آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » برّاك يتحدّث عن “الفرصة الأخيرة”: إذا فشل لبنان في التحرّك فأمام حزب الله مواجهة كبرى مع إسرائيل

برّاك يتحدّث عن “الفرصة الأخيرة”: إذا فشل لبنان في التحرّك فأمام حزب الله مواجهة كبرى مع إسرائيل

 

 

نشر المبعوث الأميركي تحليلاً عبر حسابه في منصة “إكس” في ما وصفه بـ”وجهة نظر شخصية”، بعنوان: “سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق”.

 

 

وقال برّاك: “بينما تستعيد سوريا الاستقرار من خلال تطبيع العلاقات مع جيرانها، بمن فيهم إسرائيل وتركيا، فإنّها تُشكّل الساق الأولى لإطار الأمن في الشمال الإسرائيلي. أما الساق الثانية، فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله في لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل”.

 

 

 

وتوقّف برّاك عند اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته إدارة بايدن عام 2024، بوساطة أميركية وأممية، معتبراً أنّه “سعى إلى تهدئة التصعيد لكنه فشل في النهاية، فلم يتم التوصل إلى اتفاق مباشر بين إسرائيل وحزب الله بسبب أن لبنان لا يزال يعتبر التعامل مع إسرائيل جريمة، وبالتالي لا توجد آلية حقيقية للتنفيذ. إيران تواصل تمويل ميليشيا حزب الله رغم العقوبات، ومجلس الوزراء اللبناني المنقسم يرسل رسائل متضاربة للجيش اللبناني، الذي يفتقر للتمويل والصلاحيات… والنتيجة: هدوء هشّ من دون سلام، وجيش بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة”.

 

 

وتابع برّاك مقاله قائلاً: “تحتلّ إسرائيل اليوم خمسة مواقع تكتيكية على طول “الخط الأزرق”، وتحتفظ بقدرة الإنذار المبكر وتشنّ غارات يومية على مستودعات حزب الله. وفي الوقت ذاته، لا تزال مبدأ “جيش واحد في دولة واحدة” لدى الحكومة اللبنانية مجرد أمنية، مُقيدة بهيمنة حزب الله السياسية والخوف من الفتنة الداخلية”.

 

 

 

 

 

وتطرّق برّاك إلى الورقة الأميركية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، قائلاً: “في وقت سابق هذا العام، قدّمت الولايات المتحدة خطة “الفرصة الأخيرة”، وهي إطار لنزع السلاح التدريجي، وتقديم حوافز اقتصادية تحت إشراف أميركي وفرنسي، وقد رفض لبنان تبنّيها بسبب تمثيل حزب الله ونفوذه داخل مجلس الوزراء. وبدلاً من ذلك، يحاول مجلس الوزراء اتخاذ خطوات نوايا حسنة، لكن إسرائيل ترفض ذلك تمامًا، قائلة إن “الخطاب لا يطابق الواقع”.

 

 

 

 

 

 

 

أضاف برّاك حول العلاقة مع سوريا: “مع استقرار دمشق، يصبح حزب الله أكثر عزلة، فإنّ سيطرة الميليشيا من الخارج تُقوّض سيادة لبنان، وتردع الاستثمار، وتُفقد الناس الثقة في دولتهم، وتُشكّل إنذاراً دائماً لإسرائيل. لكن الحوافز للعمل الآن تفوق تكلفة التردّد: الشركاء الإقليميون مستعدون للاستثمار، بشرط أن يستعيد لبنان احتكار القوة الشرعية عبر الجيش اللبناني. وإذا واصل بيروت التلكؤ، فقد تتحرك إسرائيل بشكل منفرد – والعواقب ستكون وخيمة”.

 

 

 

وفق رأيه الخاص، أكد برّاك في هذا الإطار أنّ “نزع سلاح حزب الله إذن ليس فقط ضرورة لأمن إسرائيل؛ بل فرصة للبنان لاستعادة سيادته وتحقيق الانتعاش الاقتصادي. بالنسبة للولايات المتحدة، يُحقق ذلك رؤية السلام عبر الازدهار، ويُقلّل من الانخراط الأميركي المباشر. أما للمنطقة الأوسع، فيُزيل وكيلاً رئيساً للنظام الإيراني إلى جانب حماس، ويُسرّع من وتيرة التحديث والاندماج العربي”.

 

 

 

وتابع قائلاً: “لهذا سعت الولايات المتحدة إلى توجيه لبنان نحو حل سلمي مع إسرائيل من خلال الحوافز لا الضغوط وذلك عبر ربط المساعدات الخليجية بإحراز تقدّم ملموس، وضمان التحقق من التنفيذ تحت إشراف أميركي وفرنسي وأممي، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال تدريب ودعم مستهدف (حيث تعهدت الولايات المتحدة هذا الشهر بأكثر من 200 مليون دولار إضافية للقوات المسلحة اللبنانية). كانت واشنطن مستعدة لتوفير غطاء دبلوماسي لتحوُّل حزب الله السياسي السلمي، وتنسيق بيانات إقليمية تربط الاستثمار بالتقدم، ومساعدة بيروت على تقديم نزع السلاح كاستعادة للسيادة لا استسلام. جميع هذه المبادرات تعثرت بينما تتسارع بقية المنطقة نحو طرد وكلاء إيران الإرهابيين”.

