تبدو المؤشرات عن واقع محصول الزيتون لهذا الموسم في محافظة درعا على غير عادتها، حيث إن انخفاض الهطولات المطرية إلى نحو الثلث بالقياس للمعدل السنوي خلال الشتاء الفائت، كان لها تأثيرها السلبي الكبير على أشجار الزيتون، ويرى متابعون أن أسعار الثمار والزيت سترتفع نظراً لتوقعات انخفاض الإنتاج بنسبة ليست بقليلة، حتى إن بوادر الارتفاع بدأت من الآن، حيث ارتفع سعر صفيحة الزيت زنة ١٦ كغ من إنتاج الموسم الماضي من نحو ٥٠٠ ألف إلى حوالي ٧٠٠ ألف ليرة.
ارتفاع التكاليف
وأبدى عدد من المزراعين عدم تفاؤلهم بالحصول على إنتاج جيد من محصول الزيتون، لافتين إلى أن انحباس الأمطار أثر كثيراً، كما أنهم لم يتمكنوا من تقديم الريات الكافية للأشجار وخاصة أثناء مرور موجة الحر الشديدة إما لعدم توفر مصدر مائي أو لارتفاع تكلفة الري من الآبار الزراعية، حتى إن عملية مكافحة الإصابات تتم بالحدود الدنيا نتيجة تكاليفها الباهظة، وهذا له تأثير سلبي لجهة تدني جودة الثمار المنتجة وحتى الزيت الناتج عن عملية العصر.
مزارعون: لم نقدم الريّات والمكافحة بالقدر الكافي لارتفاع التكاليف
الإنتاج المتوقع
مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي أوضح لصحيفتنا الحرية، أن المساحة المزروعة بالزيتون على مستوى محافظة درعا تبلغ ٥٦٥٩ هكتاراً مروياً و ١١٥٠٤ هكتارات بعل، وهي تحتوي على ٣,١٤٠ ملايين شجرة منها ٢,٨٢٦ مليون شجرة مثمرة، أما بالنسبة للإنتاج المتوقع فيبلغ ١٧ ألف طن بانخفاض عن السنوات السابقة يقدر بنسبة ٤٠٪، وذلك بسبب ظروف الجفاف إضافة إلى ظاهرة المعاومة.
مدير الزراعة: ١٧ ألف طن الإنتاج المقدر بانخفاض ٤٠٪ عن السنوات السابقة
ترميم وتوسع
ولفت مدير الزراعة إلى أن الزيتون يزرع في كافة أنحاء المحافظة، ويجيد الفلاحون عملية رعايته من فلاحة وتقليم ومكافحة وتقديم الريات وغير ذلك، مبيناً أن الكثير من الفلاحين يعملون على ترميم المساحات التي تضررت خلال السنوات السابقة، حيث يبس وحطب الكثير من الأشجار لعدم التمكن من تقديم الرعاية اللازمة لها، وبدؤوا بزراعة غراس جديدة ضمن المساحات المتضررة، إضافةً إلى زراعتهم مساحات جديدة، وخاصةً أن المردود من بيع الثمار وزيت الزيتون أصبح محفزاً.
الرعاية مطلوبة
ولجهة وضع المحصول، أوضح رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية المهندس حسن الصمادي لصحيفتنا الحرية، أنّ الإصابة بعين الطاووس للموسم الحالي ضعيفة جداً نتيجة ارتفاع الحرارة وانخفاض الرطوبة، حيث إن العامل المحدد لمدى هذه الإصابة هو الحرارة المعتدلة وخاصة الرطوبة العالية، ومن أهم طرق المكافحة، تنفيذ الإجراءات الزراعية المطلوبة، مثل التقليم الجيد لتقليل الكثافة النباتية التي تساعد بشكل كبير بتخفيف الإصابة، وعند ظهور الإصابة تأتي ضرورة المكافحة بمركبات (الكونازول).
بعض الإصابات
وتطرق الصمادي إلى أن انحباس الأمطار أدى لانخفاض كمية الثمار، وظهور بعض الإصابات، مثل حَلم أوراق الزيتون والذي تسبب بتشوهات في الأوراق وحتى بالثمار، والنصائح بهذه الفترة أن تتم مراقبة طيران ذبابة ثمار الزيتون، واذا لوحظ وجودها ينبغي استخدام المصائد الفرمونية، وفي حال ازدياد أعدادها فالمكافحة تصبح مطلوبة لحماية الثمار من الإصابة بدودة ثمار الزيتون، وأيضاً مكافحة حلم أوراق الزيتون.
مختصون: انحباس الأمطار أدى لانخفاض كمية الثمار وظهور إصابات
معاومة وجفاف
ومن جهته الخبير بالشأن الزراعي المهندس محمد الشحادات أوضح لصحيفتنا الحرية، أن واقع الزيتون هذا العام أقل من الوسط لأنها سنة معاومة بالدرجة الأولى، وبسبب موجة الجفاف بالدرجة الثانية، والتي أثرت بشكل كبير على الموسم لقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الإزهار وتساقط نسبة كبيرة من العقد، كما أن جفاف عدد ليس بقليل من الآبار وبمختلف المناطق أدى إلى تراجع تقديم ريات تكميلية.
ضعف الغلة
وأشار الشحادات إلى أنه بالمقابل توجد بعص الحقول التي حظيت بالخدمة الجيدة من الري والعزيق وأصناف أشجارها من غير المعاومة، سيكون إنتاجها جيداً، ولكن بالمجمل هذا الموسم ضعيف من ناحية الإنتاج والغلة، وهو ماسنلاحظه خلال موسم القطاف والعصير، ولم يغفل أن موجة الحر التي شهدتها المحافظة ستؤدي لتلون الثمار بشكل مبكر هذا الموسم، أي سنجد ثمار الزيتون بالأسواق قبل الموعد المفترض وبشكل كبير على غير المعتاد.