علي عبود
اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين تمكّن من تجاوز العقوبات الإقتصادية، وهذا الإعتراف المثير دفع بالكثير من المحللين إلى الجزم بأن موجات العقوبات الأمريكية المتتالية تتحطم تدريجيا على صخرة مجموعة “بريكس”.
ومن يتابع صعود هذه المجموعة التي باتت تستأثر بالحصة الأكبر من التجارة العالمية سيستنتج بسهولة أنها تؤسس لنظام بديل للمؤسسات الغربية التي تديرها أمريكا، وستجعل العقوبات الإقتصادية مهما تعددت وتنوعت تتحطم على صخرتها الصلبة.
وبما إن الدولار هو سلاح أمريكا الأمضى للسيطرة على التجارة العالمية على مدى العقود الماضية فقد قررت دول مجموعة “بريكس” منذ سنوات التحرر من قبضة الدولار ومواجهة هذا السلاح الأمريكي بآليات فعالة جدا من أبرزها التبادل التجاري بالعملات المحلية والرقمية، وتأسيس نظام جديد بديل لنظام سويفت، اسهل وأسرع ، وإحداث مؤسسة نقدية بديلة لصندوق النقد الدولي..الخ.
وما يؤكد فعالية الأليات الجديدة لمجموعة “بريكس” هو تهديد الرئيس ترامب أكثر من مرة أنه سيعاقب الدول التي ستتخلى عن التعامل بالدولار، وقد نفذ ترامب تهديده في الأشهر الماضية، ولكن مجموعة “بريكس” ردت على العقوبات الجديدة بعقد قمة استثنائية تتيح تحطيمها على صخرتها الصلبة كما فعلتها مع العقوبات السابقة.
لايخفى على أحد أن حرب الرسوم الجمركية التي شنها ترامب على العالم تستهدف بشكل أساسي دول مجموعة “بريكس”، ولا يهم أمريكا التأثير السلبي لهذه الرسوم على حركة التجارة العالمية ، فالمهم بالنسبة لترامب ابتزاز كل من يسعى للتحرر من العقوبات والدولار!
والسؤال: هل ستنجح أمريكا من خلال حرب الرسوم والعقوبات والإجراءات “الرادعة” من منع دول “بريكس” من المضي قدما بتأسيس نظام بديل للتجارة العالمية بمنأى عن سطوة الدولار؟
نعم، أمريكا ستحارب بقسوة كل دولة أو مجموعة تنافس التجارة الأمريكية، لكن الواقع يؤكد أن هذه المنافسة قائمة على مدى السنوات القليلة الماضية وتمارسها بحرفية عالية دول مجموعة “بريكس”، والدليل تحطم العقوبات الأمريكية والأوروبية على صخرتها الصلبة.
وما مطالبة ترامب باسترداد القاعدة الأمريكية السابقة في أفغانستان، ومحاولة إسقاط النظام في إيران وتقوية حلف الناتو لمحاصرة روسيا والضغط على الهند، وإشغال الصين بتايوان وباشعال الفوضى على امتداد طريق الحرير..الخ، سوى محاولات مستشرسة لمنع دول “بريكس” من استبدال نظام التجارة الأمريكي بنظام يحقق المنافسة والمساواة للجميع.
الخلاصة: رأى الرئيس البرازيلي ان فرض أمريكا الرسوم الجمركية على الأخرين بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي من حق هذه الدول إيجاد نظام بديل لنظام التجارة القائم حاليا، وإيجاد الآليات البديلة للتخلص من العقوبات والتحرر من قبضة الدولار.
(أخبار سوريا الوطن-1)