عبد اللطيف عباس شعبان
قبل أيام نشر أربعة من المشايخ الأفاضل الكرام المشهود لهم وبهم في الساحة السورية (1-الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتي الجمهورية العربية السورية.2- الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي 3- الشيخ أحمد معاذ الخطيب 4- و شيخ قرَّاء بلاد الشام الشيخ محمد كريم راجح ). أطال الله بعمرهم..بيانا يتفق تماما مع النص القرآني والسيرة النبوية الحميدة، إذ جاء فيه
” لا للثأر و لا للإنتقام لأن في ذلك ظلم كبير و إرضاء للشيطان وتغذية للفتنة التي إن حدث شر لا أحد سيسلَم منه، ودم السوري ( وليس فقط السني أو العلوي أو الدرزي أو المسيحي ..) وماله و عِرضه حراااااام حراااااام، والدولة وحدها المفوّضة بأخذ الحقوق وإعادتها لأصحابها و ليس الأفراد … فالمخطئ هو فقط من يُحاسَبْ و ليس طائفته، فتاريخياً نحن كنَّا نعيش سوياً و بكل حب و احترام فلا تجعلوا الشياطين تخرِّب علينا عيشتنا، فنتّحد جميعاً بكل مكوِّناتنا و نصفِّي القلوب ونفوِّت الفرصة على أعدائنا، بالامتناع عن التفاعل مع أيّ منشور فيه تحريض و فتنة و استفزاز و تخوين لأن ذلك يقوّي حساب صفحات الفتنة حتى لو شتمت كاتبها، وعدم الانجرار وراء الإشاعات هنا و هناك، فمعظم الفتن يقف وراءها جيوش الكترونية معادية للشعب السوري، وإذا اخطأ واحد أو أكثر فهذا ليس ذنب طائفته، فعدو السوريين هو الجهل و الظلم و الفقر والطائفية و الفساد والجريمة والثأر و الانتقام والمظاهر المنفلتة، كن محضر خير و لا تنشر أيّ شيء فيه فتنة و تحريض و استفزاز، وأن نقتدي جميعا بأخلاق رسولنا و معلمنا و شفيعنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم، ولنعمل لإلغاء كل المظاهرات والمسِيرات العشوائية”.
نِعْمَ هذه التوحهات الفاضلة الكريمة. ”
وسبق أن صدر قبل أشهر بيان مماثل عنهم – أو عن أخوة أجلَّاء مثلهم لا أتذكر- ولكن يبدو أن فضيلتهم رأوا ضعف الالتزام واقتضى الأمر التذكير ثانية ” وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين / الذاريات / 55 ” إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقواالله لعلكم ترحمون / الحجرات / 10 ” وأيضا سبق أن صدر ما يماثل هذه التوجيهات عن مسؤول كبير أو أكثر وما زال يصدر، ولكن لا زالت بعض التصرفات الفردية المسيئة – بالكلمات أو الأفعال – المخالفة لهذه التوجيهات موجودة وتتكرر بين مكان وزمان.
من المؤسف أن ما من مجتمع يخلو من الأنفس الشريرة، ولكن المشكلة الكبرى في تلك الأنفس التي تضع نفسها في مصاف الخيرين، وتتصرف سوءاً اقتداء برؤى سمعوها أو قرأوها لآخرين يصنفونهم ضمن الثقات، وغاب عن ذهنهم مدى تنافض هذه الرؤى مع الفقه الأساس والأعلى النص القرآني والسيرة النبوية الحميدة ومع رؤى الكبار الأخيار مصدري هذا البيان الكريم وأمثالهم، علما أنه من المؤكد أن لا صحة لجميع ما يشاع من ارتكابات مشينة.
وإن يكن من الواجب التطرق – بطريقة أو بأخرى – إلى ما يحدث من هذا الخطأ أو ذاك الجرم في مكان وآخر، فالخطر الكبير المحدق أن يتخلل ذلك المزيد من التجييش، أكان من المتضررين أومن غيرهم، ومشكورة السلطات الرسميه على ملاحقتها الملحوظة لمرتكبي هذه الجرائم، وإن يكن القبض على بعض مرتكبيها مازال دون طموح المتضررين ولكنه قيد المتابعة المأمولة بالنجاح، وخاصة المتابعة المعنية بالعمل إعادة من سرقت ممتلكاتهم أوهجروا من بيوتهم.
شكرا للتوجيهات الصادرة عن السادة المشايح الأفاضل وعن أي مسؤول، ولكن الحاجة ماسة جدا لمتابعة تنفيذ هذه التوجبهات منهم، والاستنكار السريع والشديد لكل ما يخالفها في حينه، وحبذا أن تترافق هذه التوجيهات بتنظبم ملتقيات دورية بين المسؤولين والمواطنين في أكثر من مكان، لتوجيه الناس لما فيه خيرهم الذي يتفق مع التوجيهات الأعلى، بالترافق مع ملتقيات عرضية في زمن ومكان وقوع المخالفة حال كانت شديدة الخطورة، بغية تخفيف الاحتقانات وبعث الآمال باتجاه الأفضل، وحبذا أن تعمل السلطات الرسمية لمراقبة وملاحقة مثيري الفتن والضغائن والمتكلمين بالألفاظ المتناقضة مع التوجيهات العليا، وخاصة ممن بعضهم في مواقع المسؤولية أو من أئمة الجوامع حال حدوث ذلك، وإلى جانب الملتقيات الرسمية بين المسؤولين والمواطنين أرى من المفيد وربما المقتضى عقد لقاءات دورية في قطاع كل وحدة إدارية بين رجال الدين من مختلف الطوائف لتأصيل المزيد من التفاهم الوطني الميداني خلافا للتوهمات، فالله سبحانه وتعالى رب العالمين كل العالمين كما جاء في أول سورة من قرآنه ورب كل الناس كما جاء في آخر سورة منه، وليس رب فئة دون أخرى كما يتوهم البعض.
*الكاتب:عضو في اتحاد الصحفيين
(اخبار سوريا الوطن-1)