آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » التمييز المخفي: لماذا تحرم الكرة الذهبية العرب من المجد؟

التمييز المخفي: لماذا تحرم الكرة الذهبية العرب من المجد؟

أشرف حكيمي، ياسين بونو، ومحمد صلاح، ثلاثة نماذج عربية متتالية أثبتت أنّ الإنجاز وحده لا يكفي

ماذا يفعل المصري محمد صلاح ليتوّج بالكرة الذهبية؟ أو المغربي أشرف حكيمي ومواطنه ياسين بونو؟ أسئلة تتكرّر سنوياً مع اقتراب الإعلان عن الفائز بالجائزة الأهم في كرة القدم العالمية. لماذا تظل الكرة الذهبية شبه مغلقة على اللاعبين العرب؟

آخر حلقة من هذه الدراما شهدتها قاعة شاتليه الفرنسية قبل أيام، عندما حلّ أشرف حكيمي، قائد منتخب المغرب ولاعب باريس سان جيرمان، في المركز السادس، رغم موسم استثنائي سيظل محفوراً في تاريخ النادي والكرة الأوروبية. ولا أحد يشكك في أداء “أسد الأطلس” في الموسم الفائت، إذ ساهم بشكل مباشر في تتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب الثلاثية المحلية، فسجّل 11 هدفاً، وصنع 14 تمريرة حاسمة، في 55 مباراة، بينها أهداف حاسمة في أدوار ربع ونصف ونهائي دوري الأبطال. ومع كل هذا، جرى إقصاؤه إلى المركز السادس.

وصف نقاد فرنسيون ترتيب حكيمي بـ”الصادم” و”غير المعقول”، فيما قال تيموتي ميمون: “ما الذي كان عليه فعله أكثر ليُتوَّج؟ تأثيره على النادي كان هائلاً، أكبر من ديمبيلي الذي لم يستيقظ إلا في منتصف الموسم”.

وتشير التقارير إلى أنّ إدارة باريس سان جيرمان دعمت ديمبيلي بشكل مباشر لتفادي “تشتيت الأصوات”، مما دفع حكيمي لأن يكون الضحية الكبرى للسياسة الداخلية للنادي. رغم جهوده العظيمة، رجّحت الضغوط والمؤامرات الإعلامية كفّة زميله الفرنسي.

لم يكن حكيمي الحالة الأولى، إذ إنّ “الفرعون” محمد صلاح حقق موسماً مذهلاً مع ليفربول 2024-2025، فسجل 29 هدفاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، الأقوى عالمياً، ليصبح أكثر لاعب فوزاً بجائزة هداف “بريميير ليغ” لأربع مرات، متساوياً مع الأسطورة الفرنسي تييري هنري، وقدّم 18 تمريرة حاسمة، ليحصد جائزة أفضل صانع أهداف في المسابقة. ساهم “الفرعون” بشكل مباشر في تسجيل 57 هدفاً لليفربول خلال 52 مباراة في كل المسابقات، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرّة العشرين في تاريخ النادي، معادلاً رقم مانشستر يونايتد القياسي، وفاز بجائزة لاعب الموسم، وجائزة أفضل لاعب من رابطة الكتاب البريطانيين، إضافةً إلى جائزة رابطة اللاعبين المحترفين، ليصبح أكثر لاعب في التاريخ يحصل على تلك الجائزة.

أما الحارس المغربي ياسين بونو، فقد حقق إنجازات لافتة مع الهلال السعودي، واحتل المركز الخامس في جائزة “ليف ياشين” لعام 2025.

 

 

الحارس ياسين بونو. (وكالات)

الحارس ياسين بونو. (وكالات)

 

وتتكشف الحقيقة القاسية بأن الكرة الذهبية تكاد تصبح حكراً على المهاجمين وصنّاع الأهداف. المدافعون، حراس المرمى، ولاعبو الوسط الذين يصنعون الفارق في المباريات الكبرى يُهملون بشكل شبه كامل. حتى رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس تحدث عن التوازنات المالية في كرة القدم قائلاً: “إذا استثمرت بشكل سيّئ فهذا مدمّر، فالجائزة تستثمر في صورة اللاعبين الأوروبيين والمهاجمين، وتتجاهل من يصنعون المجد من الخلف”.

وتعتبر الكرة الذهبية غير محظورة رسمياً على العرب، لكنها شبه مستحيلة في الواقع، إذ ثمة تحيّز واضح لصالح المهاجمين الأوروبيين، فضلاً عن غياب دعم الإعلام والسياسة الكروية العربية والدولية، فضلاً عن مصالح الأندية التي تختار دعم لاعب على حساب آخر.

أشرف حكيمي، ياسين بونو، ومحمد صلاح، ثلاثة نماذج عربية متتالية أثبتت أنّ الإنجاز وحده لا يكفي. الجائزة تحكمها مصالح الأندية، النفوذ الإعلامي والسياسي، وصورة اللاعب في أوروبا أكثر من أيّ معيار موضوعيّ.

يصنع العرب المجد، لكن منصّات التتويج تبقى معادلة شبه مستحيلة لهم، حتى وإن كانت أرقامهم وإنجازاتهم تتحدى التاريخ.

اخبار سورية الوطن_ 2_وكالات _النهار اللبنانية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

توقيف مشجعين لروما

    أفاد مصدر آخر في وكالة فرانس برس بأن المشجعين الإيطاليين كانوا يحملون عصياً ومجارف وقبضات حديدية تُعرف بالبرجمية، في أرجاء وسط مدينة نيس، ...