هشام اللحام:
يُغلق اليوم الإثنين باب الترشح لانتخابات اتحاد كرة القدم، حيث يُنتظر أن يكون الراغبون بالترشح ودخول بيت الكرة السورية، قد قدّموا طلباتهم على شكل قوائم متكاملة، تضم كل واحدة منها أحد عشر عضواً، يرأسهم أحد مرشحي الرئاسة، وهذه القوائم ستدخل الانتخابات المقررة بعد شهر تماماً، لملء الفراغ في الاتحاد الذي بدأ بعد استقالة الاتحاد السابق في كانون الأول الماضي.
وبحسب الشائعات التي ترددت في الأسابيع الأخيرة، فإن ثلاثة قوائم على الأقل ستتقدم بالترشح، ومن بين الأسماء التي ستقود هذه القوائم، الأستاذ جمال الشريف، والكباتن نبيل السباعي ونبيل والشحمة وفراس تيت وأحمد بيطار، وربما كان هناك آخرون، وقد بدأ تسريب القوائم لغايات، وسيتم نشر القوائم بعد اعتمادها رسمياً من الاتحاد ولجنة الانتخابات.
انتخابات أم تزكية ؟!
يرى مراقبون ومقرّبون من أجواء المعركة الانتخابية، أن الاتحاد الجديد المنتظر، قد يأتي بالتزكية، ولا يكون هناك حاجة لإجراء الانتخابات، وذلك بحسب النظام (البدعة) الذي اعتمد هذه المرة، والذي ينص على أن تأتي كل قائمة بطلب الترشح، مزودة بموافقة خمسة عشر عضواً على الأقل من الأعضاء المندوبين الذين يحق لهم التصويت ؟! وهذا يعني بحسب المفسرين، أن أي قائمة تأتي بموافقة الأكثرية، أي أكثر من أربعين عضواً، ستكون فائزة بالتزكية، لأن من يعطي الموافقة لقائمة ما، لا يحق له أن يمنحها لقائمة أخرى في الوقت نفسه، ولا يجوز أن يمنح صوته في الانتخابات إن أقيمت لقائمة غير التي وافق على ترشيحها بالأساس، وهذا يعني أنه بمجرد إغلاق باب الترشيح وقبول القوائم يمكن أن تفوز إحدى القوائم بالتزكية، فهل هذا الأمر صحيح وقانوني ومقنع؟
هذا النظام أو هذا الشكل يبدو أنه مُرّر دون أن يشعر من صوّت عليه، إذا كان هناك تصويت عليه، وفي هذه الحالة تم تمريره بخبث لصالح البعض دون شرح؟ وفي ذروة الانشغال بالتصويت على إلغاء شرط الشهادة الذي يعد فضيحة المهزلة، يجب أن يُحاسب عليها من سعى وعمل على مراسلة الاتحاد الدولي لاعتمادها !
وفي رأينا يجب على المعنيين والمهتمين والحريصين على مصلحة اللعبة، رفض هذه القرارات والاعتراض على هذا النظام من الانتخابات، والتأكيد على إقامة انتخابات حقيقية والتصويت السري، على أن تختار الأندية واللجان ممثليها للتصويت قبيل العملية الانتخابية وبشكل سري، وألا يُعلن أسماء المندوبين إلا عند الانتخابات، بوجود كتب رسمية من الأندية، حتى لا يكون هناك ضغوط، واستمالة لأطراف بالإغراءات المختلفة.
إعلان القوائم
والمطلوب طبعاً من لجنة الانتخابات والاتحاد المؤقت، إعلان القوائم فور قبولها، وعرض ذلك على وسائل الإعلام والجمهور، ويجب مع إعلان كل قائمة بيان المعلومات الكافية عن كل المرشحين، سواء لرئاسة الاتحاد أم العضوية، وبالإضافة إلى ذلك من المهم فتح باب الاعتراض على أي مرشح أو أي قائمة، خاصة إذا كان هناك أسماء حولها ملاحظات أو عقوبات تتعلق بالأخلاق أو النزاهة أو سوء إدارة الأموال العامة، فهل هذا صعب أو غير ممكن؟
بقي أن نقول إنه من المؤسف أن تتحول انتخابات اتحاد كرة القدم، وهو الاتحاد الأهم، إلى معركة لا يسعى فيها معظم المرشحين لتطوير اللعبة وإعادة ألقها وسمعتها ! بل هي معركة لدى الكثيرين لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية، ليتحول هذا الاتحاد، ومن خلال شخصيات مختلفة ظهرت في السنوات الأخيرة، إلى مؤسسة تجارية، الرياضة واللعبة فيها على الهامش! بينما الشغل الشاغل لأعضائها الأرباح التي يمكن تحقيقها، من حجوزات الفنادق وشركات الطيران وشركات التجهيزات الرياضية واستخدام لاعبين مغتربين مغمورين لتسويقهم، هذا فضلاً عن قبول البعض بمكاسب بسيطة كالسياحة والسفر! تُرى هل يمكن وضع حد لهذا العبث، ونفرح باتحاد كروي محترم، نتفاءل به ونتفاءل معه بمستقبل جديد مشرق للكرة السورية ؟
أخبار سوريا الوطن١-الثورة