آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » “الهوية”….من نحن؟؟

“الهوية”….من نحن؟؟

 

 

باسل علي الخطيب

 

هل تعرفون ماهي ثالثة الأثافي؟؟…

أن البعض صار ينتقد الشيخ صالح العلي أنه لم يوافق على قرار التقسيم أبان فترة الاحتلال الفرنسي….

وهذا البعض لم يعد بعضاً…

 

حسناً، هذه المقالة لتصحيح البوصلة، او لنكن اكثر دقة، إعادة ضبط اعدادات المصنع…

هذه المقالة ليست لها علاقة بكل هذه المنغصات و الأحداث و التجاذبات التي يتناسل بعضها من بعض يومياً……

ليست لها علاقة بالمخططات والخطط والتوازنات والصراعات التي يتناطح بعضها مع بعض يومياُ…

هذه المقالة هي في مستوى اعلى، هي بعض الطريق نرسمه تكليفاً و حقاُ…

 

نعم، من أشق الأعمال هو إعمال العقل ، ومن المشقة على العقل أن يتصادم مع الأحاسيس، لذلك فإن إعادة تعريف الهوية وجذب الناس نحو المفاهيم المجردة بغية تعشيقها مع المسننات النافرة التي أفرزها واقع مهشم، ليس ذلك بالأمر اليسير، ولكن وكما كانت تفعل جداتنا عندما كن يحتفظن بقطعة من العجين كخميرة لليوم التالي ليصنعوا الخبز، هذا مانحرص عليه اليوم…..

 

خذوا علماً…

لايجوز أن تناقش اي حدث تاريخي من حيث أنت زماناُ و مكاناُ، إنما يناقش هذا الحدث و يحاكم من حيث زمانه و مكانه…

أضف إلى ذلك:

أي جماعة تسعى لصياغة هويتها وفق الأحداث المتحولة و المتغيرة، او وفق ردود الأفعال – أياً كانت الإفعال- سيكون نتاج ذلك هوية مشوهة، و ستستمر تلك الهوية بالتوافق مع كل فعل و رد فعل حتى تصير هي ذاتها بلا هوية أو شكل محدد، و ستجد تلك الجماعة نفسها بلا هوية، و تدخل مرحلة التيه الذي نهايته هو الذوبان أو الإنضواء تحت هويات أخرى…….

 

الهوية ليست تابعاً يربط بين متحولات، تخضع فيه قيمة المتغير Y للتبدل حسب تبدل قيمة المتغير X وفق علاقة الربط التي تجمعهما…

الهوية ثابت عددي يدخل أي علاقة بين عدة متغيرات فيضبط ايقاعها و يعيد لها التوازن….

الهوية هي ضابط الإيقاع الذي يدير النغمات الموسيقية سواء كانت صادرة عن آلات شرقية أو غربية، واياً كان نوع التخت الموسيقي، لينتج حصيلة كل ذلك لحناُ يطرب لسماعه الكل….

 

قد سبق وكتبت مقالاً قلت في ثناياه:

سكنا القمم، و حفظنا القيم، و أشجار الزيتون هذه من بقايا تلك النخلة التي هزتها البتول عليها السلام فتساقطت رطباً جنيا، قدمناه للعالم رقماً و حرفاً و كرامةً و عزة و مروءة و شهامة و كرماً…

كنت أشير إلى هذه الهوية بهذه الكلمات….

 

من نحن؟؟…

 

نحن عرب…

بل نحن العرب…

العروبة ماكانت يوماً مفهوماً قومياً، هذه خطيئة كبرى واختزال وضيع و ضيق وقعت فيه الأحزاب القومية و القوميون العرب…. العروبة مفهوم اخلاقي قيمي عابر للاثنيات و القوميات. العربي في فقه اللغة هو من عرف الحق و انكر الباطل، هو (صفة) و ليست (اسماً)،وجذر الكلمة هو فعل (عرَّ) ، و الذي يعني فصل الصالح عن الطالح، وهذه كلمة مازلنا نستعملها في جبالنا، يقال: عرِّ الحنطة، أي فصل حبوب القمح عن الزوان….

