باتت تكاليف السفر مابين المحافظات مرهقة جداً ولاسيما لمن يريد السفر برفقة عائلته، مهما كانت وسيلة النقل سواء أكان المسافر يرغب السفر بسيارته الخاصة أو بوسائط النقل الجماعي الأخرى كـ(البولمان أو الهوب هوب أو الفانات)، ذلك الأمر انعكس سلباً على العلاقات الاجتماعية وتوطيدها مابين الأهل والأقارب.
وبحسبة بسيطة لاتقل تكاليف السفرة (ذهاب وإياب) وبأقل مسافة للعائلة الصغيرة عن المليون ليرة، فعلى سبيل المثال أجرة الفان للشخص الواحد من دمشق إلى حمص نحو 70 ألف ليرة، وبالتأكيد فإن أصحاب السيارات الخاصة ليسوا بأفضل حال، إذ تنتظرهم تكاليف تعبئة البنزين وما إلى هناك من تكاليف إصلاح من الممكن أن لاتكون بحسبانهم.
سمير رب أسرة مكونة من أربعة أشخاص وهو موظف حكومي قال لـ الحرية: على الرغم من أن والدي ووالدتي يقطنون بمحافظة حمص والتي تعتبر قريبة نوعاً ما من دمشق المتواجد بها أنا وعائلتي إلا أنني وللأسف وبمجرد التفكير بالسفر لرؤيتهما (أضرب الأخماس بالأسداس) فالتكاليف باهظة، ويحتاج الأمر من دون أي مبالغة لسحب قرض أو الدخول بجمعية لتأمين مصاريف السفر، وهذا الأمر تسبب بالحد من سفري إلى محافظتي، وأكتفي بالاطمئنان على أهلي عبر وسائل الاتصال.
المرشد الاجتماعي تمام أحمد أوضح بحديثه لصحيفة الحرية أن تكاليف السفر باتت عبئاً ثقيلاً على معظم العائلات، وتسببت بتراجع التواصل والتفاعل الاجتماعي مابين الأهل والأقارب، وأمام ارتفاع تكاليف السفر استبدل التفاعل المباشر مابين الأهل بالتفاعل غير المباشر عبر تقنيات الاتصال من (هاتف أو جوال وبرامجه المتنوعة كالواتس أو المسنجر..)، وبكل تأكيد هذا الأمر يتسبب بفتور العلاقات الاجتماعية ولا يطفئ نار اشتياق الأهل لأبنائهم وأقاربهم، ويسببت أيضاً بإحداث إحراج للكثيرين ولاسيما إن كانت المناسبة تستلزم الحضور المباشر فمناسبات التعزية أو الأفراح أو معايدة المرضى لايكفيها مجرد اتصال.
ووفق الأحمد فإن هناك مبادرات رائعة يقوم بها بعض أصحاب السيارات، اذ نشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي إخطاراً للأسر عن تواجد سيارة مستعدة للسفر بيوم محدد ووجود مقاعد شاغرة وبالمجان لمن ضاقت به السبل.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
syriahomenews أخبار سورية الوطن
