آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » طلال سلمان… حكاية «السفير» الأخيرة

طلال سلمان… حكاية «السفير» الأخيرة

 

غادة حداد

 

 

يوثّق الوثائقي «رجل الورق: نهاية جريدة وحكايات أخرى» مؤسس ورئيس تحرير «السفير»، من بداياته المتواضعة حتى إقفال الصحيفة عام 2016. يصوّر العمل لحظات الوداع الأخيرة، ويكشف رؤية طلال سلمان لانحسار الصحافة الورقية في لبنان، باعتبارها مرآةً لانهيار السياسة والمجتمع

 

 

تعرض «الجزيرة الوثائقية» غداً فيلم من جزأين عن رئيس تحرير جريدة «السفير» طلال سلمان (1938 ــ 2023) تحت عنوان «رجل الورق: نهاية جريدة وحكايات أخرى»، من إخراج علي زراقط.

 

من توثيق الحياة إلى توثيق النهاية

تروي الباحثة والمنتجة المشاركة في الفيلم مهى زراقط في حديث معنا أنّ فكرة الفيلم وُلدت في آذار (مارس) 2016، عقب إعلان طلال سلمان قراره إقفال جريدة «السفير»، وهو قرار شكّل صدمة في الوسط الصحافي اللبناني والعربي. في البداية، كان الهدف البحث عن سبل لمنع الإقفال. لكن بعد تراجع سلمان عن قراره، تحوّلت الفكرة إلى تحية للصحيفة ولرئيس تحريرها، الذي تصفه زراقط بـ«كبيرنا في المهنة».

 

تواصلت زراقط يومها مع الصحافية سعدى علوه لسؤالها عن إمكانية تصوير مقابلة مع سلمان حول بدايات «السفير» وتاريخها ومسيرته الصحافية، وقد وافق على المشاركة.

 

خلال التصوير، كان العمل جارياً كالمعتاد في الصحيفة، إلى أن صرّح سلمان في إحدى المقابلات بأنّ الصحيفة ستُقفل، فغيّر هذا التصريح مسار الفيلم. تحوّل العمل إلى «فيلمين في فيلم واحد»: الأول عن قصة شاب لم يُكمل تعليمه المدرسي، بدأ عاملاً في المطبعة ثم مدققاً لغوياً، قبل أن يصبح مراسلاً في المقرات الأمنية وصولاً إلى رئاسة تحرير واحدة من أهم الصحف اللبنانية، والثاني عن إقفال الصحيفة نفسها.

 

وثّق الفيلم الأيام الأخيرة قبل الإقفال، وصوّر فريق العمل الصامت الذي بقي حتى اليوم الأخير، وتوجّه إلى المطبعة لإصدار العدد الختامي.

 

مراحل العمل الطويلة

استغرق إنجاز الفيلم فترة طويلة من التحضير والتصوير، إذ امتد العمل ستة أشهر بعد إقفال الصحيفة، وبات الفيلم شبه جاهز في نهاية عام 2017. بعدها، بدأ البحث عن جهة تتبنى عرضه. غير أن الأحداث المتلاحقة في لبنان، من الانتفاضة إلى وباء كورونا ثم الحرب، أخّرت عرضه رغم أن «الجزيرة» كانت قد اشترته منذ فترة طويلة.

 

يروي طلال سلمان في الفيلم قصته بنفسه. ورغم أن بعض تفاصيلها عُرضت سابقاً، إلا أنه في هذا العمل كشف عن جوانب لم يتحدث عنها من قبل. تصفه زراقط بأنه «رجل ذكي جداً واستثنائي»، بدأ مسيرته الصحافية في مرحلة تاريخية كانت فيها الصحافة اللبنانية في أوجها، بين أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، حين كانت الصحافة اللبنانية هي الصحافة العربية.

 

بدأ سلمان شاهداً على ازدهار الصحافة وأقفل «السفير» في مراحل انحسارها. لذلك، حين يقول إن «الصحافة انتهت»، فهو يعرف جوهر المهنة. في الاجتماع الأخير لهيئة التحرير، أراد أن يُعنون العدد الأخير بـ«موت الصحافة»، ولكنّ زملاءه رفضوا نعي المهنة. بالنسبة إليه، «موت السياسة يعني موت الصحافة»، إذ كان يربط بينهما جوهرياً.

 

شاهد طلال سلمان الفيلم في عرض خاص في مقر «السفير»، وبدا عليه التأثر. تقول زراقط إنه كان متجاوباً جداً أثناء التصوير، لأنه أراد أن يروي قصته، وكان لديه ما يقوله. فإقفال الجريدة بالنسبة إليه لم يكن حدثاً مهنياً فحسب، بل كان بمثابة دفن أحد أبنائه.

 

عن الفيلم

يقول الإعلان الترويجي للفيلم «فيما المدينة تحتفل بأعياد الميلاد ورأس السنة، يعيش العاملون في «السفير» أيامها الأخيرة. قبل أيام، أعلن طلال سلمان عن قراره بالإقفال النهائي للجريدة التي أسسها قبل ثلاثٍ وأربعين سنة. في زمن يشهد موت الصحافة الورقية، يشعر سلمان بأن زمنه قد انقضى».

 

الفيلم، الممتد على جزأين (تبلغ مدة كلٍّ منهما 53 دقيقة)، يوثق رحلة طلال سلمان بين ازدهار الصحافة اللبنانية وانطفائها، ويقدّم شهادة شخصية على نهاية جريدة… ونهاية رحلة رجل الورق.

 

* يُعرض الجزء الأول من الوثائقي غداً (الساعة التاسعة مساءً)، مع إعادة في 27 تشرين الأول (أكتوبر) عند الخامسة بعد الظهر، على أن يُعرض الجزء الثاني في 2 تشرين الثاني (الساعة التاسعة مساءً)، ويُعاد في الثالث منه عند الخامسة بعد الظهر.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

100 ألف مقعد دراسي للمدارس السورية ضمن مبادرة من رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور

    في إطار دعم العملية التعليمية في سوريا وتعزيز التعاون الإنساني بين سوريا والإمارات العربية المتحدة، قدّم رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور 100 ألف ...