء رمضان. في اتصال مع «الأخبار»، يشرح مهنا أسباب تأخر عرض «راحوا» رغم أنه انتهى من تصويره قبل أكثر من عام. يقول: «كان متوقّعاً بثّه في الخريف الماضي أو في شهر رمضان 2021. فارتأت mtv أن يكون ضمن السباق في شهر الصوم. يعالج المسلسل قضايا اجتماعية بحتة، تختلف عمّا قدمته سابقاً في مسلسل «بردانة أنا» في رمضان الماضي». يواصل مهنا: «ينطلق «راحوا» من حدث كبير يهزّ البلد، إذ يعالج تداعيات الأعمال الإرهابية على المجتمع ككل، ويضيء على العائلات التي تتضرر من الإرهابيين. سنتابع قرابة 10 خطوط درامية دفعة واحدة. مسلسل متشعّب الأحداث وغنيّ بالمواقف والمشاهد الحياتية المستوحاة من قلب المجتمع اللبناني». لكن كيف يقيّم مهنا الحضور في شهر رمضان 2021؟ يجيب: «يجب ألّا نفكر بالسباق في شهر رمضان فقط، رغم أن هذه المنافسة باتت بمثابة عرف بين الناس. لكن السباق اليوم بات خارج السباق الرمضاني وعلى مدار السنة». ويختتم بأنه يستعدّ لعملين سيكشف عنهما تباعاً، الأول فيلم اجتماعي والثاني مسلسل ذو حلقات قصيرة.

تنافس قناة «الجديد» بمسلسل «الباشا وlbci بـ «رصيف الغربا»

من جانبه، يكشف مروان حداد صاحب شركة «مروى غروب» أنّه قرّر الحضور في السباق الرمضاني بمسلسل يتيم هو «الباشا» (كتابة مروان قاووق وإخراج مكرم الريس) الذي سيُعرض على قناة «الجديد» ويلعب بطولته النجم السوري رشيد عساف وباقة من الممثلين اللبنانيين. يكشف حداد أنه أجّل عرض مسلسل «الحي الشعبي» (كتابة فيفيان أنطونيوس وإخراج جورج روكز) الذي يجمع ماريتا الحلاني وأسعد رشدان ومحمد قيس، إلى ما بعد رمضان. ويلفت إلى أن الأزمة الإنتاجية أدّت إلى الحضور بعمل واحد في شهر الصوم. وعن أسباب الاستقرار على «الباشا»، يجيب حداد بأنه «عمل له جمهوره خاض السباق في رمضان 2019 وحقّق نسبة مشاهدة عالية. المسلسل في جزئه الجديد، يتألف من 30 حلقة، ويكمل سيرة الرجل ذي الشخصية القوية الذي يتحكّم بالمحيطين به». ويتحدث حداد بإسهاب عن المشاكل التي تعترض الدراما اللبنانية، لافتاً إلى أن الإقفال بسبب كورونا والتضييق على المنتجين ومنعهم من التصوير، كلها عوامل أدّت إلى خروج بعض الأعمال من السباق. وعن مصير «الحي الشعبي»، يكشف أن العمل اللبناني سيبصر النور في التوقيت الذي تراه قناة «الجديد» مناسباً لها. على الضفة نفسها، يكشف المنتج والمخرج إيلي معلوف أنه انتهى من تصوير مسلسل «رصيف الغربا» (كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف) الذي انطلق عرضه قبل أشهر على قناة lbci، ومسلسل «موجة غضب» (كتابة زينة عبد الرازق وإنتاج وإخراج إيلي معلوف) الذي ستبثّه قناة «الجديد». ويشير إلى أن العملين حاضران في المنافسة الرمضانية، مع العلم أن «رصيف الغربا» يُعرض حالياً، كما يستكمل «موجة غضب» بثّه بعدما عُرضت حلقات منه قبل أشهر وتمّ توقيفه. يقول معلوف لـ «الأخبار» «إن «رصيف الغربا» يُعتبر من أطول المسلسلات العربية واللبنانية، يصل عدد حلقاته إلى 120 تقريباً، وسيُتابع عرضه بعد شهر رمضان وفق ما تراه lbci ملائماً لها. يدور العمل في قالب اجتماعي ويجمع فادي إبراهيم، كارمن لبّس، عمّار شلق، رهف عبدالله، حسين فنيش، علي منيمنة، إيلي شالوحي وغيرهم. يعود العمل الدرامي إلى حقبة زمنية تمتدّ من عام 1945 إلى ستينيّات القرن الماضي، ويسلّط الضوء على صراعات إقطاعية على النفوذ والسلطة والعادات والتقاليد في تلك المرحلة». يتابع معلوف إن مسلسل «رصيف الغربا» يدور حول صراع الخير والشرّ في المجتمع اللبناني، ويطلّ فيه: علي منيمنة، كارمن لبس، نيكول طعمة، جوي الهاني، جو صادر وهند خضرا.
من جانبها، تشارك «المنار» بقوة في السباق الرمضاني، ولكن هذه المرة لم تقدّم أيّ مسلسل لبناني كما جرت عليه العادة في الأعوام الماضية. بل تكتفي بعرض مسلسلات عربية من بينها السوري «باب الحارة 11» والإيراني «البيت الآمن» والفلسطيني «بوابة السماء» الذي يجسد حياة المقدسيين وما يتعرّضون له من انتهاكات يومية من الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى فقرات دينية وبرنامج «على ضوء القمر» الذي يقدمه حسن حمزة. أما قناة otv فقرّرت الخروج نهائياً من السباق، واكتفت بعرض نشرات الأخبار فقط

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...