المهندس نضال رشيد بكور
انتقلت البلاد من حقبة مظلمة من الظلم والطغيان إلى مرحلة جديدة حملت شعارات الحرية والانفتاح ، لكنها سرعان ما انزلقت نحو الفوضى .
فبعد سقوط النظام ، تحسّنت بعض جوانب الحياة كالكهرباء والأسواق ، غير أن الشوارع امتلأت بالمخالفات ، وضاعت القوانين وسط ازدحام المركبات والدراجات والبسطات المنتشرة بلا تنظيم.
اختفى الخوف ، لكن لم يحل محله الوعي. ارتفعت الأسعار ، وتفشّى الجشع بين الحرفيين والعمال ، وغاب الضمير المهني .
تحوّل الانفلات إلى سلوكٍ عام ، وكأن المجتمع لم يتعوّد على ممارسة الحرية بمسؤولية.
المشكلة اليوم ليست في غياب السلطة
بل في غياب الانضباط الداخلي والوعي الجمعي الذي يوازن بين الحرية والنظام …
فالتحرر الحقيقي لا يكون بإسقاط القيود
بل ببناء ضميرٍ حيٍّ يحكم الأفعال قبل أن يحكمها القانون .
وبين الاستبداد السابق والفوضى الحالية ، يظل الأمل معقوداً على وعيٍ جديد يربط الحرية بالمسؤولية، والنظام بالكرامة.
(أخبار سوريا الوطن-2)