الليث حجو ينكأ جراح «السوريّين الأعداء»

 

لين أبو زينة

 

 

تستعد ورشة كتابة مؤلفة من الكاتب الكبير نجيب نصير والكاتبين رامي كوسا ورافي وهبي، وسكريبت سالم حجو، لصياغة سيناريو مسلسل «السوريون الأعداء» المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للروائي السوري فواز حداد، على أن يتولّى الإخراج المبدع الليث حجو.

 

العرض في رمضان؟

أكد الليث حجو لنا على أنّه لم يتم تحديد أسماء الممثلين حتى الآن، لكن من المتوقع انطلاق التصوير في بداية شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، على أمل الدخول في السباق الرمضاني المقبل، ليكون العمل متاحاً على فضائيات ومنصات عربية عدة.

 

المسلسل الذي ينتمي إلى فئة الدراما السياسية الاجتماعية، وتنتجه شركة «ميتافورا»، تدور أحداثه بدايةً في أزقة مدينة حماة القديمة، التي شهدت إبان حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في عام 1982، محاولات دخول نظام «البعث» وبسط نفوذه بقبضة فولاذية أدت إلى أحداث دامية في المدينة.

 

تتطرق القصة إلى ضابط مهندس يصل البلاط الجمهوري، وطبيب ناجٍ من الإعدام يُرسَل إلى سجن تدمر «سيّئ السمعة» وقاضٍ نزيه يحاول حماية الوطن من الفساد، لتوصل الرواية رسالة مفادها بأنّ الاستبداد لا يعيش إلا بتواطؤ النخب والمجتمع معاً.

 

في سياق الرواية، يَقتل ضابط في الجيش ثلاثة أجيال من عائلة واحدة بلا أوامر ولا سبب، ويظهر من بين المذبحة ناجٍ رضيع تهرّبه جارته العجوز إلى دمشق، وتوصله إلى بيت عمه «القاضي العادل في بلد ظالم».

 

صعود الطائفية السورية

تطرح الرواية موضوع الصراع الطائفي – أي كيف تحوّلت «أخوة الشعب» إلى عداء، وأبناء الوطن إلى أعداء، عبر منظومة استبداد وسيطرة. يسمّي فواز حداد الأشياء بمسمياتها من دون مواربة، ما يفتح باب النقاش على مصراعيه حول جدلية «دين السلطة» في سوريا. إلا أنّ فواز حداد قال في تصريحات صحافية إن أي كتابة تتعرض للطائفية كانت تُتّهم بالطائفية، لهذا السبب يجب ألا تُهمل أبداً. ولأنها تحكّمت بمجتمعاتنا، كان مطلوباً تجاهلها، لا معالجتها.

 

في رأيه، ينبغي مقاربة هذا العطب بمنتهى الصراحة، خصوصاً أنّ الطائفية نشرت الحقد والتطرف. وظهر ذلك في مجازر النظام، كما في مجازر المتأسلمين على حد تعبير فواز حداد الذي قال أيضاً «أنا لست طائفيّاً، كتبتَ عن الطائفية، وأردت كشف المسكوت عنه. أردت أن أستنطق التاريخ».

 

من المتوقع انطلاق التصوير

في بداية الشهر المقبل

 

 

تبحث الرواية في ما بعد أحداث الثمانينيات الدامية، وكيف تمكّن الحكم في سوريا من تجاوز المآزق المحلية والإقليمية والدولية. ويتطرق الكاتب إلى تكريس مفهوم «القائد الخالد» مع انتشار تماثيله وصوره في أرجاء البلاد.

 

في موازاة ذلك، يروي المسلسل قصة حب تنشأ على أبواب العلاقات السياسية والمصالح، إذ يرغب أحد شخوص المسلسل في الزواج من فتاة دمشقية. لكن حين يعرف أنها من أصول ريفية تعيش في دمشق، يتخلّى عن فكرة الزواج، ليرتبط معها بعلاقة دائمة. وإذ تشير الرواية بشكل عابر إلى الفارق الطائفي بينهما، تركّز على ما يكنّه كل منهما من مشاعر لدمشق.

 

من حماة إلى ليلة السقوط

مع تطور الأحداث في الرواية التي صدرت عام 2014، يقع «الربيع العربي»، ويمتد إلى سوريا، فيتطرق المسلسل إلى أحداث درعا؛ والمواجهة بين المتظاهرين والجيش السوري «السابق»، لتنتهي الرواية عندما ينخرط الطبيب وابنه المحامي في جموع «الثوار» ليؤديا دورهما قدر إمكانها.

 

تجربة لم تكتمل

يذكر أنّ الممثل والمخرج ماهر صليبي كشف بعد سقوط النظام في سوريا في كانون الأول (ديسمبر) عام 2024، عن عزمه تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني قصير، مؤكداً حينها على عدم إمكانية مُشاركة أي ممثل في أحد أعماله، ممّن كانوا يؤيدون النظام السابق في مدة حكمه. علّق يومها: «في ناس ممكن تسامحيهم وتصالحيهم، وأنا بالنسبة إلي في ناس لا بسامحهم ولا بصالحهم».

وبحسب النقّاد، يشكل المشروع خطوةً جيدة في تحويل الأدب السوري المعارض للنظام السابق إلى مادة بصرية موجهة إلى الجمهور العريض. لكنّ ذلك يفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول دور الدراما في حفظ الذاكرة السورية.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار