رشيد الحداد
واكبت جبهة الإسناد اليمنية، الذكرى الثانية لعملية «طوفان الأقصى»، بسلسلة عمليات جوّية طاولت أهدافاً عدّة في إيلات جنوب فلسطين المحتلة. وأكّدت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، وقوع هجوم واسع بطائرات مسيّرة طاول العمق الإسرائيلي، في حين زعم جيش الاحتلال أنه أسقط 4 مسيّرات انطلقت من اليمن، وكانت متّجهة نحو إيلات. وتأتي هذه العملية الجديدة رغم تجدّد المفاوضات بين حركة «حماس» والعدو الإسرائيلي، وفي وقت أعلنت فيه صنعاء، أنّ إنهاء عملياتها رهن طلب من المقاومة الفلسطينية.
ومنذ انطلاق جبهة الإسناد اليمنية بعد أسابيع قليلة على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تتوقّف عمليات هذه الجبهة التي تراوحت بين استهداف الكيان وبين ضرب ملاحته. وكشفت إحصائية حديثة للعمليات البحرية اليمنية، أنّ نحو 228 سفينة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي جرى استهدافها في البحرين الأحمر والعربي، في حين بلغ مجمل الهجمات التي نفّذتها صنعاء، ضدّ إسرائيل قرابة 1900 عملية بواسطة صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة.
ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات والإنفاق العسكري، خاضت قوات صنعاء، معركة بحرية غير مسبوقة مع الولايات المتحدة تمكّنت فيها من تحدّي الهيمنة البحرية الأميركية في البحر الأحمر، وكبّدت واشنطن خسائر مادية ومعنوية. وانتهت هذه المعركة بانسحاب القوة البحرية الأميركية الضاربة، في حين احتفظت «أنصار الله» بزمام المبادرة.
وإلى جانب استمرارها في تنظيم الحركة الملاحية في البحرين الأحمر والعربي، تواصل صنعاء، تثبيت معادلة عسكرية بحرية وجوّية، عنوانها منع مرور أي سفينة مرتبطة بالكيان، تعطيل ميناء إيلات بشكل كامل، وضرب الملاحة الجوّية عبر فرض حظر جوّي على مطار «بن غوريون» في تل أبيب، بدأ منذ الرابع من أيار الماضي، وأجبر عدداً كبيراً من شركات الطيران الدولية على وقف التحليق في أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلّة. ولم تتوقّف عمليات الإسناد اليمنية عند استهداف مطار «بن غوريون»، بل اتّسعت لتطاول الحركة الملاحية في مطار «رامون» الذي يمثّل البوابة الجنوبية للكيان، وكذلك ضرب السياحة في إيلات.
وعلى مستوى الإمكانيات، تمكّنت صنعاء، في أثناء العامين الماضيين من تطوير سلاح ردع استراتيجي، رغم التحدّيات. وصارت تمتلك صواريخ فرط صوتية انشطارية متطوّرة وطائرات مسيّرة حديثة قادرة على المناورة والوصول إلى أهدافها في عمق إسرائيل. وفي هذا الإطار، يؤكّد الخبير العسكري، مجيب شمسان، لـ«الأخبار»، أنّ «اليمن يحتفظ بزمام المبادرة عبر الحفاظ على أسلحة نوعية لم تُستخدم بعد». ويشير إلى أنّ «قوات صنعاء، تعدّ عدّتها في ما يتعلّق بالرد على أي عدوان على اليمن سواء كان أميركياً أو عبر أدوات في المنطقة وحتى في مواجهتها مع العدو الإسرائيلي».
وفي المقابل، تعرّض اليمن لعدوان أميركي – إسرائيلي، بأكثر من 2843 غارة، في أثناء العامين الماضيين. ووفقاً لمصادر في صنعاء، فإنّ الخسائر الأوّلية المباشرة الناجمة عن ذلك العدوان، تجاوزت 4 مليارات دولار في الموانئ والمطارات ومصانع الإسمنت ومحطات الطاقة.
ووفق الإحصائيات المعلنة، فإنّ خسائر مطار صنعاء وحده بلغت 500 مليون دولار جرّاء العدوان الإسرائيلي المتكرّر الذي أدّى إلى تعطّل حركة الملاحة الجوّية، في حين قدّرت «مؤسسة موانئ البحر الأحمر» الخسائر المباشرة في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، بأكثر من 1.3 مليار دولار، فضلاً عن أضرار لحقت بمصانع الإسمنت في عمران وباجل.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار