بعد غياب .. الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية تتألق بعروض موسيقية متنوعة على مسرح الأوبرا 

دمشق:سليمان خليل

أحيت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله – مساء الأربعاء 17 أيلول 2025 – على مسرح الأوبرا، حفلاً موسيقياً شكّل باكورة افتتاح الأمسيات الموسيقية بعد غياب ..

الطابع السوري غلب على مقطوعات الأمسية عبر مؤلفات موسيقية لملحنين سوريين قدّموا أعمالاً أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أرشيف الموسيقا العربية؛ فافتتحت الفرقة حفلها بـ “سماعي عجم عشيران” لأمير البزق (محمد عبد الكريم)، كما عزفت من قالب الموشح للملحن (عمر البطش) موشحَيْ “يمر عجباً، قلت لما غاب عني”، إضافة إلى موشح “إنّ في جنبيّ قلباً متعباً” من ألحان (عدنان أبو الشامات) وتوزيع (مهدي المهدي).

وكان للموسيقار (فريد الأطرش) حضوره مع “نجوم الليل”، ليأتي قالب “لونغا” بتوقيع المؤلف وانيس وارطانيان،

أما التراث السوري فلم يغِب عن هذه الباقة مع وصلة موسيقية لأجمل أغنياته، فالختام مع مقطوعة من تأليف (عدنان فتح الله) حملت اسم “دبكة رقم 1”.

كما تخللت المقطوعات السورية السابقة مؤلفات عربية متميزة مع “موسيقا حياتي” للموسيقار (محمد عبد الوهاب)، و “لونغا فرحفزا” لمؤلفها (رياض السنباطي).

وفي تصريح نشره المكتب الإعلامي لدار الأوبرا أعرب قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية المايسترو عدنان فتح الله عن سعادته وسعادة الموسيقيين العارمة بالصعود على المسرح مجدداً، معتبراً أن هذه العودة تتيح تأدية الرسالة النبيلة الحضارية والثقافية التي يمتلكها كل موسيقي والتي تحمل المحبة والسلام، حيث أنه لايمتهن العزف فقط بل يهتم بتقديم موسيقاه للجمهور. ولفت إلى أن الشوق كبير للقاء الجمهور ولتفاعله الإيجابي، مضيفاً أن الحماس والتهافت على شراء البطاقات يشجع الموسيقيين ويحفّزهم على الاستمرار، خاصةً وأن جمهورنا الذي يمتلك ذائقة فنية يأتي إلى الحفلات ليرمم روحه ويلقي عن كاهله هموم الحياة اليومية.

واعتبر المايسترو عدنان فتح الله أن الموسيقا مرتبطة بتاريخ سوريا وثقافتها وتكوين شعبها منذ آلاف السنين، والشواهد التاريخية تؤكد ذلك إذ أننا أصحاب أول نوتة موسيقية، ونحن اليوم نقدّم موسيقا تحمل قيمة فكرية وإنسانية تعكس صورة حضارتنا وثقافتنا، انطلاقاً من مقولة “إذا أردت أن تعرف شعباً تعرّف على موسيقاه”، مؤكداً أن السوريين يمتلكون ما يليق بهم وما يعبّر عن حضارتهم ورقي شعبهم ليقدمونه وينشرونه في كافة أنحاء العالم.

وفي المجال الأكاديمي أضاف عميد المعهد العالي للموسيقا بأن هذا الصرح هو معهد تأهيلي عريق خرّج آلاف الموسيقيين الذين أثبتوا موهبتهم عربياً وعالمياً، وعبّر المايسترو فتح الله عن أمله بأن تلقى الموسيقا في سوريا كل الدعم وأن تتصدّر المشهد الثقافي السوري وتثبت حضورها في كافة المحافل والفعاليات.

وأكد قائد الفرقة بأن الانفتاح الذي تعيشه سوريا اليوم يشكّل فرصة لننشر من خلاله العديد من الرسائل عبر الموسيقا، داعياً إلى الاستفادة منه أيضاً بالنسبة لطلبة المعهد العالي والمهتمين بالموسيقا من خلال التبادل الثقافي والتعرف إلى خبرات وتجارب جديدة.

(أخبار سوريا الوطن-1)