syriahomenews أخبار سورية الوطن
فرح نصور
خوف غير مبرَّر، توتر دائم، أفكار سوداء! القلق ليس مجرد شعور سطحي أو عابر، بل حالة تتحوّل إلى سلوك يرافق كثيرين، ويؤثر على يومياتهم، قراراتهم، علاقاتهم، وحياتهم ككل، وبالتالي رفاههم وجودة حياتهم.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ اضطرابات القلق تُعدّ أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في العالم، بحيث أصابت 359 مليون شخص في عام 2021. وتُصاب النساء باضطرابات القلق أكثر من الرجال. غالباً ما تبدأ أعراض القلق خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. ويتلقى قرابة واحد من كل أربعة أشخاص يعانون من اضطرابات القلق علاجاً لهذه الحالة.
للقلق أنواع مختلفة، أهمها الهلع، الرهاب، القلق الاجتماعي، الوسواس القهري، قلق الانفصال، قلق المرض، اضطراب ما بعد الصدمة.
كيف يمكن الشخص أن يكتشف أنّه مصاب بالقلق؟
ليس هناك سبباً واحداً ومباشراً للقلق، إذ إنّ غالبية الحالات تعود إلى تجمّع عوامل عدة مع بعض لتؤدي إلى القلق الذي يؤثر على الحياة ويتحول إلى سلوك يومي”، هذا ما تؤكده المعالجة النفسية والأستاذة المحاضِرة في جامعة الروح القدس الكاسليك، الدكتورة ساندي الترك لـ”النهار”. هذه العوامل تكون مثل مزايا الشخصية، تراكم الضغوط، المعاناة من اضطراب مثل الاكتئاب، الإفراط في تناول بعض الأدوية، ضغوط اجتماعية وعائلية، تنمّر، تراكمات من عمر الطفولة، الصدمات، جينات الأهل.
هناك أعراض جسدية ونفسية تدلّ الشخص على أنه مصاب بالقلق. يشعر بعدم الراحة، التوتر، خفقان القلب بشكل سريع، تنفّس سريع، تعرّق، رجفة، قلة تركيز وقلة نوم، التهرب من أي عامل يمكن أن يرفع لديه منسوب القلق، التفكير المفرِط، الشعور المتواصل بالخوف ممّا سيأتي، الشعور بالخطر، الخوف من شيء ما غير واقعي في ظل وضع عادي.
كيف يؤثر القلق على العلاقات والعمل والمزاج؟
يؤثر القلق على الصحة النفسية للشخص، على قراراته، تركيزه، وعلى وظائفه الإدراكية، بحسب الترك. كذلك، يؤدي إلى تقلبات في المزاج، ضعف في الإنتاجية، وفي العمل يشعر الشخص بأنه غير كفوء وقد يصل إلى الاحتراق الوظيفي وعدم القدرة على إتمام جميع المهمات المطلوبة كما يجب.
على مستوى العلاقات العاطفية، يصبح التواصل أصعب، ولن يتمكّن الشخص من بذل مجهود في هذه العلاقة، وسيقلق من التفكير في النظرة التي يراه فيها الطرف الآخر. تتعزّز العزلة لديه، ويعجز عن التواجد في محيطه.
حتماً يؤثر القلق على النوم لأنّه يتسبّب بالأرق والتفكير المفرِط ليلاً ما يرفع من القلق أيضاً، ما يزيد من التعب الذهني والجسدي وبالتالي يدخل الشخص في دوامة.
كيف يؤثر القلق على جسمك؟
تُجمع الدراسات العلمية والأبحاث الطبية على أنّ القلق يؤدي إلى آثار جسدية على مستويات عديدة مثل: الجهاز العصبي المركزي، على القلب والأوعية الدموية، على الجهاز الهضمي، على الجهاز، على الجهاز التنفسي، وكذلك على المفاصل. فكل المشاعر التي يشعر بها الشخص، تظهر على شكل أعراض جسدية تترك آثاراً على أجهزة جسمه الفيزيولوجية، مثل، الإمساك أو الإسهال، الغثيان، ضعف المناعة، آلام المفاصل والتشنج العضلي، ارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأعراض والمشاكل.
كيف يتفاعل عقلك مع القلق؟
القلق هو استجابة طبيعية للتوتر. ولدى الشعور بالقلق، يشعر الشخص بمشاعر متنوعة، مثل التوتر، العصبية، عدم القدرة على الاسترخاء، الخوف من الأسوأ، أنّ الآخرين يرون قلقه، لا تستطيع التوقف عن القلق، يقلق بشأن القلق نفسه، يرغب في الحصول على الكثير من الطمأنينة من الآخرين أو القلق من غضبهم أو انزعاجهم منه، يتعكّر مزاجه، يكتئب، يعيد التفكير في التجارب والمواقف السيئة.
كيف نعالج القلق؟
إذا كان القلق في مراحله الأولى، فيمكن أن يلجأ الشخص إلى ممارسات مساعِدة بحسب الترك، مثل التأمّل، تمارين التنفس، إعادة بناء تفكيره وتحويل أفكاره السلبية إلى واقعية وأكثر توازناً. ويمكنه تخصيص مواقيت معينة من يومه للقلق منعاً لأن يسيطر القلق على يومه كله. وبإمكانه إدارة وقته بالتناوب بين العمل والراحة في اليوم نفسه.
لكن عندما يصبح القلق حاداً ومزمناً ويجد الشخص نفسه غير قادر على السيطرة عليه ولا على حياته، من المهم، وفق الترك أن يلجأ إلى اختصاصي كيلا يتحوّل الأمر إلى اضطراب نفسي أو اكتئاب. وقد يكون العلاج النفسي السلوكي حلاً في بعض الحالات والأدوية حلاً في حالات أخرى.
نصائح مساعِدة… اعتنِ بنفسك وغيّر نمط حياتك!
– تجنّب الكحول أو قلّل منها ومن الكافيين، وامتنع عن تعاطي المخدرات.
– مارس الرياضة بانتظام، حتى لو كانت مجرد مشي قصير.
– تمسّك بعادات الأكل والنوم المنتظمة قدر الإمكان، واتبع نظاماً غذائياً صحياً.
– تعلّم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس البطيء.
– مارس التأمّل واليقظة الذهنية، حتى لو لبضع دقائق يومياً.
– أقلع عن التدخين.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار
