آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » بوتين يردّ له الجميل… كيم بنتزع في بكين اعترافاً “نووياً ويعقّد مهمّة ترامب

بوتين يردّ له الجميل… كيم بنتزع في بكين اعترافاً “نووياً ويعقّد مهمّة ترامب

 

 

 

شكّل حضور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون العرض العسكري في بكين إشارة قوية إلى تعزيز مكانته الدولية، وتنامي قبول كوريا الشمالية بوصفها قوة نووية. فالزيارة، التي خلت من أيّ حديث نووي، تعكس تحوّلاً في مواقف الصين وروسيا تجاه برامج كوريا الشمالية العسكرية.

 

وأشار تحليل نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن حضور كيم في العرض العسكري الصيني “دليلٌ على نفوذه الجيوسياسي المتزايد”.

 

فقبل وصوله إلى بكين هذا الأسبوع على متن قطاره الخاص، كان قد عقد 5 قمم مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، وفي كل قمة تحدثا عن إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. إلا أن جولة المحادثات الثنائية الأخيرة بينهما، التي عُقدت الخميس المنصرم، بدت مختلفة في جانب مهم: لا إشارة إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ويُسجل هذا الأمر في مدونة انتصاراته، بعدما أصرّ طويلاً على أن على العالم أن تتقبل كوريا الشمالية، التي أجرت 6 تجارب نووية منذ 2006، كأحدث قوة نووية.

 

ونسبت الصحيفة الأميركية إلى لي بيونغ تشول، المحلل في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول، قوله إن الصين “لن تعترف رسمياً بكوريا الشمالية بصفتها قوة نووية، لكن الاجتماع الأخير أظهر أنها لم تعد تصرّ على نزع سلاحها النووي، وهذا تقدم كبير لاستراتيجية كيم الرامية إلى قبول ترسانته النووية كأمر واقع”.

 

في هذا السياق، يرى محللون أن زيارة كيم الأخيرة إلى بكين سلطت الضوء على مكانته الجيوسياسية المتزايدة، لكنها ساعدت أيضاً في انتزاع اعتراف الصين وروسيا بـ”نووية” كوريا الشمالية. ففي الجانب الروسي، ساعد كيم كثيراً في أوكرانيا، بإرسال قوات وأسلحة. فوفقاً لتقديرات جديدة صدرت أخيراً عن مسؤولين في الاستخبارات الكورية الجنوبية، لقي نحو 2000 جندي كوري شمالي مصرعهم في ميدان القتال الأوكراني إلى جانب روسيا. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كيم الأربعاء في بكين، وشكره مرة أخرى بشدة على مؤازرته. وربما يكون وجوده في العرض الصيني عرفاناً بجميله، إذ ظهر واحداً من ثلاثة حلفاء.

 

يقول الدكتور نبيل الخوري، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة والجامعة اللبنانية، لـ”النهار”: “حضور كيم العرض العسكري الصيني، برفقة الرئيسين الصيني والروسي، يعزز حضوره على الساحة الدولية، ويؤكد تموضعه الجيوسياسي إلى جانب الصين وروسيا بمواجهة الغرب والولايات المتحدة”.

 

ويرى ليف إريك إيزلي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إيوا في سيول، أن كيم قادر أيضاً على أن يدّعي تحقيق انتصار ديبلوماسي، “إذ انتقلت كوريا الشمالية من خاضعة لعقوبات أممية بالإجماع، بسبب برامجها النووية والصاروخية غير القانونية، إلى مرحّب بها من روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

 

 

 

 

 

 

لسنوات عديدة، شاركت الصين وروسيا الولايات المتحدة في هدفها المتمثل في وقف برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وصوّتتا مع الولايات المتحدة عندما فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات اقتصادية صارمة على كوريا الشمالية في 2016 و2017.

 

لكن هذا التعاون انهار مع اشتداد المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين، وفي أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا. استخدمت كل من روسيا والصين حقها في النقض في مجلس الأمن لإحباط محاولات الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، ما منحها حرية اختبار صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية من دون عقاب.

 

يضيف الخوري: “إن كان من السابق لأوانه الحديث عن حلف أو محور تقوده الصين ضد الولايات المتحدة، في ما يمكن أن يسمّى ’حرباً باردة جديدة‘، فإن ملامح المواجهة بدأت ترتسم، ويأتي حضور كيم العرض العسكري التاريخي ليظهر أن كوريا الشمالية تستفيد أكثر فأكثر من درع ديبلوماسي صيني وروسي من شأنه أن يخفف من عزلتها من جهة، وأن يمدّها بالقوة اللازمة لتحسين شروطها في المحادثات مع الغرب بشأن برنامجها النووي”.

 

وبحسبه، أن يكون لكوريا الشمالية حلفاء بحجم الصين وروسيا، “فهذا يمثل ورقة جيوسياسية رابحة، يمكن توظيفها لانتزاع اتفاق مع واشنطن والغرب، ملائم وكافٍ من وجهة النظر الكورية الشمالية، اتفاق من شأنه إدارة المعضلة الأمنية في شرق آسيا، وليس حلّها”.

 

ويرى محللون أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية وروسيا والصين تعني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجد صعوبة أكبر في جلب كيم إلى طاولة المفاوضات، مقارنة بأول لقاء بينهما في 2018 .وقد يشهد موقع كوريا الشمالية مرحلة جديدة إقليمياً ودولياً، بدعم من الصين وروسيا. وإن كان كيم قد نجح في فرض واقع نووي جديد، فهل يصعّب ذلك على الغرب العودة إلى طاولة المفاوضات؟

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شراكة روسيّة – صينيّة تقود “محور الاضطرابات” نحو نظام عالمي جديد

  باسل العريضي   جاءت الذكرى الثمانون لانتهاء الحرب العالمية الثانية في شرق آسيا في ظلّ ظروف دولية معقدة ومتشابكة، دفعت القوى العالمية إلى العودة ...