قال الإعلامي اللبناني “نديم قطيش” في تصريحات إعلامية، إن الحوار مع الرئيس أحمد الشرع اتسم بالصراحة والوضوح، وكان مفاجئاً في بعض جوانبه وخاصة المرتبطة بالملفات الإقليمية كلبنان والعراق، إلى جانب القضايا الداخلية التي تتعلق برؤية الشرع للنهوض بسوريا.
أوضح قطيش الذي التقى الرئيس الشرع في دمشق، أن موقف الشرع من محافظة السويداء يرتكز على خطين أحمرين هما الحفاظ على وحدة سوريا ورفض أي سلاح خارج سلطة الدولة، مؤكداً أن هذه القاعدة تنطبق على أي تسوية مع الأكراد أو الدروز أو العلويين أو غيرهم، مع اعترافه بوجود أخطاء في أسلوب المعالجة السابقة.
وأشار قطيش إلى أن الشرع اعتبر الاتفاق الموقع في العاشر من مارس مع الزعيم الكردي مظلوم عبدي أرضية يمكن البناء عليها، لكونه يحظى بموافقة الجانب الكردي ورعاية أطراف دولية، لافتاً إلى استعداد الرئيس السوري لتطوير المادة 107 من الدستور بما يطمئن مختلف المكونات تحت مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة ورفض أي كيانات مستقلة.
وبيّن قطيش أن الشرع ينظر إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها منطقة حيوية لمستقبل سوريا، سواء في مجال الزراعة أو النفط أو الممرات الجغرافية، مؤكداً أنه لا يريد أن تتحول هذه المنطقة إلى ساحة تجاذب بين دمشق والأكراد، بل إلى مورد يخدم جميع السوريين بمن فيهم الأكراد الذين سيكون لهم دور في الحكومة السورية.
وحول الملفات الخارجية، أوضح قطيش أن الشرع في مرحلة متقدمة من التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مرجحاً أن تكون فرص إتمام الاتفاق أكبر من احتمالات فشله، مبيناً أنه سيبنى على خط الهدنة لعام 1974 بما يضمن السيادة السورية ويفتح الطريق لإجراءات بناء الثقة وربما التوصل إلى اتفاق سلام.
وأكد قطيش أن الشرع لا يرى الظروف الحالية مناسبة لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، لكنه شدد على أنه إذا تبيّن أن السلام سيخدم سوريا والإقليم فلن يتردد في المضي فيه وسيعلنه بشكل واضح أمام الجميع.
وبالنسبة للبنان، قال قطيش إن الرئيس السوري لا يسعى إلى فرض الوصاية أو التنظيرعلى اللبنانيين، بل يطمح إلى فتح صفحة جديدة على قاعدة علاقة دولة بدولة، معبّراً عن أمله في أن يستفيد لبنان من النهضة الاقتصادية المرتقبة في سوريا، وهو ما دفعه إلى التواصل مع المسؤولين اللبنانيين بعيداً عن وسائل الإعلام.
وأضاف قطيش أن الشرع تجنّب الانخراط في الصراعات الداخلية اللبنانية رغم وجود ضغوط دولية ومحلية لتوريط دمشق، معتبراً أن ذلك سيكون فخاً يضر بسوريا ولبنان معاً، ولهذا قرر تجاوز ما خلفه حزب الله من جراح في سوريا والتوجه نحو فتح صفحة جديدة في المستقبل.
وفيما يتعلق بالعراق، أوضح قطيش أن الشرع يسعى لتجاوز الخلافات الطائفية والتركيز على مسارات التكامل الاقتصادي، مؤكداً أن توجهاته لا تقوم على أي امتداد لتنظيمات إسلامية في الحكم، بل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان والعراق والدول الغربية وحتى عبر ميناء جبل علي في الإمارات.
وكانت أعلنت الرئاسة السورية، الأحد، أن الرئيس أحمد الشرع استقبل وفداً إعلامياً عربياً في العاصمة دمشق، وأوضحت أن الوفد الإعلامي العربي ضم مديري مؤسسات إعلامية ورؤساء تحرير صحف عربية ووزراء إعلام سابقين، من بينهم مدير عام “سكاي نيوز عربية”، نديم قطيش، واستعرض اللقاء التطورات في سوريا والعلاقات مع دول الجوار.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة