آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » هل يكون تحالف الرياض وإسلام آباد قوة دفع استراتيجية للصين في الشرق الأوسط؟

هل يكون تحالف الرياض وإسلام آباد قوة دفع استراتيجية للصين في الشرق الأوسط؟

 

من كان يظن أن طائرة مقاتلة واحدة وضربة جوية واحدة يمكن أن تعيد كتابة مستقبل الشرق الأوسط بأكمله؟ الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع “حماس” في قطر، قد تكون فعلت ذلك.

 

 

 

 

 

بعد أسبوع واحد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة في التاسع من أيلول/ سبتمبر، أعلنت السعودية وباكستان عن توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مشترك. قلّبت تل أبيبت أولاً حساباتها بعد أن ظنت أنها كسرت قواعد الاشتباك بإخراج الحرب من غزة إلى قطر، الوسيط الرئيس في مفاوضات التهدئة مع حركة “حماس”، ليلتحق بها العديد من الدول التي رأت في هذه الاتفاقية شكلاً جديداً من الردع.

 

 

 

 

 

الضربة فتحت تساؤلات كبيرة حيال مدى جدية الحماية الأميركية لدول الخليج، خاصة مع وجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في قطر، التي لم تُفعّل دفاعاتها لاعتراض الصواريخ. ورغم استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب آنذاك، بقي شعور الخذلان سائداً في المنطقة.

 

 

 

من المتوقع أن تتمركز قوات باكستانية في السعودية بموجب الاتفاق الدفاعي الذي أبرم الشهر الماضي، مع إشارة الرياض إلى أنها ستتمتع أيضاً بحماية الأسلحة النووية التي تمتلكها إسلام آباد.

 

 

 

بموجب الاتفاق، أي هجوم خارجي مسلح على أي من البلدين يُعتبر هجوماً على الطرفين معاً، ما يعكس عمق الثقة السياسية والعسكرية بين الرياض وإسلام آباد

 

تاريخياً، لم تكن العلاقة بين السعودية وباكستان وليدة ظرف طارئ أو تحالف موقت، بل تعود إلى أكثر من ثمانية عقود، تخللتها شراكات اقتصادية، ومساعدات تنموية، وتعاونات عسكرية. لكن الاتفاقية الجديدة – بطابعها الدفاعي الردعي – تُعد تتويجاً لهذه العلاقة، وتفتح المجال أمام مستوى غير مسبوق من التكامل في البعد الأمني والعسكري.

 

قبل يوم واحد فقط من استهداف الدوحة، وقّعت الهند وإسرائيل اتفاقية استثمار ثنائية، بينما كانت العقوبات الأوروبية تتوالى على تل أبيب.

 

 

 

الصين.. الرابح الخفي

 

فيما اتجهت أنظار العالم نحو أبعاد التحالف الجديد، ثمة بُعد جيوسياسي بالغ الأهمية يتعلّق بدور الصين.

 

الصين تربطها علاقات وثيقة بكل من باكستان، عبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC)، والسعودية من خلال مشاريع ضخمة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. هذا الثلاثي يشكل شبكة تعاون عميقة تجمع بين القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

 

 

 

تعبيرية.

تعبيرية.

 

 

في المقابل، تدعم الولايات المتحدة مشروع “الممر الاقتصادي” الذي يربط الهند بالشرق الأوسط، مروراً بإسرائيل، وترى فيه تضييقاً مباشراً على طريق الحرير الصيني.

 

تُقدّم الصين نفسها كشريك يلتزم بسياسة “عدم التدخل”، وهو ما يلقى قبولاً واسعاً لدى الدول العربية الباحثة عن شراكات لا تملي شروطاً سياسية. وفي ضوء التحالف المتنامي بين السعودية وباكستان، قد تلعب الصين دور الجسر الذي يُسهّل مزيداً من التعاون بين البلدين، خصوصاً في مجالات بيع الأسلحة والدعم التكنولوجي، مما يعزز من استقلالية القرار الأمني الإقليمي.

 

مع التراجع النسبي للثقة الخليجية في الحماية الأميركية، تفتح بكين أبواب التعاون لتصبح نقطة ارتكاز عسكرية واقتصادية من دون تحمل أعباء مباشرة.

 

تعمل الصين على تعزيز محور بديل يضم السعودية وباكستان، لردع النفوذ الهندي-الإسرائيلي.

 

 

 

وفي سياق التحالف السعودي-الباكستاني، يمكن أن تؤدي الصين أدواراً متعددة، منها توفير الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، إذ تُعتبر الصين مزوداً رئيسياً للأسلحة لباكستان، ويمكن توسيع هذا التعاون ليشمل السعودية، خاصة في مجالات مثل الطائرات بدون طيار، أنظمة الدفاع الجوي، وتقنيات الحرب السيبرانية.

 

 

 

 

 

وعلى صعيد التنسيق الثلاثي ومن خلال شراكات قائمة مع كل من السعودية (عبر مبادرة الحزام والطريق، ومشاريع الطاقة والبنية التحتية) وباكستان (عبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني)، يمكن لبكين أن تُشكّل محور توازن جديد في المعادلة الإقليمية.

 

 

 

وعبر تقديم بديل استراتيجي عن الاعتماد الكامل على الغرب، تساعد الصين في تمكين الدول العربية من صياغة سياسات أمنية واقتصادية أكثر استقلالاً.

 

 

 

بالتالي، فإن دخول الصين على خط هذه المعادلات لا يعني فقط توسع نفوذها في المنطقة، بل قد يُسرّع من تفكك النظام الأمني التقليدي الذي كانت الولايات المتحدة تمسك بخيوطه لعقود، ويمهد لظهور نظام متعدد الأقطاب، أكثر توازناً وأقرب إلى الواقع الجيوسياسي الجديد.

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصر تستعجل عودة الأمور «إلى طبيعتها» مع إسرائيل

رغم استمرار العراقيل الإسرائيلية أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تقول مصادر مصرية مطلعة، في حديث إلى «الأخبار»، إن العلاقات المصرية ــ ...