الرئيسية » كتاب وآراء » ما وراء السعار الأميركي..؟!

ما وراء السعار الأميركي..؟!

في التحولات الكبرى التي تفرضها المتغيرات والوقائع التاريخية والحضارية, وغالباً ما تكون ناجمة عن صراع القوى الكبرى التي تحكم العالم, وتسيطر على مقدراته, في هذه الصراعات والتحولات ثمة انعطافات لا بد أن تحدث, سواء أكانت هزيمة أم انهياراً كما حدث للاتحاد السوفييتي, أم أفول غروب المكانة كما حدث قبلاً للإمبراطويات الكبرى والبريطانية, وما قبلها.
اليوم الولايات المتحدة الاميركية ليست خارج السياق ولا قوانين ووقائع التاريخ, فهي بما تمارسه من عربدة سياسية في كل مكان من العالم لا يمضي في ركبها, إنما تعجل في نهاياتها الحتمية, وبغض النظر عن أن النهاية قد لا تكون قريبة, ولكن قرائن الاضمحلال تبدو ظاهرة جلية, تراها في التحولات التي يشهدها العالم.
واشنطن مازالت تعيش سطوة القوة, تعاقب هذا, وتفرض حصاراً ظالماً على ذاك, وتستخدم قوتها العسكرية حيث تستطيع, هذا المشهد ازداد توحشاً, ولاسيما أن العالم كله يتجه نحو العمل بروح التكامل والتفاعل, لا الهيمنة, والقوة العسكرية لن تبقى العصا الغليظة التي تهش بها على رأس العالم, ومع ذلك مازالت تمارس هذا السعار, تحشد باتجاه الاتحاد الروسي, وتؤلب في محيطه, وبالوقت نفسه, ترغي وتهدد الصين, وتقوم مدمراتها باختراق مناطق ذات سيادة قرب الهند.

ما نراه على أرض الواقع ليس إلا استعراضاً ميؤوساً منه للقول: إن واشنطن مازالت تمسك بالعصا, إنها قادرة على لجم من يقف بوجهها, هذا كله انتهى إلى غير رجعة.. طريق الأفول قد بدأ, ربما يستمر عقداً من الزمن, وهذا يتوقف على ما يخطط له الآخر الذي يعرف أن مسار النهاية الأميركية قد بدأ, ولا بد أن عالماً جديداً سوف يكون بقطبيات متعددة ولكنها ليست متنافرة, إنما بالتكامل والتعاون من أجل السلم والأمن والازدهار العالميين.

(سيرياهوم نيوز-الثورة١٢-٤-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...