 

 

 

 

 

 

 

أمّا عن المباحثات الأخيرة بين سوريا وإسرائيل، فقال برّاك: “التحركات الجريئة لسوريا نحو اتفاق حدودي وتطبيع مستقبلي تُمثّل الخطوة الأولى نحو تأمين حدود إسرائيل الشمالية، ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله هو الخطوة الثانية، فلبنان اليوم أمام خيار حاسم: إما أن يسلك طريق التجديد الوطني أو يبقى غارقاً في الجمود والانهيار”، مؤكداً أنّه “يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت لفك ارتباطها بسرعة عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران وتحقيق التوافق مع النغمة الإقليمية الرافضة تماماً للإرهاب قبل أن تبتلعها موجة الرفض الشامل للتنظيمات الإرهابية”.

 

 

 

وحذّر برّاك من أنّه “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه بلا شك مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوّة إسرائيلية وضعف إيراني غير مسبوق. وبالتوازي، سيواجه جناحه السياسي احتمال العزلة مع اقتراب انتخابات أيار/مايو 2026”.

 

 

 

 

 

 

أضاف: “إذا تعرّض حزب الله لهجوم عسكري كبير من إسرائيل وخسر أراضٍ أو نفوذ سياسيّ أو سُمعة، فسيسعى على الأرجح لتأجيل الانتخابات المقررة في أيار/ مايو 2026 لحماية قاعدته. ففي ظل ظروف كهذه، قد تكشف الانتخابات عن ضعفه السياسي، وتعرّض حلفاءه للخسارة، وتُشجع الخصوم على تحدي هيمنته. وعبر التذرع بـ”الأمن القومي” و”عدم الاستقرار في زمن الحرب”، قد يُبرر التأجيل كوسيلة للحفاظ على الوحدة وحماية الطائفة الشيعية من الاستغلال الخارجي”.

 

 

 

 

 

وشدّد برّاك على أنّ “تأجيل الانتخابات قد يُشعل فوضى كبرى داخل لبنان، ويُعمق الانقسامات الطائفية، ويُقوّض النظام السياسي الهش. ستراه كتل لبنانية عديدة – خصوصًا المسيحية والسنية والإصلاحية – كـ”انقلاب” غير دستوري. وقد يؤدي ذلك إلى شلل برلماني، وفراغ حكومي، واحتجاجات واسعة مثل تلك في 2019 – لكن هذه المرة وسط توتر مسلح وانهيار اقتصادي”، معتبراً أنّ “فكرة أن ميليشيا واحدة يمكنها تعطيل الديموقراطية قد تُفقد اللبنانيين الثقة في الدولة، وتُحفز التدخلات الإقليمية، وتدفع البلاد نحو الانهيار الكامل”.

 

 

 

وفي تحليله أيضاً، بفضل زخم “خطة النقاط العشرين” التي أطلقها الرئيس، أصبح الطريق نحو توسيع اتفاقات إبراهيم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، رغم التحديات الباقية في حل قضية حماس. ما كان في الأمس مجرد طموح، بات اليوم في متناول اليد”.

 

 

 

 

 

وتابع قائلاً: “إيران منهكة – سياسيّاً واقتصاديًا وأخلاقيًا – والسعودية على مشارف الانضمام الرسمي. ومع تحرك الرياض، ستتبعها دول أخرى. وسرعان ما قد تجد دول المشرق نفسها غير قادرة على مقاومة الانضمام – لا تحت الضغط بل بدافع الازدهار”، واصفاً الاتفاق بـ”الإنجاز الاستثنائي بأن نشهد السلام يُثمر والازدهار يترسخ بين أمم كانت خصومًا قبل أيام فقط. سيذكر التاريخ هذا الأسبوع باعتباره لحظة بدء جيل من التعاون بعد قرن من الصراع”.

 

 

 

 

 

أضاف في نهاية حديثه: “علينا أن نتذكر أن التعاون هو مجرد طريق نحو السلام والتفاهم، وليس ضمانة. يجب أن نواصل جميعًا العمل بلا كلل حتى تكتمل هذه الفسيفساء الدقيقة وتجد قطعها المتناثرة مكانها بجانب بعضها البعض. ومن المنتظر أن يصل السفير الأمريكي الجديد والمحنك للغاية في لبنان، ميشال عيسى، إلى بيروت الشهر المقبل لمساعدة لبنان على اجتياز هذه المرحلة المعقدة بثبات”.

 

وختم بالقول: “الآن هو الوقت المناسب للبنان ليتحرك”.

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد موجة هجمات على غزة… إسرائيل تعلن العودة إلى تطبيق اتفاق وقف النار

  أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الأحد العودة إلى تطبيق اتفاق وقف النار في غزة بعد أن كان شن موجة من الهجمات قائلا إنها استهدفت ...