آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » مؤتمر «حلّ الدولتين»: لا فارق ملموساً على الأرض

مؤتمر «حلّ الدولتين»: لا فارق ملموساً على الأرض

 

 

يستبق الزعماء الأوروبيون والخليجيون التلويح الأميركي على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو، بأنّ إسرائيل ستباشر بضمّ الضفة الغربية المحتلّة، كردٍّ على موجة الاعترافات المتصاعدة بالدولة الفلسطينية، بعقد «المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حلّ الدولتين»، الذي يقام برعاية فرنسية – سعودية، وهي المبادرة التي تمّ إطلاقها، للمرّة الأولى، في تموز الماضي.

 

وعلى الرغم من أن الأيام «الحافلة» التي سبقت المؤتمر، شهدت اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية، لكن، وعلى غرار ما حصل في تموز الماضي، سيشكّل رحيل حركة «حماس» عن السلطة، المطلب الرئيس لـ«اليوم التالي» في الأمم المتحدة في نيويورك، وإحدى النقاط التي تتفاوض عليها عدّة عواصم، وفي مقدّمها لندن، وفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية. وعلى النقيض من «الصفقات العقارية الضخمة» التي يتصوّرها بعض الوزراء الإسرائيليين لقطاع غزة، تنصّ خطة إعادة الإعمار التي تدعمها المنظّمة الأممية على إنشاء حكومة تكنوقراط لمدّة عام، وقوّة دولية لحفظ السلام، ورفض الترحيل الجماعي للفلسطينيين.

 

وعلى الرغم من إصرار الدول المشار إليها على تخلّي «حماس» عن سلاحها، يؤكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط في «مجلس العلاقات الخارجية»، ستيفن كوك، أنّ كل دولة من تلك الدول لديها دوائر انتخابية تنتقد إسرائيل إلى حدّ كبير، مشيراً إلى أن «الوضع (في غزة) سيّئ حقّاً. لذا، يشعر القادة أنهم بحاجة إلى القيام بشيء ما، لذلك قرّروا الاعتراف بالدولة الفلسطينية».

 

وفي حين أنّ المخاوف الإنسانية تهيمن على الخطاب العام، يشير بعض الخبراء إلى أن السياسة الداخلية هي «المحرّك الحقيقي» للزعماء الأوروبيين. ومن بين هؤلاء، إليوت أبرامز، الذي يؤكد، في حديث أيضاً إلى «مجلس العلاقات الخارجية»، أن «الاعتراف بفلسطين ليس بغالبيته قضيّة سياسة خارجية في دول من مثل أستراليا أو المملكة المتحدة أو فرنسا، حيث يفوق عدد المسلمين عدد اليهود بنسبة عشرة مقابل واحد أو أكثر»، بل إنّها «خطوة سياسية داخلية تهدف إلى جذب كتلة الناخبين المسلمين».

 

الاعتراف بفلسطين في الغرب ليس قضيّة سياسة خارجية بل خطوة سياسية لجذب الناخبين المسلمين

 

 

من جهته، يرى كوك أنّ الإعلانات الجديدة عن دعم الدولة الفلسطينية، تأتي في وقت تواجه فيه غالبية تلك الدول ضغوطاً من الدوائر الانتخابية المحلية التي تعارض حرب إسرائيل، مشيراً في المقابل، إلى أن التغيير المشار إليه في سياستها، «لن يؤدّي، على الأرجح، إلى فارق ملموس على الأرض بالنسبة إلى الفلسطينيين»، ولا سيما أنه «في اللحظة الراهنة، لا تزال رغبة إسرائيل في إجراء نقاش حول حلّ الدولتين ضئيلة للغاية». من جهتهم، يرى مراقبون آخرون أنه «حتى لو صوّتت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمصلحة إقامة الدولة الفلسطينية، فإن الاعتراف الرسمي لا يزال يتطلّب موافقة مجلس الأمن، وهي خطوة يُجمع كثيرون على أنها غير مرجّحة، نظراً إلى المعارضة الأميركية المستمرة».

 

ويُضاف إلى ذلك، أن التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، وصل إلى مرحلة تقوّض أيّ فرصة حقيقية لإقامة الدولة «المنشودة»، في ظلّ غياب أيّ إجراءات فعلية رادعة. وعلى الرغم من الموقف البريطاني «اللافت» حول الاعتراف بالدولتَين، فمن الواضح، طبقاً للعديد من المراقبين، أن لندن تنسّق موقفها مع واشنطن عن كثب، وتبحث معها الخطوات «التالية» التي يجب اتخاذها.

 

وعشية المؤتمر، نشرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية تقريراً جاء فيه أنّ «الفيتو» الأميركي على قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، الخميس الماضي، سلّط الضوء بشكل أكبر على «العزلة المتزايدة لواشنطن وتلميذتها إسرائيل على الساحة الدولية، بعد ما يقرب من عامين من الحرب». وجاء الفيتو الأخير، بحسب الصحيفة، في الوقت الذي يعتقد فيه ما يقرب من نصف الأميركيين أن إسرائيل ذهبت «بعيداً جداً» في قطاع غزة، وفقاً لاستطلاع أجرته أخيراً وكالة «أسوشيتد برس» بالتعاون مع «نورك»، في ارتفاع يُقدّر بعشر نقاط عن استطلاع شبيه أُجري العام الماضي.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف اختفت “يوغسلافيا” من الخريطة ؟

    القاضي:حسين حمادة   1. التأسيس والوحدة بعد الحرب العالمية الأولى (1918) تأسست مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، وسُمّيت لاحقًا مملكة يوغسلافيا. بعد الحرب العالمية ...