بعد جمود استمر فترة طويلة، عادت أسعار العقارات في منطقة مصياف للارتفاع نسبياً، مدعومة بمواصلة أسعار الدولار صعوداً، وزيادة الطلب على شراء العقارات في هذه المنطقة، عدا عن محاولات استغلال أصحاب العقارات والمكاتب العقارية لتعزيز أرباحهم من دون وجود ضوابط معينة تنظم سوق العقارات، الواقع تحت رحمة تجاره بلا حسيب ولا رقيب.
“الحرية” رصدت بعد جولة على بعض المكاتب العقارية والإطلاع على أسعار البيوت قبل شهر وخلال هذه الفترة، ارتفاعاً واضحاً في أسعار البيوت والإيجارات، التي حلقت عالياً نتيجة قدوم العديد من العائلات من مدينة دمشق وغيرها، وأيضاً من أرياف منطقة مصياف للبحث عن لقمة العيش، بالتالي زادت حركة الطلب على البيوت شراء أو إيجاراً، ما تسبب في غلاء العقارات عموماً، حيث وصل إيجار البيت إلى حدود مليون ليرة في بعض المناطق، بينما ارتفع سعر الشقة على العضم بمساحة ٩٠ متراً من ٧٥ مليون ليرة إلى ما بين ٨٠-٨٥ مليون ليرة، بينما بلغ سعر الشقة مكسية بالمساحة نفسها بعد الارتفاع بحدود ٢٠٠ إلى ٢٥٠ مليون ليرة، وترتفع الأسعار حسب المساحة والموقع.
تحسن نسبي
وقد تواصلت “الحرية” مع عدد من المكاتب العقارية لمعرفة واقع قطاع العقارات، حيث أجمع أغلب من التقيناهم تحسن حركة العقارات بعد فترة جمود، مع لحظ وجود حركة طلب تسببت في رفع الأسعار، وكدليل على ذلك قبول الناس بالسكن في الطوابق المرتفعة، وهو ما يشير إليه أحمد يوسف العامل في أحد المكاتب العقارية بقوله: كان السكن في الطابق الرابع والخامس غير مرغوب بالمطلق، لكن اليوم نتيجة زيادة الطلب أصبح الناس يسكنون في هذين الطابقين، فالمهم بيت يجمع العائلة، خاصة أن العقارات في صعود مستمر ويخشى من يرغب بالشراء إلا يجد بعد فترة طلبه وخاصة إذا كان من أصحاب المال القليل.
من جهته بين الشاب بشير وضاح الذي يعمل في هذا المجال منذ سنوات، أن أسعار العقارات سجلت انخفاضاً واضحاً بعد سقوط النظام البائد، وعلى مدار شهور بقيت في حالة ركود، لكن في الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً متدرجاً مع لحظ تزايده مؤخراً بعد ارتفاع الدولار وزيادة الطلب على العقارات بشكل مفاجئ.
عدم رضى
ارتفاع أسعار العقارات في مصياف كان مبعث قلق وعدم رضى لأهالي المنطقة والراغبين في الشراء والسكن في هذه المدينة بنظام الإيجار أو التملك، بعد تلمس تحسناً مقبولاً خلال السنة الفائتة، إذ تؤكد السيدة الأربعينية هدى ملحم أن أسعار العقارات التي انخفضت بمقدار جيد شجعها على التفكير في الشراء بدل هم الإيجار المتعب رغم أننا لا تملك الكثير من المال، لكن حال اتخاذها القرار بدأت الأسعار في الصعود بحجة ارتفاع سعر الدولار وغيرها من أسباب يطلقها تجار العقارات من أجل تحسين مكاسبهم المادية على حساب الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.
الأمر ذاته اشتكى منه الشاب محمد شاهين، الذي يبحث منذ أشهر على بيت للسكن، لكنه تفاجأ بصعود أسعار العقارات فجأة في منطقة مصياف، والكارثة حسب قوله أن أصحاب البيوت أو المكاتب العقارية يرفعون السعر كل يوم حسب بورصة الدولار، حيث اعتمد على شراء بيت أكثر من مرة لكن لم يتم الاتفاق في آخر لحظة، بسبب طمع صاحب البيت أو المكتب العقاري لكونهم يسعرون كل لحظة حسب مزاجهم ووفق سعر الدولار المتبادل صعوداً لكن حينما يهبط لا يعيرونه بالاً، مطالباً بضبط سوق العقارات عبر وضع ضوابط ناظمة لهذا القطاع الهام ومحاسبة المخالفين.