نيفين أحمد
تعتبر مسألة العناوين التي يختارها الكتاب لأعمالهم الأدبية والفنية من أعقد المسائل التي يواجهها المؤلفون في أثناء الكتابة، على مبدأ المقولة “المكتوب يُعرف من عنوانه”
وفي العودة الى التراث العربي، خاصة الجانب الشعري نرى أن اختيار العناوين لم يكن واحداً من الهواجس المؤرقة للشعراء، كما هو الحال في العصور الحديثة، حيث البحث عن عنوان ملائم قد يستغرق من الوقت الزمن الذي يستغرقه العمل الإبداعي برمته فكيف للجاهلي الذي حشد في قصيدة طويلة واحدة كل ذلك القدر من الأبيات والهواجس والعناوين أن يختزل عمله ذاك في عنوان واحدا.
ولذلك فقد ارتأى النقاد والرواة أن تسمى القصائد الأمهات في العصر الجاهلي بالمعلقات ،أما في الأزمنة الحديثة فقد بدأ الكتاب والمبدعون يولون مسألة العناوين عناية واهتماماً يفوق ما كان يفعله أسلافهم من قبل وهو أمر يندرج على الأدب العربي بقدر ما يندرج على الآداب العالمية بمختلف لغاتها ومناحيها.
وتعد عقدة اختيار العناوين في مجال الرواية أسهل منها في مجال الشعر. فالروائيون الذين يشتغلون على فكرة وموضوع محددين وعلى لغة وحياة شبه ملموستين والذين يتحكمون إلى حد بعيد بمسار أعمالهم ووقائعها ومصائر أشخاصها لن يجدوا صعوبة بالغة في العثور على عناوين ملائمة تحمل في بعض الأحيان أسماء أبطال الروايات ،فيما لاتزال العناوين والتسميات تمتلك تأثيرها البالغ على صعيد تسويق الكتب واجتذاب القراء بصرف النظر عما يختبئ خلفها من مضامين .ويرى الكثير من القراء العاديين في مثل تلك العناوين ما يستدرجها إلى شراء الكتب واقتنائها.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة