من الطبيعي أن يسعى الأهل إلى تربية أطفالهم على القيم الأساسية مثل الصدق، والاحترام، والعمل الجاد، لكن هناك حقائق بسيطة — تصفها دراسات علم النفس بأنها «كنوز صغيرة من الحكمة» — يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في حياة أي طفل.
في تقرير موسّع نشرته مجلة «تايم»، تحدّث عدد من المعالجين النفسيين عن العبارات والمفاهيم التي يتمنّون لو يعرفها كل طفل منذ الصغر، لأنها تساعده على بناء المرونة النفسية والثقة بالنفس والوعي بالمشاعر.
1. الناس الأشرار يُظهرون فقط شعورهم تجاه أنفسهم
توضح المعالجة النفسية إيمي مورين أن المتنمّرين لا يؤذون الآخرين لأنهم أقوياء، بل لأنهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم. فالكلمات الجارحة تعكس ما بداخل الشخص، لا ما فيك أنت. هذا الفهم لا يبرّر التنمّر، لكنه يعزّز لدى الطفل التعاطف والإدراك أن المشكلة ليست فيه.
2. استمع إلى «ملاك كتفك»
تشرح مورين للأطفال أن داخل كل شخص صوتان: أحدهما يشجّع على الصواب، والآخر يدفع نحو القرارات الخاطئة. الإصغاء إلى «ملاك الكتف» يمنح الطفل إحساساً بالمسؤولية والثقة عند اتخاذ القرار.
3. طلب المساعدة شجاعة لا ضعف
تقول المعالجة نَفين خلفان من مركز Headspace: «طلب المساعدة لا يعني الضعف، بل هو شكل من أشكال القوة». فتعويد الطفل على طلب الدعم عند الحاجة يعلّمه التعاون من دون أن يشعر بأنه فقد استقلاليته.
4. ليس على الجميع أن يحبّك — وهذا طبيعي
ينشأ كثير من الأطفال وهم يسعون إلى إرضاء الآخرين، لكن خلفان تؤكد أن محاولة كسب القبول الدائم تجعل الطفل يفقد هويته. القبول الذاتي يبدأ حين يدرك أنه «كافٍ كما هو».
5. ليست كل فكرة في رأسك صحيحة
تشجّع المعالجة ناتالي برنشتاين الأطفال على الشكّ في أفكارهم السلبية وعدم اعتبارها حقائق. تنصحهم بالتساؤل عن مصدرها والنظر إليها بفضول بدلاً من تصديقها فوراً.
6. القلق يسكن المستقبل لا الحاضر
توضح برنشتاين أن غالب ما نقلق بشأنه لا يحدث فعلاً، وإن حدث يكون أهون مما تخيلنا. لذلك من الأفضل أن نواجه المواقف عند وقوعها، فغالباً نكون أقوى مما نعتقد.
7. الخطأ لا يجعلك سيئاً بل متعلّماً
عندما يدرك الطفل أن الفشل جزء من النمو، يصبح أكثر شجاعة في التجربة
عندما يدرك الطفل أن الفشل جزء من النمو، يصبح أكثر شجاعة في التجربة
تقول خلفان: «العالم يتوقع الكمال من المرة الأولى، لكن التعثر هو الطريق الطبيعي للتعلّم». عندما يدرك الطفل أن الفشل جزء من النمو، يصبح أكثر شجاعة في التجربة وأقل خوفاً من الإخفاق.
8. كل المشاعر مقبولة، لكن الأفعال المؤذية ليست كذلك
من الطبيعي أن نغضب أو نحزن، لكن المهم هو كيف نعبّر. الأطفال الذين يتعلمون التفريق بين الشعور والسلوك يصبحون أقدر على التعبير من دون إيذاء الآخرين.
9. جسدك ملكك وحدك
من حق الطفل أن يرفض اللمس أو العناق إذا لم يشعر بالراحة. هذا المبدأ، كما تقول خلفان، يعلّمه معنى الحدود الشخصية ويمنحه شعوراً بالأمان في علاقاته.
10. إذا استطعت أن تُسمّي الشعور، يمكنك التحكم به
التعبير عن المشاعر مهارة مكتسبة. عندما يتعلم الطفل تحديد ما يشعر به — غضباً كان أم خجلاً أم خيبة — تقلّ حدة العاطفة ويصبح أكثر قدرة على التعامل معها.
11. أنت محبوب لما أنت عليه، لا لما تفعله
في عالم يربط القيمة بالإنجاز، يحتاج الأطفال إلى سماع أن الحب لا يُكتسب بالأداء. الحب غير المشروط يعزز لديهم الأمان الداخلي والثقة بالنفس.
في الختام، يرى الخبراء أن التربية لا تقوم فقط على القواعد والسلوكيات، بل على زرع مفاهيم تبقى مع الطفل مدى الحياة — مفاهيم تجعلُه أكثر وعياً وتعاطفاً وتصالحاً مع ذاته في عالم يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار