آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » تحذير أممي: السلطة بيد قلة من عمالقة التكنولوجيا تهدّد حقوق الإنسان

تحذير أممي: السلطة بيد قلة من عمالقة التكنولوجيا تهدّد حقوق الإنسان

“إن السلطة الجامحة التي يبدو أن مجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا تتمتع بها باتت مصدر قلق رئيسياً”.

أكد المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك لفرانس برس أن تراكم السلطة الهائلة لدى عدد قليل من عمالقة التكنولوجيا مصحوبة بالذكاء الاصطناعي، بات يشكّل تحدّيات حقوقية عالمية ويستلزم وضع ضوابط لتنظيمه.

وفي ظل تفاقم المخاوف حيال التهديدات للديموقراطية وفي وقت يواجه فيه عدد متزايد من البلدان خطر الانزلاق نحو الاستبداد، قال تورك إن السلطة الجامحة التي يبدو أن مجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا تتمتع بها باتت مصدر قلق رئيسياً.

وخلال مقابلة في مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المطل على بحيرة جنيف، أشار إلى أن سبع أو ثماني شركات كبرى للتكنولوجيا باتت تملك ثروات تتجاوز اقتصادات بأكملها لبلدان صناعية حتى. وقال “حشدوا كمّاً هائلاً من السلطة”.

وأضاف: “وكما نعرف جميعاً، إن السلطة ما لم تقيّدها سيادة القانون وقانون الحقوق الدولي، قد تقود إلى انتهاكات… قد تقود إلى ممارسة السلطات لإخضاع الآخرين”.

وعبّر تورك عن قلقه العميق “من أن سلطة الشركات، ما لم يقيّدها القانون والمعايير الحقوقية الدولية، ستمثّل مشكلة ضخمة بالنسبة إلينا”.

وتابع “إنه مجال أعتقد أنه سيتعيّن على مجتمع حقوق الإنسان التركيز عليه أكثر بكثير”.

 

 المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك

المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك

 

اقرأ أيضاً: زهران ممداني يقلب طاولة التكنولوجيا… من قلق الرؤساء إلى دعم العمال

استغلال؟ 

لم يأت تورك على ذكر أيّ شركة بالاسم. لكن تصريحاته تأتي بعد أيام على مصادقة المساهمين في تيسلا على حزمة مكافآت قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك الذي يُعدّ أثرى أثرياء العالم ويملك منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي.

وتعد شخصيات عالية المستوى في مجال التكنولوجيا مثل رئيس ميتا مارك زوكربيرغ ومؤسس أمازون جيف بيزوس من بين أثرى أثرياء العالم.

وعبّر تورك هذا العام عن قلقه لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن نفوذ “أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين”.

وقال للمجلس إن “لديهم بياناتنا: يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وأوضاعنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا”. وأضاف “يعرفون كيف يستغلوننا”.

وازدادت مخاوف العديد من الخبراء مع تسابق عمالقة التكنولوجيا لإطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقال تورك إن “الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه قدرة هائلة على حل بعض أكبر المشاكل التي نواجهها، لكن يمكننا أيضاً رؤية الجانب المظلم”.

وأشار تحديداً إلى التأثير المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي المعززة بالذكاء الاصطناعي على الحملات الانتخابية وغيرها من العمليات الديموقراطية.

وقال إن بإمكانها أن تكون “مخادعة للغاية” و”تضلل الآراء وتصرف انتباه الناس عن الحياة الواقعية.. والقضايا الحقيقة”.

“إنكار تغيّر المناخ” 

حذّر تورك من أن “الذكاء الاصطناعي غير المنظّم يمكن أن يكون مصدر تشتيت كبير جداً للانتباه، ما يؤدي بعد ذلك إلى استنزاف الطاقة السياسية التي نحتاج إليها لمحاربة النزعات الاستبدادية ومقاومة الافتقار إلى السيطرة”.

في الوقت ذاته، يُستخدم الذكاء الاصطناعي “لتشويه الواقع”، بحسب تورك الذي شدد على أنه لا يرغب في القول إنه يخلق واقعاً بديلاً “لأنه ليس واقعاً. إنه زائف”. وحذّر من أن ذلك لا يأتي من دون مخاطر. وقال إن “الحق في الحقيقة والحق في العلم من المسائل الأساسية”.

ومع انعقاد مؤتمر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة في البرازيل، ندد أيضاً بالأضرار الناجمة عن التضليل المرتبط بتغيّر المناخ.

وأكّد “أشعر بالصدمة لدى سماعي القادة يتحدّثون عن إنكار تغيّر المناخ مجدّداً فيما نعرف جميعاً أننا نتجاوز بالفعل الهدف الذي تم تحديده قبل عشر سنوات عبر اتفاق باريس”.

وتساءل “بماذا نفكر؟ ماذا نفعل لأبنائنا وأحفادنا والأجيال المقبلة؟”. وأضاف “ستُطرح أسئلة عن المحاسبة في المستقبل، لكن بعد فوات الأوان”.

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إطلاق صاروخ صيني محمّل بقمرين اصطناعيين مخصصين للتجارب التقنية

  أطلقت الصين صاروخاً حاملاً من طراز “ليجيان-1 واي 9” لإيصال قمرين اصطناعيين إلى الفضاء مخصصين للتجارب التقنية.   انطلق الصاروخ عند الساعة 11:32 صباح ...