آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ليتر وسكي وحفلة ترفيه

ليتر وسكي وحفلة ترفيه

لم ينس العالم بعد جلسة مجلس الأمن ٤٧٠١ تاريخ ٥ شباط ٢٠٠٣ التي سوغت فيها الولايات المتحدة غزو العراق عندما كذب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول على العالم وأعلن امتلاك إدارة جورج بوش الابن أدلة قاطعة على إخفاء العراق أسلحة دمار شامل.
بعد تدمير العراق وتحويله إلى دولة فاشلة اعترف باول “بعظمة لسانه” كما يقولون بكذبته الشنيعة التي قتل بسببها مئات الآلاف من العراقيين والأميركيين وتدمير بلد بالكامل مكتفياً بالتعبير عن الندم والأسف لتلطيخ سمعته وتاريخه المهني وتوقف الزمن والتاريخ عند هذا الحد ولم تتحرك أي جهة قانونية أو منظمة دولية لملاحقة إدارة بوش الابن على جرائمها المستمرة حتى اليوم.
تعيد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع حلفائها الأوروبيين ذوي الصيت الاستعماري الدموي والإرهابي اليوم محاولاتها لإقناع العالم بمزاعم وفبركات إعلامية أبطالها إرهابيون في تنظيمات إرهابية دولية مدرجة على قوائم الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب تتهم سورية باستخدام أسلحة سامة في سراقب التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
تخضع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كغيرها من المنظمات الدولية للضغوط الغربية والأميركية وتخالف قواعدها وتصدر تقارير مسيسة ضد سورية، وتستخدم واشنطن كل أنواع التحايل والرشى لدفع أعضاء المنظمة لتأييد هذه التقارير التي تخالف أبسط الشروط الفنية والعلمية لعمل الوكالة التي سبق وأعلنت قبل سنوات انتهاء برنامج الأسلحة الكيمائية السورية وإيفاء سورية بكل واجباتها في هذا الشأن.
تدور الأحاديث علنا داخل المنظمة أن المندوبين الفرنسي والدنماركي توليا الالتقاء بأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيمائية حاملين معهم الاغراءات والهدايا وقوارير “الويسكي” لإقناعهم ودفعهم لتأييد التقرير الأخير ضد سورية والجلسة المزمع عقدها خلال الشهر الجاري لحرمان سورية من حقوقها كعضو في المنظمة في سابقة خطيرة وغير مسبوقة.
الفارق الوحيد بين كذبة كولن بأول الشنيعة التي أدت لغزو وتدمير العراق وبين الأكاذيب التي تحاول واشنطن وحلفاؤها اقناع العالم فيها اليوم ضد سورية هو المكان والزمان والواقع والأرض والحلفاء وكلها عوامل تحول دون إمكانية تكرار جلسة مجلس الأمن ٤٧٠١ والعدوان الغربي الواسع على سورية رغم التحذير الروسي للدول الغربية من تكرار السيناريو الذي تم تطبيقه في العراق.
للمرة الأولى في تاريخ منظمة الأسلحة الكيمائية تثار في مجلس الأمن قضية الضغط السياسي على الدول النامية في المنظمة وخطره على نظامها وآلية عملها واستمرارها والسبب هو السلوك المشين لعدد من الدول الغربية في التأثير على أعضاء المنظمة في الموضوع السوري لدرجة وصل الأمر ببعض الأعضاء الأوروبيين إلى دفع رشى ودعوة الأعضاء لحضور جلسات ترفيه تتضمن عرض أفلام وثائقية مضللة ومزيفة عن سورية أعدت في الغرف المظلمة للاستخبارات البريطانية والأميركية.
لم يعد سراً أن رعاة الإرهاب الذين خسروا المعركة العسكرية في سورية يحاولون تعويض ذلك بزيادة الضغوط السياسية على الحكومة السورية لدفعها الخضوع إلى إملاءاتهم في العملية السياسية وهذا الأمر تدركه القيادة السورية وترفضه رفضاً قاطعاً الأمر الذي نر منعكساته في زيادة الضغوط السياسية على الدول التي حاربت الإرهاب وتشديد الإجراءات القسرية الاقتصادية على الشعب السوري.
إن التحرك الغربي الأميركي ضد سورية على صعيد أسلحة الدمار الشامل يحمل بين طياته أخطاراً يجب الاستعداد لها سياسياً وعسكرياً في ظل تشابك الأزمات التي تعصف في المنطقة ويجب على حلفاء سورية إعلان مواقفهم الصريحة إزاء أي تحرك عدواني أميركي غربي يشمل جبهات متعددة في المنطقة في ضوء استحالة حدوث أي غزو أميركي مباشر لسورية وهذا قد يدفع رعاة الإرهاب إلى أحياء فلولهم الإرهابية على مساحة تأثيرهم في المنطقة.

(سيرياهوم نيوز-الثورة١٨-٤-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد الفيتو الامريكي على وقف القتل: خطوتان مجديتان

  ا. د. جورج جبور       الخطوة الأولى: *انتقال صلاحيات مجلس الأمن الى الحمعية العامة بموحب قرار التوحد من أجل السلم. يتخذ قرار ...