الشاعر مصطفى عبدالله عثمان
عَبــــــــثاً سَتطفِــئُ حُلمنَا الْأَقـــــــــــدارُ
مَـــا دامَ يُشرقُ فِــــــــي الْوُجودِ نَهارُ
هَذيْ دِمشقُ وَإنْ تَهدَّجَ بَوحُها
وَ أَصــــــــابَ أَرضَ الْيَاسَمينِ دَمارُ
وَ تـــمرَّدَ الــــــفُلُّ الــــــذِّي يجـــتاحُــــــنَا
و تَظاهرَ النِّســــــــــريـــــــنُ و الــــــــــنَّـــــــوارُ
وَ تَكسَّرَ الصَّمتُ الـــذيْ يَغــــــــتالُنَا
وَ تَقـــــاتَــــــــــــلَ الْــــجُــــــوريُّ وَ الــــــصَّبَّارُ
تَبـــــقَى دمشقُ بِنورِهَــــا وَأَريجــــهَا
عطرَ الرِّجالِ وقدْ كَساهَا الغَارُ
مَـــــــــــــــاذَا أَقولُ مــــنَ الْكلامِ أَحــــبَّتيْ
فَالفِعلُ فَوضَى وَالكَلامُ خُــــــــــوارُ
مَـــا عادَ فِــــي دُنيَا الْعروبةِ عَاقــــــلٌ
فَكأنَّ مَــــــنْ رَكبُوا الْعُروشَ صِغارُ
وَ كــــــــــــأنَّ إِفقارَ الشُّعوبِ سِياسةٌ
بِخِتامِــــــــــــــــــــها أَوطَانــــــــــــــــنَا تَنـــــــــــــــــــــــــــهارُ
فِــــــــــــــــــي كــــــــــــــلِّ زَاويةٍ هُناكَ فَضيحَةٌ
لِلمُــــــفسدِينَ….وَ دولـــــــــةٌ تَحــــــــــــــــــــتَارُ
قَتلتْ جُيوشُ الفَاسدِينَ صَباحَنَا
وَ قـــــــــــــــدِ اسْتباحَ مساءَنَــــــــــــــــا سِمسَارُ
زَكمتْ أُنوفَ النَّاسِ بعضُ فِعالِهمْ
مَــــــــــــــــا لِلــــــــــــفَسادِ أَحــــــبَّتـــــــــــــــــيْ أَســـــــــــــــــرَارُ
وَ تَسلَّلــــــــوا تحــــــتَ الــــــدُّجى وَ بِغفلَةٍ
ركِبُوا الْـــــــــــــــــــجموعَ فَحيَّروهَا وَحَارُوا
يَستكثرُونَ علَى الشُّعوبِ نَصيبَهَا
وَ نَصيبُـــــــــــــهَا الــــــــــــــتَّدجِينُ و الإِفــــــقَــارُ
لـــــــــمْ يَتركُـــــــــــــــوا فِـــي حلمِنَا وَصَباحِنَا
إِلَّا بَــــــــــقايَــــــــــــــــا خَرابِــــــهــــــــــــمْ وَ شِعـــــــــــــــــارُ
سُتونَ عامَــــاً وَ الـــــــــــضِّباعُ تَعملقَتْ
وَ شُعوبُ أمَّـــــتي كَـــــالقَطيعِ تُــــــــــــــدارُ
نَهبتْ ذِئابُ الغَربِ بعضَ بِلادِنَا
وَ التَّافهونَ كَــــــــما الْعدوُّ أَغـــــــــــــــــــــارُوا
جَـــــاؤُوا كَـــــــــــأسرَابِ الْـــــــــجَرادِ فَحيثُـــمَا
حــــــــــــــــــــــــــطَّ الفساد تَصــــــــــحُّرٌ وَ قِــــــــــــفــارُ
وَالأَرضُ مُلكُ الشَّعبِ مهمَا تَآمَروْا
و اسْــــــــــــــتكبَرَ الْـــــــحكَّامُ فــــــيهَا و جَـــارُوا
