- رشيد الحداد
- الأربعاء 21 نيسان 2021
في وقت واصل فيه الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» معركة إسقاط الحاميات الاستراتيجية لمدينة مأرب، مُحقِّقَين تقدُّماً جديداً في العديد من المواقع شمال غربي المدينة، أُعلن رسمياً في صنعاء اقتراب «تحرير» مركز المحافظة، الذي بات «قاب قوسين أو أدنى» من السقوط، بحسب ما أكدت وزارة الدفاع
بات يمكن الحديث عن شبه انتفاضة قبلية ضدّ سلطات «الإخوان» في المدينة
وأفاد مصدر قبلي، «الأخبار»، بأن الجيش و«اللجان» هاجما قوات هادي في جبال البلق القِبْلي من محورَين أول من أمس، وتمكّنا مساء الاثنين من استكمال سيطرتهما على شمال السلسلة وشمال غربها، ونقلا المعركة إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات هادي في شرقها وجنوبها. وأشار المصدر إلى أن «معارك طاحنة دارت بين الطرفين فجر أمس في مواقع الأريل ونقيل مدرج ضمن سلسلة البلق القِبْلي»، مضيفاً أن«قوات هادي فقدت السيطرة على كافة المواقع العسكرية المطلّة على الطلعة الحمراء». وإذ تحدّث عن «تقدُّم محدود للجيش واللجان في الجهة الشمالية للطلعة الحمراء الاستراتيجية التي أصبحت خارج خطّ دفاع قوات هادي الجديد»، فقد أكد أن «الطلعة آيلة إلى السقوط». وفي الجبهة الشمالية الغربية لمدينة مأرب، تصدّت قوات صنعاء، مساء الاثنين وفجر الثلاثاء، لهجمات نفّذتها قوات هادي في المنطقة الواقعة بين التومة العليا المقابلة لتبّة المصارية، والمحروق القريبة من جبل الخشب في الجبهة نفسها، لتنتهي المواجهات بمقتل العشرات من القوات المهاجِمة في كمائن محكَمة بعدما تمّ استدراجها.
وأفقدت الانهيارات المتسارعة لقوات هادي عند تخوم مدينة مأرب، القبائل المتبقّية في صفّ «التحالف» الثقة بتلك القوات، ودفعت بعدد من قبائل عبيدة إلى مهاجمة ميليشيات «الإصلاح»، لتدور، على مدى الأيام الماضية، معارك عنيفة بين الطرفين في منطقة العرقين القريبة من منطقة صافر النفطية، جرّاء قيام قبائل الدماشقة بنصْب قطاع قبلي للمطالبة بالإفراج عن معتقلين من أبنائها لدى سلطات «الإصلاح». ووفقاً لمصادر محلية، فقد استَخدمت ميليشيات «الإصلاح» المدافع والدبابات في المواجهات مع المسلّحين القبليين فجر أمس الثلاثاء. وجاءت هذه المواجهات بعد يومين من تمكُّن إحدى قبائل عبيدة (قبيلة بن سودة) من إرغام «الإصلاح» على تسليم أحد السجناء في سجون «الإخوان» في المدينة، بعد قيامها بقطع إمدادات الوقود كافة عن مركز المحافظة لعدّة أيّام ما أدّى إلى إغراقه في الظلام. وأكّدت تلك التحرّكات القبَلية، التي تزايدت في الآونة الأخيرة متسبّبة بتوقُّف إمدادات الغاز المنزلي بين صافر وصنعاء والمحافظات الأخرى، تراخي قبضة «الإصلاح» على مأرب، إلى حدّ يمكن معه الحديث عن شبه انتفاضة قبلية ضدّ سلطات «الإخوان» في المدينة، وهو ما يراه مراقبون مؤشّراً إضافياً إلى قرب سقوط خروج ما تبقّى من المحافظة من نطاق سيطرة الحزب
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)