العربي صفة من صفات المؤمن، ثلة في الاولين، و قليل في الآخرين، و قد قال الرسول الأكرم صلوات الله عليه و آله: أنا أعربكم…..

أي أنا أكثركم نصرةً للحق و إنكاراُ للباطل…

عدا ذلك كلمة عربي لم تذكر إلا مدحاُ في القرآن الكريم….

و فعل (عر) اصل كلمة (عربي) يختلف بالمطلق عن الفعل (أعر)، الهمزة عندما تدخل على الفعل في بدايته تقلب المعنى إلى النقيض، فيكون معنى فعل (أعر) انكار الحق و نصرة الباطل، و منها اتت كلمة (الأعراب) الأشد نفاقاً، و الذين لم يذكروا إلا في موضع الذم…

 

نحن سوريون….

بل نحن السوريون…

كلمة سوريا هي نتاج جذرين، الجذر (سير) و يعني (القمة) في اللغة السريانية، وهناك الكثير من الجبال في حوض المتوسط حيث وصل الفينيقيون السوريون تحمل اسم (سير)، في الجزائر و كرواتيا و فرنسا…..

كلمة (سير) صارت تطلق اصطلاحاً على علية القوم، و صارت تعني (السيد)، ومنها أتت كلمة (SIR) في اللغة الإنجليزية….. الجذر (يا) و يعني (بلاد)، وقد اتى هذا الجذر من اسم الأرض الأولى (جيا )….

و عليه يكون معنى كلمة سوريا بلاد السادة، و نحن هم، السادة اولاد السادة، فليس غريباً أنه من هذه البلاد خرج الحرف الأول والرقم الأول والنوتة الاولى والديانة الأولى. ..

 

نحن مسلمون….

بل نحن المسلمون….

تمسكنا بأمير المؤمنين علي بن ابي طالب والأئمة الطهر من بعده لكي لا نضيع محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله، و تلك المدينة لا ندخلها إلا من بابها….

 

طريقنا طريق عرفاني معرفي اخلاقي يبدأ: و أنذر عشيرتك الأقربين…..

و ينتهي: اليوم اكملت لكم دينكم…

هذا الطريق إمامه العقل وكل اشراقاته، وشعاره الآية الكريمة:

وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله إتقاكم…

و يستند إلى قول أمير المؤمنين: الناس صنفان، أخ لك في الدين، أو نظير لك في الإنسانية….

بوصلته: إقرأ….

و غايته: رب انزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين….

نحرم التكفير، و ننهى و لانقبل بالتبشير….

نقدم العقل على النقل في مواضع، و نقدم النقل على العقل في مواضع، و النقل هنا حصراً عن (معصوم)….

وقبل هذا وذاك، و بعد هذا وذاك، و فوق هذا وذاك:

وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً و ما انا من المشركين….

لنا في الرسول الأكرم صلوات الله عليه و آله قدوة حسنة، و أنه لعلى خلق عظيم، و قد اتى ليتمم مكارم الإخلاق رحمة للعالمين، و أن ادب الدين قبل الدين، و من لا أدب له لا دين له….

، لانطلب حقاً بباطل، ونؤمن لساناً و عملاً و فكراُ أن كل ماخلا الله باطل…..

 

هذا نحن….

هذه هي محددات هويتنا….

هذه المحددات لاتخضع للتاريخ أو الجغرافيا، بل يخضع لها التاريخ و الجغرافيا…

هذه المحددات خارج الزمان و المكان، لاتتبدل أو تتغير بتغير الظروف أو تتالي الأحداث…..

ونقطة على السطر…..

و آن اردتم أكثر من نقطة…..

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اختلاط الاوراق والمفاهيم 

  سمير حماد   من المعروف أنّ أيّ حراك ثوريّ , أو تغييري , يتطلّب وعياً بالبؤس , والشقاء الذي يعانيه الناس في المجتمع ….. ...