آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » مئات الآلاف صامدون في غزّة: مخطّط التهجير يتعثّر مجدّداً

مئات الآلاف صامدون في غزّة: مخطّط التهجير يتعثّر مجدّداً

 

 

يوسف فارس

 

 

على الرغم من كثافة النيران وتصاعد وتيرة المجازر الجماعية وتدمير الأبراج السكنية والمربّعات المأهولة على رؤوس سكانها في مدينة غزة، لم يحقّق جيش الاحتلال ما كان يأمله من إخلاء كامل لسكان المدينة إلى جنوب القطاع ووسطه، إذ تبقّت كتلة صلبة من الأهالي الرافضين لفكرة النزوح، صامدة في أماكنها. ويخوض هؤلاء الذين تزعم المصادر الإسرائيلية أن تعدادهم لا يتجاوز الـ300 ألف مواطن، بشكل يومي لعبة دائمة مع الموت، حيث ينتقّلون من المناطق التي تتركّز فيها الغارات إلى أخرى أقل توتراً، وحين يعود الهدوء النسبي إلى أحيائهم، يعودون إلى ما تبقّى فيها من خرائب.

 

وتتركّز معظم هذه الكتلة السكانية في الوقت الحالي في مخيم الشاطئ وأحياء الدرج والتفاح الغربي والرمال والصبرة والزيتون، فيما يعمّق العدو توغّله إلى عمق المراكز الحيوية، واصلاً بدباباته إلى شارع النصر ومحيط مفترق الصناعة ومنطقة الجامعات في حي الرمال.

 

ويسيطر جيش الاحتلال، حالياً، على كامل أحياء الشمال الغربي والشمال الشرقي للمدينة، وهي الشيخ رضوان وأبو إسكندر والنزلة والنفق وحتى شارع الجلاء غرباً، والشيخ رضوان الغربي والنصر والكرامة والمقوسي والمخابرات وحتى الشاطئ الشمالي، ما يعني أن كامل غزة بأحيائها الشمالية والشرقية والجنوبية، تقع بين السيطرة البرية والتوغّل الكامل أو الإسقاط بالنار بواسطة طائرات «الكوادكابتر» ووسائط المدفعية.

 

وسط ذلك، وعلى الرغم من تعهّدها بالبقاء في المدينة طالما تواجد السكان، أخلت معظم المؤسسات الدولية، وفي مقدّمتها «أطباء بلا حدود»، مدينة غزة إلى جنوب القطاع ووسطه، فيما تعاني المؤسسات الطبية التي لا تزال تقدّم الخدمة الصحية للأهالي من حصار بالنار، ولا سيما مستشفى «الشفاء» غرب المدينة ومستشفى «الأهلي المعمداني» شرقها. أما مستشفيات «النصر» و»الحلو» و»العيون» وعيادة «الشيخ رضوان»، فأخرجها جيش الاحتلال عن الخدمة تماماً.

 

مجازر تطاول عائلات ممتدّة رفضت التعاون مع الاحتلال ضد المقاومة

 

 

على أنه بدا في الأيام الماضية أن العدو غيّر من سياسته، من الإخلاء الكامل للسكان بالنار، إلى محاولته الإبقاء على كتل سكانية مسيطَر عليها. ويؤكّد مصدر من عائلة بكر التي تسكن منطقة الشيخ عجلين والشاطئ، لـ»الأخبار»، أن مختار العائلة تلقّى اتصالاً من ضابط استخبارات إسرائيلي عرض عليه أن تبقى العائلة الممتدّة في منازلها، وأن تتلقّى عرضاً تاماً بالأمان، في مقابل أن تشكّل مجموعات مسلّحة تتعاون مع جيش الاحتلال أمنياً، وتستهدف عناصر المقاومة إن تحرّكوا في الحيّز الجغرافي الذي تسكنه العائلة.

 

ويقول المصدر إن «مختار عائلتنا ردّ بأن النزوح والموت أهون عليه وأشرف من العمالة والخيانة، وطالب كل شبان عائلتنا بالنزوح وترك الديار. ورداً على ذلك ارتكب جيش العدو مجزرة بحق أبناء العائلة بقصف منازل مأهولة على رؤوس سكانها سقط فيها العشرات من الشهداء والمصابين».

 

كذلك، وقعت حادثة مماثلة مع عائلة دغمش، وهي واحدة من أكبر العائلات الغزية الأصيلة التي تسكن حيَّي الصبرة وتل الهوا جنوب مدينة غزة، ولم تكن طوال السنوات الماضية على توافق مع حركة «حماس» عموماً، والأجهزة الأمنية التابعة لها خصوصاً، لكنّ العائلة سجّلت موقفاً واضحاً ومشرِّفاً، برفض التعاون مع الاحتلال، ودفعت ضريبته بالنزوح، وبالعشرات من الشهداء والمصابين الذين سقطوا في مجزرة كبرى ارتكبها جيش العدو بحقّها.

 

وفي مقابل ذلك، تشهد ظاهرة التعاون مع الاحتلال توسّعاً في المناطق التي يعمل فيها جيش العدو؛ إذ سُجّلت خلال الأيام الأخيرة ثلاث حالات في مناطق شمال وادي غزة، الأولى في حي الشجاعية، والثانية في حي الشيخ رضوان، والثالثة في مناطق محافظة الشمال. ووفقاً للتقديرات، فإن تعداد هؤلاء لا يتجاوز بضع عشرات من المسلّحين. وكانت استدرجت المقاومة وحدة من العملاء في محيط «المستشفى الميداني الأردني» جنوب مدينة غزة، وقتلت مجموعة مسلحة منهم.

 

كما شهدت الأيام الثلاثة الماضية تنفيذ المقاومة عدداً من الكمائن والعمليات الميدانية، أبرزها وقع في مناطق شمال غرب مدينة غزة، وتحديداً منطقة الأبراج المصرية في حي الكرامة. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، فقد نفّذ المقاومون إغارة على موقع ميداني لجيش الاحتلال، وخاضوا اشتباكات بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر، وفجّروا بواسطة عبوات «العمل الفدائي» ناقلتَيْ جنود، ما تسبّب في إصابة 11 جندياً من بينهم ضابطان بجروح متفاوتة.

 

وأعلنت «سرايا القدس»، بدورها، عن قنص جندي إسرائيلي في حي النصر، في حين وزّع «الإعلام العسكري» التابع لـ»كتائب القسام» مشاهد مصوّرة أظهرت التحام مقاوميها بشكل مباشر مع جيش الاحتلال في مناطق شمال القطاع. كما نشرت الكتائب مقاطع أظهرت تفجير المقاومين عبوات ناسفة واستهداف ثلاث ناقلات جنود في حي تل الهوا.

 

وعلى الرغم من تواصل الفعل المقاوم وتنوّعه، فإن التجربة الميدانية السابقة تنبئ بأن زخم الفعل الميداني يبدأ بعدما يثبّت الاحتلال قواته في المناطق التي يتوغّل فيها بأسابيع؛ إذ تمرّر المقاومة مرحلة الزخم الناري والتمهيد المكثّف والنشاط الاستخباراتي الشديد الذي لا يمكن أن يستمر طوال الوقت، إلى ما بعد تثبيت القوات وتراخي كل تلك الإجراءات.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مذكرة سرّية تهزّ إسرائيل: الجيش يعترف بأن حرب غزة “بدون هدف سياسي” وتعرّض الرهائن والجنود للخطر

ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الأركان إيال زامير حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الهجوم العسكري على غزة، ومن أن العملية تفتقر لنهاية سياسية ...