و العدلُ صِنوُ الْمُلكِ تِلكَ حَقيقَــــــةٌ
و الظُّلــــمُ فِــــــي حُـــــكمِ الشُّعوبِ دَمارُ
و الشَّعبُ مثــــــــــلُ الْفجرِ لَا قيـــــــــــــــدٌ لَهُ
وَ متَى اسْتقَامَ مــــــــعَ الشُّعوبِ حِصارُ
لــــــــــنْ يُـــــــــــرهِبَ الّليلُ النَّهارَ وَكلَّمَا
اشــــــــتدَّ الـــــــــظَّلامُ تَفجَّـــــرتْ أَنْـــــوارُ
تِيهِي دِمشقُ فَإنَّ مَجدَكِ وَارِفٌ
وَ لِأجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلِ مَجدكِ كُلُّنا ثُوّارُ
هَــــــــــــذَا صَباحُكِ قدْ أَطلَّ حَبيبتِيْ
لنْ يَحجبَ الْفجرَ الْجَميلَ سِتارُ
هذَا صَباحُكِ يَا دِمشقُ فَأَشرقِي
فِــــــــــي كـــــــلِّ فَــــجٍّ نَـــهـــضَــــةٌ وَ عَـــــــمَارُ
هَذي الْجراحُ النَّازفَاتُ جِراحُنَا
وَعَلى ضِفافِ الْجرحِ أَورقَ غَارُ
إنَّ السِّياسَةَ كَـــــــــالـــبَغاءِ فَحيثُـــــمَا
انـــــتــــــــــــشَرَ الْبَغاءُ تَســــــيَّدَ الــــــعُـــــهَّارُ
وَ إذَا تَصدَّرَ فِي الْمَجالسِ جَاهلٌ
عـــــــمَّ الْـــــــــــــــــــــــمَجالِسَ خَيبـــــةٌ ودُوارُ
وَ إذَا تَحــــكَّمَ بِـــــــالعِــــــــــــبادِ مُقـــــــاوِلٌ
نُهِبَتْ عــــــــلَى أَهوائِـــــــــهِ الْأَمْـــــصارُ
السَّارقُــــــــــــــــــونَ بِـــجــــهــــلِهــــــــــــمْ أَعمَارَنَــــا
الـــــــــــــــــــمُتخمُونَ بـــــــــــأيِّ حـــــــــقٍ صَارُوا
باعُوا الْمَبادِئَ وَاسْتباحُوا حُقوقَنَا
أوَ ليسَ نهبُ حُقوقِنَا اسْتعمَارُ.؟
يَــــــــــــــــــــا لَـــــــــــــعنةَ الْقتلِ الدَّنيءِ بِأَرضِنا
غَضبٌ تَفجَّرَ فَـــــــــــــالحَليمُ يَحـــــــــــــــــــارُ
هـــــــــــيَ لُـــــعبةُ الْــــقتلِ الْتِــــــــــــــــي تَغْتالُنا
لِتَــــــــــــــــــتوهَ فِـــــــــــــــي ظُلُماتِهَا الْأَبــــــــــــــصَارُ
إِنَّ الْخِـــــيانَــــــــــــةَ خِسّــــــــــــــةٌ وَ تَواطُؤٌ
وَ مــــــــعَ الْخِيانِةِ لَا يَجـــوزُ حُـــــــــوارُ
يَا زَارعِينَ الْموتَ فَوقَ صُدورِنَا
حُــــــــــــــــــــــــــــــــبّاً سَنزرَعُ مَـــــا لَدينَا خِيارُ
إنْ ضيَّعَ الَّليلُ الطَّويلُ دُروبَـــــنَا
ستضيئُ دربَ نَهارِنَا الْأَقـــــــــــــــــــمَارُ
طرطوس- آذار- 2011
*هذه القصيدة الرائعة كتبها الشاعر في بداية الثورة التي شهدتها سوريا وألقاها في اكثر من مكان
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)