ربيع دمج
مارست الإماراتية ريم الحساني سنوات طويلة رياضة التجديف، ثم تحوّلت إلى مدرّبة مساعدة في نادي أبوظبي لليخوت، قبل أن تصير أول سيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما في العالم العربي كلّه، تصنع قوارب خاصة برياضة التجديف، تشارك في “الأولمبياد”.
تحديات كبيرة تجاوزتها الحساني لتثبت لنفسها أولاً، وللمجتمع الإماراتي ثانياً، أن المرأة الإماراتية يمكنها أن تنجح كأم وكمنتجة، وأن تحافظ على أنوثتها، حتى لو عملت في مجال صعب يسيطر عليه الرجال، وفق ما تقول في لقاء مع “النهار” لمناسبة يوم المرأة الإماراتية، الذي يصادف في 28 آب/أغسطس من كل عام. تضيف: “لا تعد المرأة الإماراتية منافسةً للرجل الإماراتي، وإنما هي شريك أساسي يساهم في تحقيق الإنجازات الحضارية للدولة بأبهى صورها. وأنا فخورة كأول إماراتية تصنع قوارب أولمبية بسواعد إماراتية، صناعة تحمل توقيع صُنع في الإمارات‘”.
ريم الحساني أول من صنع قوارب تجذيف أولمبية في الإمارات (النهار)
ريم الحساني أول من صنع قوارب تجذيف أولمبية في الإمارات (النهار)
في بداية رحلتها في عالم الرياضة، واجهت الحساني الكثير من العراقيل. فقبل 15 عاماً، كانت نظرة المجتمع إلى المرأة وأعمالها مختلفة تماماً عمّا هي عليه اليوم. حينها، كانت مهن النساء محدودة جداً، وكان الزواج لتأسيس أسرة أولوية. أتت الحساني لتقلب المعايير: “تزوجت وأنجبت ولدين، وخضت غمار الرياضة، وتطلقت واهتممت بتربية ولدَي، وأنا قادرة على التوفيق بين أسرتي من جهة وعملي وشغفي من جهة أخرى”.
تخبر الحساني “النهار” بإنجازاتها باعتزاز: “أفتخر بكوني أول إماراتية تصنع القوارب الأولمبية، وبكوني مؤسِّسة لنادٍ بحريّ رياضيّ، ومبتكرة رياضة التجديف الجبليّ في الدولة، وأوّل من نظّم بطولة تجديف في بيئة جبليّة إماراتية مستدامة، وفخورة بمشاركتي في معارض دولية، وإصداري كتابي “بعض الأوقات – بداية جديدة”، وهو توثيق لرحلتي المهنية، ليس لكوني رياضية أو سيدة أعمال، لكن كإنسانة مرت بتجارب كثيرة في الحياة عن الألم والأمل وإعادة التوازن بعد الخسارة. ما مررت به أنتج فكرة نادٍ رقمي بحري نسائي يستخدم الذكاء الاصطناعي، وأنا أعمل مع فريق عملي على إطلاقه قريباً. إلى جانب هذا كله، أعمل في سلك الأمن الجنائي… ورغم ذلك، أجد الوقت الكافي للاهتمام بأسرتي”.
في عام 2021، أطلقت الحساني بطولة التجديف الجبلي في إمارة رأس الخيمة في نسختها الأولى. تقول: “من أبرز الأهداف إبراز المعالم السياحية في الإمارات، وتعزيز الحياة الاجتماعية من خلال الرياضة والتواصل مع الطبيعة، حيث تضم رياضة التجديف مجموعة من الأشخاص من جنسيات مختلفة، وأعمار متفاوتة، يلتقون ويمارسونها وسط الجبال، مع الركض، ومن خلال ذلك يكون الاستمتاع بالأماكن السياحية”.
لم يكن في حسبان الحساني جني الأرباح من استثمارها في صناعة القوارب، “إنما هدفت إلى تحقيق قيمة إضافية للمشروع تفيد به المجتمع، وهي إعداد النشء الجديد في مختلف المراحل التعليمية، وتدريبهم تدريباً مدروساً ومتقناً، وتكوين فريق من محترفي هذه الرياضة، ومن العنصر النسائي على وجه التحديد”، كما تقول مؤكّدة أن طموحها كبير جداً، وتتطلع إلى إنشاء أول فريق نسائي إماراتي رياضي مهمته المشاركة في الأولمبياد، والمشاركة العالمية في الرياضات البحرية بصورة مشرفة.
أخبار سوريا الوطن-وكالات-النهار