ابدأ هذه السطور من نهاية اليوم، لأن الزمن في تونس لا يسير في خطوط مستقيمة، واخبركم بكل صراحة انني لا اعرف تاريخ هذا اليوم….
الساعة الآن منتصف الليل. تم ضرب سفينة “الما” في الميناء… “فاميلي” ضُربت بالأمس، اسرائيل وجهت رسالتها لنا والسلطات التونسية تحقق، أو ربما تتظاهر بذلك، كل شيء حدث بعد انضمام اسطول سفن برشلونة ونجاحهم بالمهمة مباشرة. يا للصدفة.
منذ الصباح، لا شيء مستقر.
الاجتماعات بدأت ولم تنتهِ حتى الحادية عشرة ليلًا. ملفات على الطاولة، وجدل في الزوايا، وتوتر يفيض في كل شيء… ومشاعر مشدودة مثل مرساة ثقيلة…
الأولاد يتصلون من البيت.
“متى تأتي؟” يسألون. نشتاق لك …
أكذب. أقول: “قريبًا جدا”.
الكل يتصل وانتظر بين اتصال وآخر اتصال قد لا يأتي…
لكنني أعلم: لسنا ذاهبين في نزهة.
غدًا نبحر إلى غزة.
غدًا نواجه الحصار، باجسادنا…
لكن شيئًا ما أقوى من الخوف يدفعنا.
ربما لأن الصمت جريمة، وربما لأننا نحتاج إلى أن نحس بأننا ما زلنا أحياء.
#التغطية_مستمرة
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم