زكية الديراني
«سوريا ليست أرضاً صالحة للتصوير». عبارة يختصرها أحد صنّاع الدراما العربية في وصفه لأسباب هجرة شركات الإنتاج من دمشق إلى بيروت.
فقد انعكست التغيّرات السياسية الأخيرة على صناعة الدراما في دمشق. بعدما كانت سوريا رائدة في الصناعة الدرامية وصلت اليوم إلى مرحلة حساسة ودقيقة قد تؤدي تباعاً إلى هجرة شركات الإنتاج، ما يدعو إلى التساؤل عن مصير البلد كعنصر أساسي في صناعة الدراما العربية.
هذه الخطوة اتخذتها شركات الإنتاج السورية واللبنانية بعد التضييق على الحريات وتقليص المساحة المعطاة من ناحية التصوير ومواضيع الأعمال. هكذا، فضّلت تلك الشركات مغادرة سوريا والتوجه نحو لبنان لضمان الموسم الدرامي وتجنّب أحداث مفاجئة قد تعكّر صفو الدراما الرمضانية، خصوصاً أنّ تلك الشركات تخصّص ميزانيات ضخمة لهذه المشاريع، وأي دعسة ناقصة قد توقعها في مشكلات إنتاجية هي في غنى عنها.
شركات الإنتاج تغيّر خططها
إبان سقوط نظام بشار الأسد، فتحت الدول الخليجية والعربية ذراعيها لمشاريع درامية سورية تُحاكي الواقع الاجتماعي والسياسي خلال حكم نظام بشار الاسد. يومها، ألمحت تلك الدول من بينها قطر والسعودية، إلى أنّها تحمل مشاريع درامية ستُصوّر في سوريا. لكن مع التطورات اللاحقة، من مجازر ورقابة وتضييق على الحريات تحت حكم الرئيس الانتقالي الحالي أحمد الشرع، وجدت الشركات أنّ سوريا لم تعد أرضاً صالحة للتصوير الدرامي، أقله في هذه المرحلة، ريثما تتضح صورة الأمور واتجاهاتها.
«صباح إخوان»: 6 مسلسلات في لبنان
حسمت شركات الإنتاج العربية باكراً أماكن تصوير مسلسلاتها لرمضان 2026. وسيشهد السباق تصوير قرابة ستّة مسلسلات سوريّة في بيروت، تؤدي بطولتها مجموعة نجوم سوريين غالبيتهم لم تعرف بمواقفها السياسية الحادة.
صحيح أنّ المسلسلات السورية انتقلت إلى التصوير في بيروت، لكن المفاجئ هو قرار شركة «صباح إخوان» بتصوير مسلسل «مولانا» (تأليف لبنى حداد وإخراج سامر البرقاوي) في بيروت. يلعب بطولة العمل النجوم السوريون تيم حسن ومنى واصف ونور علي وغيرهم.
اللافت أنّ قرار الانتقال إلى بيروت جاء بعدما كانت الشركة اللبنانية قد بنت استديوهات ضخمة في دمشق حيث صوّرت ثلاثة مسلسلات لتيم حسن هي: «الزند» و«تاج» وأخيراً «تحت سابع أرض»، جميعها من إخراج سامر البرقاوي، قبل أن تعود إلى بيروت بمسلسل «مولانا»، مع تصوير بعض المشاهد في سوريا.
وجدت الشركة أنّ دمشق لم تعد مكاناً آمناً للتصوير، وربما أيّ تطور قد يعرقل عمل النجم السوري الذي تُرصد له ميزانية ضخمة. ويتردد في الأوساط الفنية أنّ تصوير «مولانا» في بيروت، جاء بطلب من النجم تيم حسن، تخوفاً من الأوضاع في سوريا. مع العلم أنّ التغيرات السياسية في سوريا كادت أن تطيح بالموسم الدرامي الماضي، إذ تجمّد التصوير أسابيع عدة، قبل أن تنتهي الشركات من أعمالها على عجل.
على الضفة نفسها، لن تكتفي «صباح إخوان» بتصوير «مولانا» في بيروت، بل تستعد لتصوير مسلسل ثان يجمع النجمين السوريين قصي خولي وكاريس بشار بعنوان مبدئي هو «على قيد الحياة» (إخراج رامي حنا). أما المشاريع المصرية فستُصوّر جميعها في القاهرة، بعد عودة التعاون مع شركات الإنتاج المصرية.
«ميتافورا» القطرية تدخل بقوة
من جانبها، قررت شركة «ميتافورا» القطرية تصوير جميع مسلسلاتها الرمضانية في بيروت، وتتضمن أعمالاً تنتقد حقبة نظام الأسد. إذ تشارك بأربعة مسلسلات دفعة واحدة هي: «الخروج إلى البئر» (تأليف سامر رضوان ــ بطولة جمال سليمان وكارمن لبس) و«المستور» الذي يجمع بين الدراما والكوميديا السوداء، و«السوريون الأعداء» الذي ينطلق من «مجازر النظام السوري وصولاً إلى ثورة 2011». كما تعود الشركة لتقديم الموسم الثالث من «ما اختلفنا»، وهو كوميدي ساخر يضمّ نجوماً سوريين ولبنانيين.
اللافت أن غالبية تلك المسلسلات ستكون انتقاداً مباشراً للنظام السوري السابق، بدءاً من حافظ الأسد وصولاً إلى الابن بشار، من دون وضوح في طريقة المعالجة.
«غولدن لاين» تدخل السباق
في السياق نفسه، بدأت شركة «غولدن لاين» السورية تصوير مسلسل «سعادة المجنون» (تأليف علاء مهنا وإخراج سيف الدين سبيعي ـ بطولة سلافة معمار وعابد فهد) في بيروت، ويروي قصة جريمة غامضة تتشابك مع أحداث إنسانية واجتماعية. وكانت الشركة السورية المنتجة قد أعلنت أخيراً عن مغادرتها العمل في دمشق لتتجه إلى بيروت وبعض العواصم الخليجية.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
