سليمان خليل
هل الموضوع يتعلق بعلم النفس أم بالطب ؟ أم أنه بات تقليداً تعودنا عليه وأدخلنا في تواتر الحياة اليومية وازدحامها .. ؟
جلّ مايمكن قوله أن الذاكرة باتت قصيرة، لدرجة أنه مع مرور الوقت أصبحت الأحداث تمر عادية متسارعة في وقتها ذات عمر قصير والأعظم أن تمر بلا قيمة حقيقية
في لغة ( الإعلام ) هذا موضوع مهم فتواتر الحديث عن شأن معين وخاصة في عالم التواصل الاجتماعي يأخذ منحاً تصاعدياً يكبر ويزداد تفاعله ثم سرعان مايبدأ يضمحل ويندثر حتى ينتهي .. ويظهر حدث جديد يمحي اثر السابق وهكذا دواليك ..
والأمثلة كثيرة نسمع عن ( تريند ) معين يوم يومان ثم تبدأ رحلة ذوبانه ويذوب معه كلٌ تاثيرات القصة بحزنها وفرحها .. تغيب وترحل الأمور إلى منتهاها.. ترى هل باتت كينونة عالمنا تقتضي هكذا ؟ يقولون : ( النسيان نعمة ) وهو ما يتفق عليه الجميع في عظمة الاحداث وشراستها على كاهل العقل والنفس البشرية..
سرد هذه السطور هو باتجاه أن الكثير من القصص والقضايا التي يشير إليها الإعلام ويتفاعل معها الناس وتحتاج لمتابعة وحلول نجدها ترحل من تلقاء نفسها دون أي نتيجة تذكر ، فهناك العديد من الأقلام الإعلامية التي تشير إلى قضايا المجتمع المختلفة وتضع يدها على الجرح وتنقل صوت الناس وتفتح أبواب الحلول والمعالجات والمقترحات وتكشف عن حقائق ومواضيع في منتهى المهنية ولو عاد البعض بالذاكرة إلى عشرات بل مئات القصص التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وأخذت تفاعلاتها لوجد أنها انتهت واضمحلت.. ومن نجا منها يمكن في احسن حالاته أن يصل لمرحلة التوضيح والتبيان والبحث ثم يدخل في دهاليز سيرورة الأحداث وتواترها بحدث جديد وهكذا هي الحال..
الذاكرة القصيرة تخون حفظ الأشياء والحل البديل أمامها هو الإنجاز الحقيقي الذي يحسم الجدل فيها في وقته .. سرعة ودقة ( ومتابعة ) الموضوع المثار وتحديد البرنامج الزمني والية العلاج ومتابعته بكل شفافية ووضوح حتى ينجز بكل تفاصيله..
الذاكرة التي نحتاجها اليوم هي الذاكرة المفيدة الناضجة التي تؤسّس لعلاقة وثيقة مع الذات ومع الآخرين تتفاعل مع أحداثهم وتلامسها فلا تترك فراغاً يسده ( المتربصون ) وتتابعها لتشكل حضوراً حقيقياً له وزنه وقيمته وتأثيره .. فتنتج وتبدع وتعطي وتحقق انجازاً ملموساً يعود بالخير والنماء ..
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)