آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » زهران ممداني يقلب طاولة التكنولوجيا… من قلق الرؤساء إلى دعم العمال

زهران ممداني يقلب طاولة التكنولوجيا… من قلق الرؤساء إلى دعم العمال

 

سُكينة السمرة

 

“إن القدرة على تحمل الأكلاف هي مفتاح جذب مزيد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا إلى المدينة”، عبارة تختصر رؤية عمدة نيويورك المنتخب حديثاً، زهران ممداني، في قطاع التكنولوجيا والأعمال، وفي المدينة التي تعرف بأنها العاصمة الأولى للمال والأعمال في العالم. إلّا أن العمدة الذي تمكن من كسب تأييد عمال قطاع التكنولوجيا في المدينة، أمام تحدّي طمأنة رؤسائهم القلقين بشأن تداعيات أجندته على هذا القطاع فيها.

 

 

 

 

 

في تصريحه يقول ممداني، الاشتراكي الديموقراطي، الذي واجه انتقادات لاذعة من الرئيس دونالد ترامب: “سنجعل هذه المدينة أكثر قدرة على تحمّل الأكلاف، حتى يتمكن العمال الراغبون في العمل في تلك الشركات من أن يفعلوا ذلك”. ويضيف: “سنضمن أن تظل هذه المدينة مدينةً تفتح فيها الشركات أبوابها وتستمر في ذلك”.

 

 

 

مواجهة مع المليارديرات ودعم من العمال

 

 

 

زهران ممداني، الذي استثمر العديد من المليارديرات بكثافة في مساعي منعه من تولي منصب عمدة المدينة، فاز رغماً عن ذلك على أندرو كومو في انتخابات عمدتها. وفي المقابل، حظيت تكتيكات حملته الانتخابية، المفعمة بالحنكة والذكاء في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم كبير من العاملين في قطاع التكنولوجيا، الذين كانوا من بين أكبر المتبرعين الأفراد لحملته الانتخابية، كما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” سابقاً.

 

 

“استيقظوا يا وادي السيليكون”

 

 

 

“استيقظوا يا وادي السيليكون”، هذا ما قاله، ديفيد ساكس، “قيصر” الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض. وصراحةً إن من المنطق اعتبار قلق قادة التكنولوجيا حيال فوز ممداني أمراً غير مستغرب خصوصاً في الشأن المتعلق بزيادة ضرائب الشركات، فكيف إذاً بإقناعهم بتأسيس شركاتهم في مدينة نيويورك؟ المدينة الذي تضمّن برنامج عمدتها المنتخب زيادة الضرائب على الشركات الأكثر ربحية فيها وأغنى سكانها لتمويل الخدمات العامة مثل النقل ورعاية الأطفال.

 

 

 

أما عن رؤى زهران ممداني، فهو يعتبر أن الطريق لجذب شركات التكنولوجيا الكبرى إلى نيويورك لا يمرّ عبر الحوافز الضريبية أو الامتيازات الخاصة، بل عبر جعل المدينة أكثر قدرة على تحمّل الأكلاف. وأن المدن التي يستطيع الناس العيش والعمل فيها هي التي تجذب رؤساء الشركات، لأن بيئة الحياة الميسّرة تستقطب الكفاءات التي تحتاجها تلك الشركات لتعمل وتزدهر.

 

 

 

 

 

 

 

ويعتبر العمدة المنتخب في برنامجه الذي وٌصف بأنه “جريء” والذي هزّ القطاع، أن تحسين شروط السكن، والنقل، والخدمات العامة سيجعل نيويورك مركزاً جاذباً للمواهب قبل أن تكون وجهة للشركات، فيتحقق بذلك نمو اقتصادي قائم على العدالة والفرص المتكافئة. وكان قد صرح بأنه لا ينبغي وجود مليارديرات، مقترحاً زيادة الضرائب بنسبة 2% على من يتجاوز دخلهم مليون دولار.

 

 

 

صدمة كبيرة تلتها استجابة براغماتية

 

 

 

 

 

وفي هذا السياق، اعتبر أمين أبو يحيى، المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي والمقيم في الولايات المتحدة الأميركية، أن قطاع التكنولوجيا والمؤسسات المالية في مدينة نيويورك قد تلقّى بالفعل صدمة كبيرة بفوز زهران ممداني، لكن تلتها استجابة براغماتية سريعة.

 

 

ورأى في حديث الى “النهار”، أنه “على رغم ضخ المليارديرات ملايين الدولارات لتمويل حملة منافسه، جاء انتصار ممداني حاسماً وقوياً ما دفع مجموعات الضغط، مثل Tech:NYC

 

وPartnership for New York City، إلى إعلان الاستعداد للعمل معه فوراً لتحقيق أهداف “القدرة على تحمل الأكلاف” كما وصفوها، مع ضمان بقاء المدينة مركزاً عالمياً للتنافسية”.

 

 

 

ووفقاً لأبو يحيى، يُنظر إلى أجندة ممداني على أنها تحمل تهديدات وفرصاً واضحة. يتركز التهديد الأكبر في زيادة الأكلاف التشغيلية، وخصوصاً لشركات العمل الموقت (Gig Economy)، بسبب مقترح رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً بحلول عام 2030 ومنح عمال المنصات حقوق الموظفين، وهذا يهدد نماذج أعمالهم بشكل مباشر. كذلك، تفرض أجندته المتعلقة بـ”العدالة الخوارزمية”، وحظر تقنيات القياسات الحيوية في الخدمات العامة، أكلاف امتثال عالية على شركات التكنولوجيا المالية والعقارية (FinTech و PropTech).

 

 

 

في المقابل، يوضح أن “الفرصة تكمن في الإنفاق الحكومي المتزايد على “التكنولوجيا العامة” (GovTech)، إذ يركز ممداني على الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، مثل شبكة النطاق العريض المملوكة من المدينة، وتطوير حلول تكنولوجية تخدم العدالة الاجتماعية والشفافية”.

 

 

 

وفي النهاية، يرى أن “الشركات التي تنجح في تلبية هذه المتطلبات التنظيمية الصارمة ستكون مؤهلة بشكل فريد لتأمين العقود الحكومية، مما يرسخ نيويورك نموذجاً لـ”التكنولوجيا المسؤولة اجتماعياً” على المستوى الوطني”، وقال “لهذا أعتقد أن مدينة نيويورك استوعبت التغيير الكبير الذي حصل بسرعة وبدأت تستعد للواقع السياسي والاقتصادي الجديد”.

 

 

 

وبين قلق المليارديرات وتفاؤل العمال، يبدو أن العاصمة المالية للعالم بدأت فعلاً باختبار نموذج جديد، فهل تنجح نيويورك في ترسيخ هذا التحول لتصبح نموذجاً لمدن أخرى حول العالم؟

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

6 أجهزة منزلية ذكية قد تتجسس عليك بصمت دون أن تدرك ذلك

في عصر التكنولوجيا الحديثة، لم تعد منازلنا ملاذاً آمناً بالكامل. فالأجهزة الذكية التي نستخدمها يومياً قد تتحول إلى أدوات تجسس خفية، تجمع البيانات عن حياتنا ...