المهندس نضال رشيد بكور
في حياة الإنسان ، مهما امتدت به الأعوام ومهما اتسعت تجاربه ، يظل هناك خيط رفيع يربط الأرض بالسماء ، والعقل بالقلب ، والجهد بالطمأنينة .
كثيرون يملكون الحكمة والفكر الثاقب ، يعرفون أسرار التاريخ ويقرأون صفحات الكتب بعمق ، لكن سرّ الطمأنينة الحقيقية يبقى في ذلك اللقاء الصغير الذي لا يتجاوز دقائق معدودة ، حين يقف المرء بين يدي خالقه.
الصلاة ليست واجباً فحسب
بل هي استراحة العقل المفكر ، وملجأ الروح المتعبة ، ومصدر نور للإنسان الذي يبحث عن صفاء داخلي لا تمنحه مقالات ولا يمنحه علم ، بل يمنحه ذاك السجود العميق.
كثيرون وجدوا أن قراءتهم للقرآن ازدادت إشراقاً حين مزجوها بركعات خاشعة ، وكأن المعاني تنفتح أكثر ، وكأن الكلمات تصبح حياة تتحرك لا مجرد نصوص تُتلى .
وربما كانت الصلاة في خريف العمر أعظم هدية يمنحها المرء لنفسه : لحظة صفاء ، مصالحة شاملة مع الكون ، ومفتاحاً لطمأنينة لا يزول أثرها.
إن العقل الكبير حين يضيف إلى معارفه جلال السجود ، يصبح أعظم وأعمق ، كالشجرة التي اكتمل ظلها وثمرها ، فأصبحت مأوى وملجأ. وما أجمل أن يختتم الإنسان سطور حياته بأجمل ختام :
سطور مكتوبة بالسكينة ، مختومة بالركوع والسجود ، كأنها توقيع الروح على صفحة العمر
(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)