سامر الشغري
أبو زكريا الفراء أحد أهم علماء النحو واللغة في العصر العباسي الأول ومن كبار علماء العربية عبر العصور ولشدة علمه بالنحو والقواعد وفنون الأدب قيل لولا الفراء لما كانت اللغة.
وإحياء لذكرى ومآثر هذا العالم الجليل أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة إحياء التراث العربي ونشره كتاب (أبو زكريا الفراء وآفاق البحث اللغوي) للناقد الدكتور موفق السراج.
ويركز الكتاب الصادر الكترونياً على أحد أهم مؤلفات الفراء وهو كتاب (معاني القرآن) الذي اعتبر من المراجع القيمة والضرورية لباحثي العلوم القرآنية لما فيه من توضيح دقيق للمعاني ووجوه العربية والفوائد اللغوية والإعراب والاختلاف بين اللهجات.
الكتاب الذي جاء من بابين يترجم مؤلفه في بابه الأول للفراء وحياته وآثاره ومنزلته العلمية ثم ينتقل لمحتوى كتاب الفراء وتصنيفه بين الدراسات القرآنية مبينا أنه ينتمي إلى الكتب التي تنحو منحى لغوياً في تفسير مشكل القرآن ثم يعرض ويقارن كتاب الفراء مع ما سبقه وما تلاه من مؤلفات في هذا الموضوع أمثال (مجاز القرآن) لأبي عبيدة معمر بن المثنى وكتب حملت عنوان (معاني القرآن) للأخفش الأوسط ولأبي اسحاق الزجاج وأبي جعفر النحاس.
ويخصص المؤلف الباب الثاني لمنهج الفراء في كتاب المعاني وأسلوبه في التفسير والقراءات وأخذه بالمنقول والمعقول ولجوئه إلى التأويل متوقفاً عند منهجه في اللغة والصرف والذي يكشف طول باعه اللغوي مبيناً الجوانب البلاغية التي وردت عند الفراء أثناء التفسير.
كما يعمل السراج في كتابه على دراسة منهج الفراء في النحو وأصوله من سماع وقياس وعوامل وعلل ودوره في تأصيل الأصول ومنهجه في الاحتجاج بالشواهد لتقرير القواعد وصوغ الأحكام والأهمية الكبيرة التي كان الفراء يوليها للمعنى وأن النحو يجب أن يخضع له واعتماده على المعنى في تقدير الإعراب.
واعتمد السراج في كتابه جملة من المصادر والتراجم من وفيات الأعيان لابن خلكان والفهرست لابن النديم وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ومراتب النحويين واللغويين لأبي الطيب اللغوي والكامل في التاريخ لابن الأثير وتفسير الطبري وغيرها من دراسات نحوية ولغوية مختصة.
غزارة المراجع واستخدام السراج في دراسة كتاب الفراء (معاني القرآن) للمنهج الوصفي والتحليلي والمنهجي المعياري في تقويمه جعل من كتابه بحثاً علمياص موسعاً يضيء على هذا العالم اللغوي وعلى علم تفسير القرآن ولا سيما مع المقارنة المستفيضة لما كتب عن هذا الموضوع في القرون الغابرة.
يذكر أن الدكتور موفق السراج من مواليد حماة 1955 حائز درجة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها عمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الفداء وقام بالتدريس في جامعات سورية وليبية صدر له عدة كتب منها المفيد في اللغة العربية والتحليل اللغوي والبلاغي في التفسير.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا